شهدت السهرة الثانية من تظاهرة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية في طبعته السابعة بخنشلة أجواء احتفالية مميزة امتزجت بعرس مناصرة الفريق الوطني قبل ساعة من بداية لقاءه بالفريق الكوري ،حيث غصت ساحة البلدية بالجمهور خاصة الشباب منهم الذين راحوا يصفقون ويرقصون على أنغام الأغنية الشاوية التي أدتها في بداية الحفل الفني فرقة إيقوذار للرحابة تلاها صعود الفنان جمال صابري المعروف بإسم "جو" من ولاية أم البواقي على خشبة المسرح الذي أدى مجموعة من أغانيه المعروفة منها أغنية "مايلا" التي ظل الجمهور يردد كلماتها معه ويرقص على نغماتها ،واستمتع الجمهور بباقة الأغاني التي قدمها الفنان حكيم حلاقة والفنان رضا الصغير والفنان فريد لحوامد،و الفنان لغماسي عاشور والفنان فتحي لونيس الذي صنع هو الآخر الفرجة في هذه السهرة وصفق له الجمهور وردد معه أغانيه المعروفة خاصة أخرى دزددوم. ومن جهة أخرى عرفت المنافسة بين الفرق الفلكلورية و الجمعيات الثقافية في الغناء التراثي الفلكلوري والغناء العصري الشاوي المشاركة في المسابقة تنافسا قويا بينها في اليوم الثاني من المنافسة حيث أدت فرقة إياد لإحياء الفن التراثي من ولاية تبسة عدد من الأغاني تلتها فرقة فرسان الفن للفن العصري لمدينة الشريعة وفرقة الكاهنة لمدينة بئر العاترالتي أبدع مطربوها في أداء اللون الشاوي .
لقاء مع فنان على هامش المهرجان
قبل صعوده على خشبة المسرح لأداء باقة من أغانيه الشاوية التقت "المسار العربي" بالفنان فتحي لونيس أميرالأغنية الشاوية بأم البواقي وكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة المسار العربي: حدثنا عن مشاركتك في الطبعة السابعة لمهرجان الأغنية الشاوية بخنشلة؟ فتحي لونيس: والله أنا مشاركتي في هذه التظاهرة هي مشاركة دائمة ومنذ انطلاق الطبعة الأولى له على اعتبار أني من الفنانين البارزين في مجال أداء اللون الغنائي الشاوي التراثي و العصري منه. المسار العربي: ماالذي لفت انتباهك خلال هذه الطبعة ؟ فتحي لونيس: حقيقة الطبعة السابعة لهذا المهرجان جاءت متميزة والملفت فيها هو مشاركة أعمدة الأغنية الشاوية في فعالياته وجاء المهرجان هذه السنة في طابع شاوي محظ ،وبالمناسبة أنا أوجه شكري الكبير لمحافظة المهرجان السيدة صبيحة طهرات وجميع أعضاء المحافظة على اختيارهم لمكان اقامة السهرات هذه الطبعة والتي عرفت تجاوبا وتوافدا كبيرا من قبل جمهور. المسار العربي: حدثنا عن جديدك؟ فتحي لونيس: جديدي سيكون بعد شهر رمضان و يتمثل في طرح ألبوم جديد يضم8أغان في الطابع الشاوي لكن بموسيقى تارقية وأترك هذا العمل الجديد مفاجأة لجمهوري ومحبي فتحي لونيس . حاورته: كهينة بودوح
على الهامش
المهرجان المحلي الثقافي للموسيقى والأغنية الشاوية يطرح إشكالية عدم مسايرة الموسيقى و الأغنية الشاوية للآلات العصرية في ملتقى نظمت محافظة مهرجان الموسيقى و الأغنية الشاوية لولاية خنشلة في طبعته السابعة على هامش التظاهرة ملتقا طرحت فيه اشكالية كانت دوما تصادف منظمي هذه التظاهرة سواء على المستوى الوطني أوعلى المستوى الوطني وتتعلق بالفرق التي تتأهل إلى المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية بولاية تمنراست