ما فائدة أن تقوم مصالح اتصالات الجزائر ببلدية المحمدية بالعاصمة بتسخير العشرات من عمالها والقيام بأشغال الحفر والتوصيل للكوابل الهاتفية في زمن كانت فيه خزينة الدولة تتأثر بإضافة أو سحب دينار واحد حيث كان رئيس الجمهورية آنذاك يصيح بأعلى صوته بأن خزائننا فارغة حدث هذا خلال سنة 2003 حيث قامت آنذاك المؤسسة بكل الأشغال اللازمة من أجل إيصال الكوابل وتركيبها على مستوى بعض إحياء البلدية ومنها على الخصوص حي تاماريس الذي يعتبر من أحدث الأحياء في العاصمة حيث يضم العديد من المنشآت التجارية خاصة منها المتعلقة بمواد البناء وتهيئة السكنات والديكورات المختلفة إضافة إلى احتواء المنطقة على مئات السكنات الجديدة التي بنتها شركات وطنية عملاقة وأخرى صينية كبرى .وبالعودة إلى الموضوع نجد أن مؤسسة اتصالات الجزائر قد استثمرت مبالغ ضخمة في جلب كابل رئيسي من قصر المعارض إلى غاية قلب منطقة تاماريس وهذا منذ عشرة سنوات لينسحب العمال بعد ذلك في جنح الظلام مخلفين ورائهم مشروع لغز عجز كل السكان عن تفسير استثمارات تدفن تحت الأرض في شكل قبر طويل دفنت تحته كوابل اتصالات الجزائر .ولتغطية الفضيحة قامت ذات المؤسسة بتوزيع العشرات من خطوط الهاتف الريفي التي تسميه المؤسسة بالمتنقل حيث أنفقت في سبيل ذلك مبالغ أخرى سرعان ما أثبتت عدم جدواها بسبب رداءة المكالمات وركاكة تدفق الانترنت حيث أجبر العديد من السكان على إعادة هذه الخطوط إلى المؤسسة شاكرين إياها عن تكنولوجيا بدائية لا تستخدم إلا في الأرياف الصينية .ومنذ ذلك الحين بقيت دار لقمان على حالها بالرغم من اتصال العديد من سكان تماريس بمصالح اتصالات الجزائر وإلحاحهم على مسؤوليها بضرورة الإسراع في تقديم هذه الخدمة وحل هذا المشكل بشكل تام إلا أن هذه المصلحة ظلت تسوف وتعد دون وجود شيء ملموس على أرض الواقع فتارة تقول أن المشكلة هي في عدم وجود أرضية لوضع خزانة التقسيم ومرة أخرى تقول أن هناك مشروع "الفيبرو " والذي سيتفاجأ به السكان والنتيجة في كل الأحوال أن السكنات قد تحصلت على خدمة الصفر وتكنولوجيا الريح فعلى سبيل المثال فان حي 72 مسكن والذي يقطنه العديد من الإطارات والتجار قد وصلت خطوط الهاتف إلى كل البيوت ولكن بدون حرارة وهذا منذ عشرة سنوات ،إضافة إلى الملفات المودعة والمقدرة بثلاثة ملفات لكل ساكن بسبب البيروقراطية وحب الوثائق . ورغم كل هذا فان الحرارة الهاتفية لم تصل ولن تصل هؤلاء إلا بعد انقراضهم وانقراض مؤسسة اتصالات الجزائر معهم . وعليه فان اتصالات الجزائر مطالبة اليوم حسب السكان إما بإكمال المشروع المدفون وإحيائه من جديد أو إعطاء تفسيرات تقنع السلطات ومعهم المواطنين حول موضوع الكابل اللغز.