مرة أخرى ، يناور نظام المخزن لجر الجزائر و الزج بها في ملف الصحراء الغربية ، بهدف تشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي ، الذي أضحى يعرف جيدا النوايا الحقيقية للمغرب ،و ذلك من خلال التأثير عليها داخل أروقة الأممالمتحدة ، بدعوتها إلى "الانخراط في المفاوضات" حول الصحراء الغربية. وأعلن السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي، أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، أن "المغرب ، عازم على الانخراط في مسلسل المفاوضات، داعيا الأطراف الأخرى بنفس الشيء " في اشارة منه الى الجزائر ، التي يصر نظام المخزن على الزج بها كل مناسبة في القضية الصحراوية ، بيبب مواقفها الثابتة و الداعية الى حرية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ؟، الأمر الذي لم يرق نظام المخزن . مبدأ تقرير المصير لم يكن أبدا أداة للتصدع وادعى الدبلوماسي المغربي، إن مبدأ تقرير المصير "لم يكن أبدا، لا في تصوره ولا في تنفيذه، أداة لتصدع الوحدة الترابية للدول، ولا ذريعة لحرمان دول من أجزاء من ترابها، في إشارة منه إلى الموقف الجزائري الرافض للاحتلال المغربي للصحراء الغربية . زاعما أن "هذه المعايير نفسها هي التي مكنت على الخصوص مجموع دول شمال إفريقيا، بما فيها الجزائر، من الحفاظ على الجزء الصحراوي من ترابها الوطني". في حين أن هذا النظام لم يطالب اسبانيا باسترجاع مناطق مغربية محتلة و الممثلة في ميلة و سبتة . و لم يكتف الدبلوماسي المغربي ، بهذا القدر من حملاته المسعورة على الجزائر ، بل راح يعيب ما وصفه "بالدور السلبي للجزائر في مسلسل المفاوضات"، مدعيا أن "الجزائر والبوليساريو، يستمران، إزاء هذه المبادرة، في جمودهما من أجل إحياء مقاربات كشفت الأممالمتحدة عدم قابليتها للتطبيق". في حين أن الجزائر أعربت مرارا و تكرارا عن دعمها لحركات التحرر ، تأتي في مقدمتها فلسطين و الصحراء الغربية ، لا سيما و أن الجزائر عانت من ويلات الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة . وواصل لوليشكي ادعاءاته على الجزائر ، زاعما أن رفضها هي البوليساريو لمبادرة الحكم الذاتي حتى قبل مناقشتها، يدل على جاذبيتها وطابعها النموذجي كنمط للتدبير الديمقراطي المغربي "، إلا أن الموقف الجزائري المؤيد للشعب الصحراوي و الرافض للاحتلال المغربي ، نابع من موقف الأممالمتحدة التي دعت النظام المغربي الى احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ، فضلا عن ذلك فقد أعربت عن استعدادها طبقا لمسؤولياتها وواجباتها، لتقديم دعمها الكامل لجهود الأممالمتحدة الرامية إلى إيجاد حل لهذا النزاع. زاعما من جهة أخرى ، "أن الجزائر تقف وراء اختطاف مصطفى سلمى" الذي اعتقلته البوليساريو ،لاتهامه بالخيانة العظمى. لا سيما بيع قضيته لنظام المخزن الذي أصبحت جرائمه المرتكبة في حق الصحراويين حتمية لا مفر منها ، لا سيما أمام رصيده التاريخي الذي يثبت في كل مرة أنه هو المعتدي الوحيد بمنطقة المغرب، ما يفسر جليا عدم الوصول إلى استقرار حقيقي لبلدان المنطقة .