فكماهو معروف فإن الفرق المشاركة ف المهرجان كلها تنتمي إلى منطقة الأوراس وهي تستعمل في الغناء الفردي آلة واحدة وهي آلة القصبة،أما الغناء الجماعي فهي تستغني فيه عن الآلات الموسيقية وتعتمد على الضرب بالأرجل فقط ومن هنا صادفت اللجنة المكلفة بالمنافسة الرسمية على مستوى المحافظة صعوبة في تقييم الفرق القادمة من منطقة الأوراس كونها لا تستعمل الآلات الموسيقية أو تعتمد على آلة القصبة ،أما الفرق العصرية فهي تعد على أصابع اليد ولم ترقى بعد إلى مستوى الفر ق العصرية المتواجدة على المستوى الوطني وطرح اللقاء إشكالية عدم مسايرة الموسيقى والأغنية الشاوية للآلات العصرية كما هو الحال في الأغنية الترقية .ويهدف الملتقى حسب القائمين عليه إلى بعث الدراسات المتعلقة بالموسيقى و الأغنية الشاوية و التشجيع على القيام بدراسات جديدة ،وخدمة الأغنية الشاوية وضرورة تصنيفها كتراث عالمي ،وربط الأجيال بتراثهم الضارب في القدم في زمن العصرنة الموسيقية وتشجيع فئة الشعراء لتكثيف التأليف الذي يعد هو مصدر الأغنية . اللقاء هذا تطرق إلى عدة محاور منها عرض الأسباب التي جعلت الأغنية الشاوية لا تساير تطور مختلف الطبوع على المستوى الوطني ،وتسليط الضوء على هذا التراث الذي يعود إلى عصور خلت و لازال محافظا على كيانه ،ومحور يتعلق بدور المعاهد و المدارس الموسيقية في ترقية هذا التراث و محاور أخرى.والذي نشطه أساتذة مختصون وباحثون في المجال منهم الأستاذ منصوري مختارمن جامعة تلمسان الذي ألقى مداخلة حول موضوع إستراتيجيات استغلال التراث الفني الشاوي والمحافظة عليه والذي أكد فيها بأنه أصبح من الضروري الحفاظ على تراثنا وهويتنا وامتدادنا التاريخي و الحضاري في ظل العولمة و اعتماد النماذج و الأنماط الثقافية الدخيلة وغزوها لأفكار النشئ مشيرا بأن التطورات الحاصلة في تقنيات التواصل و الإعلام و الصناعة لم تترك فرصة للتفكير في كيفيات استغلال و الحفاظ على التراث ،بل التعجيل بإستحداث آليات فعالة في حمايته وتصنيفه ،موضحا أن التراث الوطني بشقيه المصنف وغير المصنف يشكل إرثا حضاريا متنوعا وكبيرا ،ما يجعله يتعرض لمخاطر السرقة و التزوير والإنتحال والإسغلال غير المشروع ،وتطرق الأستاذ قابوش منير من جامعة قسنطينة للتكوين الموسيقي في مداخلته إلى موضوع الموسيقى الشاوية و الآلات الغربية تحدث فيها عن علاقة الموسيقى الشاوية بالغربية و تحدث عن آلات الموسيقى الشاوية التقليدية ،وإمكانية نهوض الموسيقى الشاوية بغير آلاتها وإقحام الآلات الغربية على الموسيقى الشاوية التي لابد من إخضاعها لقواعد الموسيقى الغربية ،وتحدث الأستاذ جنودي علاق في مداخلته عن أسباب عدم رواج الأغنية الشاوية ،كما تطرق الأستاذ لعميد عبد العزيز من جامعة خنشلة عن موضوع الرحبية من المحلي إلى العالمية دراسة تاريخية ،وتناول الأستاذ مرقومة منصور من جامعة مستغانم عن موضوع دور الدراسات الأنثروبولوجية في ترقية التراث و المحافظة عليه ،وتحدث الأستاذ بن دعاس ميلود من جامعة خنشلة عن الأغنية الشاوية من عيسى الجرموني إلى فرقة ليبرباروتناول الأستاذ السعيد تريعة من جامعة الشلف في مداخلته إلى العوامل المشجعة على إدراج الأغنية الشاوية ضمن ترتيب التراث الإنساني لليونسكو .