شدد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس السبت، على أهمية العمل الإقتصادي في محاربة الإرهاب في أفريقيا والمنطقة العربية من خلال دعم الدول العربية للبلدان التي تعاني من تأثيرات ظاهرة توسع النشاط الإرهابي. و نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن لعمامرة بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية الأفريقية الأخيرة في الكويت، أن التعاون العربي الأفريقي يقوم على أساس المصالح والمنفعة المتبادلة، حيث تطلق الدول العربية مشاريع استثمارية في البلدان الأفريقية الأقل تطورا مقابل الحصول على ما هي في حاجة إليه من مواد خام يخدم الاقتصاد في الدول العربية، مع التركيز على المناطق الساخنة مثل منطقة الساحل والصحراء. و أشار وزير الخارجية، الى جهود الأممالمتحدة والبنك العالمي لمعالجة الأسباب العميقة الكامنة وراء مشاكل المنطقة والتي تتعلق بالبنية التحتية وعجز هذه البلدان على توفير عمل للشباب في المنطقة، وهو الأمر الذي يجعلهم وفق لعمامرة، عرضة للإرهاب ولانضمام لمجموعات إرهابية أو تجار المخدرات ومجموعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود بصفة عامة، وبالتالي إذا تم فتح ورشات للتنمية في منطقة الساحل والصحراء وشاركت فيها الدول العربية بالطاقة وتطوير الزراعة الصحراوية وبالمياه ستساهم هذه الاستثمارات كثيرا في حلول عملية تحقق الأمن دون التركيز على الجوانب العسكرية والأمنية فقط من خلال التركيز على الاستثمار والتنمية الاقتصادية وبذلك ستكون المساعدات العربية واضحة للمجموعات الدولية كما هي للشعوب الأفريقية. و تحدث لعمامرة عن السياسة الخارجية للجزائر، بقوله إن التضامن بين المجموعتين العربية والأفريقية عامل أساسي في سياسة الجزائر الخارجية، وقد بقيت الجزائر وفية لهذا التوجه وتؤيد بالفعل التضامن العربي الأفريقي قولا وعملا. و كانت الجزائر، ألغت في السنوات الأخيرة ما يقارب من مليار دولار ديون على عدد من الدول العربية والأفريقية، كما قدمت الكثير إلى القارة الأفريقية على مدار أكثر من خمسين عاما من استقلالها ما لا يقل عن تدريب 45 ألفا من الكوادر الأفريقية من مختلف القطاعات مدنية واقتصادية وعسكرية وهذا طبق في مع كل الدول سواء التي تقيم مع الجزائر علاقات متميزة أو الدول التي ليس هناك تجانس كبير في سياستها. كما نادت الجزائر في مثل هذه القمم وغيرها بالتحكم أكثر في أساليب ومناهج الشراكة مع أفريقيا وهناك كثير من المبادرات على الساحة الدولية سواء في إطار الأممالمتحدة أو إطارات أخرى ولكن كثيرا ما ينقص هذه المبادرات التنسيق الاستراتيجي بحيث تجتمع الرؤى استجابة لامتلاك الدول الأفريقية لما تحتاجه من دعم. وأعرب لعمامرة عن رغبة الجزائر في تطوير العلاقات بين مصر والجزائر خلال المرحلة المقبلة والاتفاق على التنسيق في كل المجالات والمحافل الدولية، مشيرا إلى اتفاق البلدان على تتبادل الزيارات والعمل منهجي على مستوى الدبلوماسيتين، حيث تم التنسيق والتشاور والتعامل مع معالجة عدد من الأمور قبل أن تقع لتوضيح الرؤى وكذلك وضع تصورات مشتركة لتعرض بعد ذلك على المجموعة العربية وكذلك الأفريقية.
وفيما يتعلق بالأزمة في سوريا قال وزير الخارجية، إن المأساة السورية تحتم على الجميع تحقيق ما يريده الشعب السوري من طموح للديمقراطية والحرية وتوفير المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العسكرية والتركيز على الحل السلمي السياسي رغم صعوبته، مجددا تأييد الجزائر جهود الأخضر الإبراهيمي الداعية لإطلاق الحل السياسي و ذلك من خلال انعقاد مؤتمر جنيف2.