دعا المؤتمر الوطني العام الليبي والحكومة المؤقتة ورئاسة الأركان العامة للجيش أهالي مدينة بنغازي إلى ضرورة التماسك والوقوف صفا واحدا مع أبنائها المدافعين عن الشرعية بعد احداث محاولة الانقلاب الاخيرة التي شهدتها المدينة. وطالبت الجهات الثلاث في بيان مشترك امس أهالي المدينة "بالتعاون مع الجهات الأمنية للقضاء على الانقلابيين والمحافظة على أمن بنغازي وعدم الانجرار وراء ما تبثه بعض وسائل الإعلام المغرضة التي تدعو إلى بث الفوضى وشق الصف داخل المدينة". وإعتبر البيان أن ما حدث أول أمس بمدينة بنغازي من عمليات عسكرية يقوم بها ضباط وجنود خارجين عن شرعية الدولة في "محاولة منهم للانقلاب "عليها مستخدمين في ذلك الطيران الحربي لقصف المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان وترويعهم مدعومين بحملة إعلامية "مضللة" الغرض منها التشويش على الرأي العام وقلب الحقائق وبث الأكاذيب خاصة ما يبث على بعض القنوات الفضائية بشأن إخلاء بعض المناطق الآهلة بالسكان في مدينة بنغازي لغرض تحويلها إلى ميادين للقتال وأهداف للمروحيات والطائرات المقاتلة عليه.وأضاف البيان أن ما يحدث في بنغازي الآن من بعض ضباط ومنتسبي الجيش يعد "خروجا على شرعية الدولة" يقوده خليفة بالقاسم حفتر أحد قادة الانقلاب في 1969 والذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المدعي العسكري وسيلاحق قانونا كل من شارك في هذه الأحداث داعيا أهالي وعوائل كل من شارك أو يشارك في هذه المحاولة الانقلابية إلى سحب أبنائهم وذويهم حفاظا على دماء الليبيين.وأكد إدانته و"بشدة" لكل عمليات الاغتيال والخطف التي شهدتها مدينة بنغازي وبعض المدن الليبية مضيفا أن الجهات الثلاث تسعى إلى التعرف على من قام بها وتقديمه للعدالة وأوضح أن رئاسة الأركان العامة للجيش أصدرت تعليماتها للغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي ووحدات الجيش الليبي وكتائب الثوار المنطوية تحت الشرعية بالمنطقة الشرقية للتصدي لأي قوات للانقلابيين والتعامل المباشر بالطائرات العسكرية مع أي طائرة عسكرية تحلق في سماء المدينة واعتبارها هدفا مشروعا وكذلك التعليمات لقاعدة بنينا بعدم إقلاع أي طائرة من القاعدة. وطمأن البيان أهالي مدينة بنغازي بأن الجهات الثلاث وكل أبناء الشعب الليبي "لن يسمحوا أبدا لهؤلاء للعبث بمدينة الثورة وأمنها فبنغازي كانت شرارة الثورة وستظل ولن تكون غير ذلك ". ارتفاع ضحايا اشتباكات بنغازي إلى أكثر من 70 قتيلا ونزوح عشرات العائلات توعد اللواء المتقاعد خليفة حفتر بهجمات جديدة ضد جماعة أنصار الشريعة وكتائب إسلامية أخرى دعيا المدنيين لمغادرة مناطق عدة في المدينة التي شهدت في وقت سابق مقتل 79 شخصا. وغادرت عشرات العائلات، المناطق الغربية من مدينة بنغازي الليبية تحسبا لتجدد المواجهات المسلحة التي اندلعت الجمعة الماضي. وأكدت مصادر طبية في المدينة أن عدد الأشخاص الذي قضوا في هذه المعارك بين ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" ومجموعات مسلحة، ارتفع إلى 79 قتيلا. كما جرح، حسب ما أضاف المسؤول عن المنطقة الشرقية في وزارة الصحة عبد الله الفيتوري، جراء المعارك 141 شخصا توزعوا على خمسة مستشفيات. وكانت وسائل إعلام ليبية أعلنت في وقت سابق أن حصيلة قتلى اشتباكات الجمعة في مدينة بنغازي ارتفعت إلى 51 من بينها 4 جثث مجهولة الهوية، فيما سجلت الاجهزة الأمنية الجمعة 11 بلاغا بشأن خطف مواطنين في المدينة. بدوره جاء في بيان مشترك أصدره الجيش والحكومة والبرلمان إن تحرك حفتر ضد من يصفهم بالارهابيين "يعتبر عملا خارجا عن الشرعية وبمثابة محاولة انقلابية." واعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبوسهمين أن العملية العسكرية التي تشنها القوات الموالية لحفتر "تشكل انقلابا على الثورة" التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وقال أبو سهمين، وهو كذلك القائد الأعلى للجيش الليبي، إن المشاركين في هذه العملية خارجون عن القانون، وعلى شرعية الدولة. كما ردّت هيئة الأركان بإعلان حظر الطيران فوق بنغازي وتوعّدت باستهداف أي طائرة تدخل أجواء المدينة وضواحيها. أما الحكومة فطالبت بدورها بضبط النفس وحذرت من مخالفة أوامر هيئة الأركان.
