نقلت جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين نهاية الأسبوع الفارط عن مصادر بمدينة العيونالمحتلة، قولها إن عديد من مواطني المدينة غادروها صوب الضواحي الجنوبية الشرقية التي تمثل مناطق البادية بحوالي 25 كلم، حيث نصبوا عدداً كبيراً من الخيام، قُدّرَ عددها بحوالي 40 خيمة. اعتبرت جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين أن هذا العمل النضالي الذي أقدم عليه سُكان المدينة، يأتي بمثابة نزوح جماعي للعائلات الصحراوية احتجاجاً على سياسات القمع المغربية التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون بسبب نضالهم وكفاحهم السلمي للمطالبة بحقهم في تقرير المصير والاستقلال. كما يأتي أيضاً تضيف الجمعية احتجاجاً على سياسة التهميش وقطع الأرزاق التي تنتهجها السلطات المغربية في حقهم وحرمانهم من الحق في التوظيف والعمل والاستمتاع بخيرات أرضهم، كما أن عملية النزوح الجماعي هاته تأتي أيضاً احتجاجاً على ما تعرض له وفد النشطاء الحقوقيين الصحراويين والمراقبين الأجانب القادمين من الجزائر بعد مشاركتهم في الندوة الدولية الأخيرة التي عقدت نهاية الشهر الماضي. وتضيف نفس المصادر، على أن السلطات المغربية قد قامت بمحاصرة منازل كل الصحراويين الذين نزحوا واعتصموا في الخيام، فضلاً عن تفتيشها لكل السيارات التي استقلها النازحون الصحراويون بشكل لم يسبق له مثيل كما قالت مصادر أفبريديسا من العيونالمحتلة أن عديد من التلاميذ الصحراويين قاطعوا الدراسة وانضموا إلى الاعتصام. كما تم التأكيد على أن سلطات الاحتلال المغربية قد أوفدت إلى مكان الاعتصام العديد من أعوانها المتمثلين في »الشيوخ« و»الأعيان«، معززين ببعض عناصر المخابرات، بهدف إقناع المعتصمين الصحراويين بإنهاء الاعتصام وعدم رفع أعلام الدولة الصحراوية، فضلاً عن إغرائها للمعتصمين بأنها » ستوفر لهم 35 منصب شغل في وهو الشيء الذي رفضه المُعتصمون مُجمعين على القول »إنه ليست لديهم مطالب عند الدولة المغربية إلا الانصياع للشرعية الدولية والكف عن نهب ثرواتهم، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال«. وتضيف مصادر أفبريديسا من العيونالمحتلة، على أن السلطات المغربية قد أجبرت المعتصمين تحت القوة المفرطة على الدخول إلى المدينة، مُستعملة في ذلك شاحنات، وهو الشيء الذي اضطر معه المعتصمين مكرهين إلى العودة إلى العيونالمحتلة، بسبب خوفهم على النساء والأطفال الصغار من البطش. وعند العودة إلى العيونالمحتلة، نظموا مظاهرات حاشدة في مختلف شوارع وأحياء المدينة، خاصة بحي معطى الله والقرب من شارع أسكيكيمة وسط الشعارات الرافضة للمحتل والمطالبة برحيله وزغاريد النسوة التي تعالت وألهبت حماس الشباب المتظاهرين، قبل أن تتدخل القوات المغربية لقمع المظاهرة، مما أدى إلى إصابة عديد من الصحراويين، ولم يتسن للمصادر معرفة الأسماء، إلا أنها أكدتْ أن من بينهم الشاب الصحراوي، حسن الداه، الذي تم نقله إلى المستشفى. وجدير بالذكر، على أن المعتصمين الصحراويين قد توعدوا بأنهم سيعودون إلى مكان الاعتصام وبشكل أكبر إذا لم تنصاع السلطات المغربية إلى مطالبهم المشروعة.