أطربت جمعيتا القيصرية من شرشال (تيبازة) والجنادية من بوفاريك (البليدة) جمهور قاعة ابن زيدون برياض الفتح بإحيائهما السهرة الثالثة من فعاليات الطبعة السابعة من المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية الصنعة. وقدمت كلا الجمعيتين من مدرسة الصنعة المتنافستين في اطار فعاليات المهرجان وصلات موسيقية من التراث الأندلسي ميزتها أصالة وعراقة هذا الفن الموسيقي. واستهلت الجمعية الثقافية القيصرية من شرشال السهرة التي ظهر فيها أعضاء الفرقة بأبهى الأزياء التقليدية بأداء نوبة في طبع الحسين. وتحت قيادة جيلالي غوبريني، أدت الفرقة التي أنشأت في 1994 مصدر "راقب بكاء المزن" ثم تلاه بطايحي "غرد الطير فنبه الناعس" لتواصل الجمعية في أدائها لأغان مستمدة من التراث الاندلسي. وتحت تصفيقات الجمهور، قدمت القيصرية التي تحرص على ضم شباب في فرقتها خلاصات منها "واي عشية نقيم في واد فاس" التي تذكر بمظاهر ومجالس العرب أيام فتح الأندلس. وتعد جمعية القيصرية من بين الجمعيات الموسيقية الناشطة في الحفاظ على الفن الأندلسي وقد جاءت فكرة انشاء الجمعية بهدف ترقية هذه الموسيقى المتجذرة لدى العديد من العائلات بشرشال. أما الجزء الثاني من السهرة، فأحيته الجمعية الثقافية الجنادية لبوفاريك تحت اشراف بوغزالة حماد نسيم بتقديمها باقة من الأغاني الاندلسية. وقدمت الجمعية التي تضم موسيقيين شباب على الآلات الايقاعية والكمان نوبة في الطبع الحسين حيث أدت هي كذلك مصدر "راقب بكاء المزن". كما أدت الجمعية التي تسعى تلقين تلامذتها المدارس الثلاث للأندلسي (المالوف، الصنعة والغرناطي) انصراف خلاص "شربنا وطاب". وبعد 28 سنة من الوجود، لا زالت الجمعية التي تحمل اسم الفنان الراحل بوعلام جنادي تسعى الى احياء التراث الموسيقي الاندلسي حيث تعمل على ابراز جيل من الموهوبين في الفن الأندلسي وذلك من خلال تكوينها لتلاميذ على مستوى مدينة بوفاريك. وتتنافس في هذه الدورة من المهرجان -الذي انطلق الخميس الماضي ويستمر الى غاية 10 ديسمبرالجاري- 8 جمعيات من العاصمة والقليعة ومستغانم وشرشال وبوفاريك وتيزي وزو وبجاية ومعسكر.