تمديد إغلاق مطار"بنينا الدولي" ببنغازي شرق ليبيا لمدة 48 ساعة إضافية أعلن مدير مطار بنينا الدولي إبراهيم فركاش أن إدارة المطار قررت تمديد إغلاق المطار لمدة 48 ساعة كأجراء احترازي على خلفية الأوضاع الأمنية المضطربة بمدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال فركاش في تصريح لوكالة الأنباء الليبية ان "تعليق العمل في المطار قد يتم رفعه في أي وقت بمجرد ظهور بوادر انفراج في الأزمة الأمنية التي تشهدها مدينة بنغازي ".وأشار إلى أن إدارة المطار اتخذت قرار تعليق العمل بالمطار تخوفا من توسع رقعة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة بنغازي أول أمس والتي جرت بمناطق قريبة جدا من المجال الجوي التي تستخدمه الطائرات المدنية في إقلاعها وهبوطها إلى المطار. وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي قد أعلنت في وقت سابق امس حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر وذلك بعد إقدام مقاتلات تابعة لسلاح الجو الليبي خارجة عن القوات النظامية بقصف بعض مواقع الثوار في المدينة على مدى يومين متتاليين وفق مصادر ليبية. من جهة أخرى طمأن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني خلال لقاء أمس مع سفراء كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى ليبيا بأن "الحكومة تولي موضوع حماية البعثات الدبلوماسية في ليبيا عناية فائقة وتتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها تأمين الحماية لها". من جانبهم جدد السفراء وقوفهم ودعمهم لشرعية الدولة واستمرار التعاون مع ليبيا في إعداد وتأهيل الكوادر الأمنية والعسكرية الليبية لتساهم في بسط الأمن في كافة أنحاء البلاد. وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني قد صرح أول أمس بأن القوات التي تحركت من معسكر (الرجمة) باتجاه بنغازي واشتبكت مع كتائب مسلحة بالمدينة مخالفة لأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي وأن هذا التحرك يعرقل بشدة شروط ضبط الأمن في المدينة. واعتبرت دار الإفتاء بليبيا ان ما جرى في بنغازي الجمعة هو من "حلقات التآمر على البلاد ومحاولة لسرقة ثورتها" مؤكدة أن القائمين بهذه المحاولة لا تهمهم دماء الليبيين ولا مقدراتهم بقدر ما تهمهم مصالحهم ومآربهم الخاصة. وقد اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) نوري بوسهمين أن "العسكريين الذين قاموا بأحداث بنغازي المؤسفة هم أشخاص خارجون عن القانون وانقلابيون على ثورة 17 فبراير". وشدد على أن "من قام بهذه الأعمال من بعض منتسبي القوات الجوية أو الضباط والأفراد الذين تحركوا على الأرض من العسكريين للاستيلاء على مدينة بنغازي يعتبرون خارجين عن القانون وعلى شرعية الدولة وانقلابا على ثورة 17 فبراير ويجب على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة القيام بواجباتهم والتصدي لهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة وفق الإجراءات القانونية المتبعة". ودارت معارك عنيفة الجمعة في مناطق جوب غرب بنغازي فيما قصفت وحدات تابعة لسلاح الجو الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر مواقع لمجموعات من المسلحين الإسلاميين في بنغازي بحسب شهود عيان زتقارير إعلامية. وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات في مدينة بنغازي إلى 79 قتيلا و141 جريحا بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الصحة .