ما أحدثه موقع ويكيليكس من خلال تسريبه لمراسلات ووثائق دبلوماسية يشبه إلى حد بعيد صدمة الحادي عشر من سبتمبر كما عبر عن ذلك أحدهم، فقد عرى بحق زعماء العالم ووضعهم أمام بعضهم البعض في صورة لا تعبر عنها سوى ريشة كاريكاتورية، فالابتسامة التي كان يبديها ساركوزي للأمريكيين واللغة الدبلوماسية والتعاون بين فرنسا والولايات المتحدة الإمريكية لم تكن في واقع الحال سوى الوجه الآخر للنفاق الفرنسي، لأن الوثائق التي سربها ويكيليكس أو " لبيبة" الإلكترونية التي إن سألتموها ستجدون عندها الجواب تفيد أن ساركوزي كان يعمل كل ما بجهده من أجل عرقلة الدبلوماسية الأمريكية، يعني بدلا من أن يجتهد ويرفع رأس فرنسا دبلوماسيا راح يعرقل حلفائه في الخفاء، أما العاهل السعودي الذي كان له رعايا في غوانتامو فقد كشفت الوثائق أنه طالب الأمريكيين بوضع شرائح إلكترونية في أجساد المعتقلين لمراقبة تحركاتهم حين خروجهم من المعتقل، أما الأحضان التي كان يستقبل بها ملوك وأمراء الخليج أحمدي نجاد فقد تحولت في وثائق الموقع الذي صار حدث الساعة إلى طعنات مفادها أن دول الخليج حسب الوثائق دوما كانت تؤكد للولايات المتحدةالأمريكية أنها لا تثق في دولة الفرس، أما المستشارة الألمانية انجيلا مركل ، فقد كان نصيبها من الوثائق الأمريكية أن السفارات الأمريكية أكدت أنها سياسية مترددة ولا تملك الثقة في نفسها. على كل الموقع كشف الوجه الآخر للنفاق السياسي وللدبلوماسية المزدوجة وما خلف البوس والأحضان ، وخطب الإطراء والنفاق بين الرؤساء والدول التي يقولون أنها أصدقاء، وخلاصة القول أن " وكيليكس " بنشره هذه الوثائق زرع الشك بين الحلفاء ووضع زعماء العالم أمام بعضهم عراة .