اللجنة تصغي للإدارة والاحترافية أسفل الركح وقّع الكوريغرافي طلعت السماوي بداية موفقة لحفل الاختتام من خلال عمله "قطر الندى"، متمثل في رقص درامي تناول موضوعي الحب والبطولة في الأدب النسوي العربي، واختصره بتجربة النسوية في الأدب الجزائري، الفلسطيني والعراقي، حيث زاوج بين الرقص ومقتطفات من روايات أحلام مستغاني من الجزائر، سحر خليفة من فلسطين، ولطيفة الدليمي من العراق، إضافة إلى شعر العراقي "شاكر السماوي" ومقتطفات من كتابات المسرحي الإغريقي يوربيدس. وأبرز العرض المليء بالحركة، المتكئ على الكلمة، على ما تعانيه المرأة في المجتمع العربي الذكوري بصفة خاصة، وفي العالم بصفة عامة، مستعينا بصور المرأة في ظل الاحتلال الفرنسي للجزائر والاحتلال الصهيوني لفلسطين، والاحتلال الأمريكي للعراق، وجسد بالفعل جملة "ما أجمل الذي حدث بيننا" للروائية أحلام مستغانمي التي وردت في العمل. وتيرة الحفل لم تبق كما كانت عليه بمجرد انتهاء العرض الكوريغرافي الذي نال إعجاب الحضور، وانطلاق التنشيط الارتجالي لكل من أحمد بن صبان والمنشطة وفاء، حيث أعطى الثنائي استمرارية الارتجالية التي ميزت كذلك حفل افتتاح المهرجان، دون تجاوز الهفوات نفسها، من ارتجالية وأخطاء في تقنيات الصوت، لكن ذلك لم يحدث.. فجسد التنظيم هو الآخر الشطر الثاني لمقولة مستغانمي "ما أجمل الذي لم يحدث". انتصرت لجنة التحكيم برئاسة الممثل "طه العامري" لحسابات إدارة المهرجان، فمنحت جائزتها للمسرح الوطني عن مسرحية "مسرى"، التي وبرغم جدية العمل فيها، إلا أنها تبقى دون مستوى بعض العروض التي سجلت تميزها على الخشبة. وخيبت اللجنة الاحتراف، فزكت مسرحية "الحراس" للمسرح الجهوي لبجاية، بمنحها جائزة أحسن عرض متكامل، بالرغم من افتقادها لكل عناصر العرض المسرحي المحترف، هذه الأخيرة التي غابت عن معظم الأعمال المسرحية التي صعدت على خشبة هذه الطبعة ولم يسلم من "ظاهرة اللااحترافية" إلا بعضا مما جادت به بعض المسارح الجهوية من عروض. من بين 7 مسارح جهوية مشاركة، حصلت فقط ثلاث منها على جوائز المهرجان، إضافة إلى تعاونيتين من عنابة وتلمسان، حيث افتكت مسرحية "نون" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس جائزتين مهمتين من جوائز المنافسة، الأولى جائزة أحسن إخراج للمخرج عز الدين عبار، وجائزة أحسن دور نسوي التي عادت إلى الممثلة الشابة دليلة نوار، بينما عادت جائزة أحسن دور رجالي لحليم زريبع عن دوره في مسرحية "مسرى" التي حصلت كذلك على جائزة أحسن دور ثانوي للممثلة "منيرة ربحي". وعادت جائزة أحسن نص إلى مسرحية "علة الغلة"، لتعاونية إقبال عنابة، وحصلت مسرحية "لقاء مع.." لتعاونية العفسة بتلمسان، على جائزتي أحسن دور نسائي واعد للممثلة "صايم وردة"، وأحسن دور رجالي واعد لميسوم أمين، ونالت مسرحية "قاضي الظل" للمسرح الجهوي لباتنة جائزة أحسن دور ثانوي التي عادت إلى جمال طيار، وجائزة أحسن موسيقى التي كانت من توقيع سليم سوهالي، في الوقت الذي استحق فيه العمل أكثر من هذا التتويج، نظرا لاحترافية ما قد،م خاصة على مستوى الإخراج المسرحي والسينوغرافيا، التي عادت جائزتها إلى المخرج والسينوغارفي "يحي بن عمار" عن مسرحية "مزغنة 95" للمسرح الجهوي لعنابة. كما لم تحصل مسرحية "اللولب" للمسرح الجهوي بتيزي وزو على أي جائزة، بالرغم من تمكن فريق العمل من أن يوصلوا فكرتهم العبثية بطريقة قريبة للجمهور، في أداء جيد ومتكامل لكل الممثلين. اتفق المشاركون في الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، على احترام قرارات لجنة التحكيم، وذلك من أجل "خلق تقليد واع يرتقي بلجنة التحكيم إلى أن تكون أكثر احترافية وأكثر استقلالية في الطبعات القادمة"، على حد قول المشاركين. وتبقى النتائج الحقيقية هي تلك التي عبر عنها الجمهور الحاضر لكل العروض المسرحية التي تعاقبت على مدى 10 ليال فوق ركح بشطارزي، غير أن رأيه لم يحسب في التقييم ولن يحسب، "فما أجمل الذي لن يحدث".