أعلن مدير مطار بنينا الدولي إبراهيم فركاش أن إدارة المطار قررت تمديد إغلاق المطار لمدة 48 ساعة كأجراء احترازي على خلفية الأوضاع الأمنية المضطربة بمدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال فركاش في تصريح لوكالة الأنباء الليبية ان "تعليق العمل في المطار قد يتم رفعه في أي وقت بمجرد ظهور بوادر انفراج في الأزمة الأمنية التي تشهدها مدينة بنغازي ".وأشار إلى أن إدارة المطار اتخذت قرار تعليق العمل بالمطار تخوفا من توسع رقعة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة بنغازي أول أمس والتي جرت بمناطق قريبة جدا من المجال الجوي التي تستخدمه الطائرات المدنية في إقلاعها وهبوطها إلى المطار. وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي قد أعلنت في وقت سابق امس حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر وذلك بعد إقدام مقاتلات تابعة لسلاح الجو الليبي خارجة عن القوات النظامية بقصف بعض مواقع الثوار في المدينة على مدى يومين متتاليين وفق مصادر ليبية. من جهة أخرى طمأن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني خلال لقاء أمس مع سفراء كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى ليبيا بأن "الحكومة تولي موضوع حماية البعثات الدبلوماسية في ليبيا عناية فائقة وتتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها تأمين الحماية لها". من جانبهم جدد السفراء وقوفهم ودعمهم لشرعية الدولة واستمرار التعاون مع ليبيا في إعداد وتأهيل الكوادر الأمنية والعسكرية الليبية لتساهم في بسط الأمن في كافة أنحاء البلاد. وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني قد صرح أول أمس بأن القوات التي تحركت من معسكر (الرجمة) باتجاه بنغازي واشتبكت مع كتائب مسلحة بالمدينة مخالفة لأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي وأن هذا التحرك يعرقل بشدة شروط ضبط الأمن في المدينة. واعتبرت دار الإفتاء بليبيا ان ما جرى في بنغازي الجمعة هو من "حلقات التآمر على البلاد ومحاولة لسرقة ثورتها" مؤكدة أن القائمين بهذه المحاولة لا تهمهم دماء الليبيين ولا مقدراتهم بقدر ما تهمهم مصالحهم ومآربهم الخاصة. وقد اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) نوري بوسهمين أن "العسكريين الذين قاموا بأحداث بنغازي المؤسفة هم أشخاص خارجون عن القانون وانقلابيون على ثورة 17 فبراير". وشدد على أن "من قام بهذه الأعمال من بعض منتسبي القوات الجوية أو الضباط والأفراد الذين تحركوا على الأرض من العسكريين للاستيلاء على مدينة بنغازي يعتبرون خارجين عن القانون وعلى شرعية الدولة وانقلابا على ثورة 17 فبراير ويجب على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة القيام بواجباتهم والتصدي لهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة وفق الإجراءات القانونية المتبعة". ودارت معارك عنيفة الجمعة في مناطق جوب غرب بنغازي فيما قصفت وحدات تابعة لسلاح الجو الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر مواقع لمجموعات من المسلحين الإسلاميين في بنغازي بحسب شهود عيان زتقارير إعلامية. وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات في مدينة بنغازي إلى 79 قتيلا و141 جريحا بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الصحة .