اشارت استطلاعات الرأي الاخيرة الى حصول كتلة الليكود - اسرائيل بيتنا على 35 الى 39 مقعدا من 120. ويمكن توقع حصوله مع الاحزاب القومية الدينية على حوالى 60 مقعدا في الكنيست الجديد. بالنسبة الى نتانياهو لا تكمن الاشكالية الحقيقية في نتيجة الاستحقاق التي تبدو لصالحه وستؤدي الى توليه ولاية ثالثة في رئاسة الوزراء لكن في عدد المقاعد التي سيفوز بها حزبه الليكود.واشار المحلل السياسي في هآرتس يوسي فيرتر الى ان نتانياهو "يحلم بان يملك حزبه، اسوة بالليكود في عهد رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون عام 2003، على اكثرية ساحقة من مقاعد الكنيست تتيح له تشكيل حكومة لا تعتمد على اي شريك ائتلافي والتخلص من الابتزاز السياسي".من هذا المنطلق لا يبدو التهديد الاخطر ناجما عن المعارضة الوسطية واليسارية بل من سياسي شاب يميني متشدد هو نفتالي بينيت الذي تولى قيادة البيت اليهودي وهو حزب متشدد مناصر للاستيطان.ويشهد بينيت تقدما كبيرا حيث بدأ ياخذ مقاعد كانت محسوبة على لائحة نتانياهو-ليبرمان ويتوقع فوزه ب12 مقعدا (مقابل 3 اليوم) ليصبح القوة الثالثة في البرلمان بعد حزب العمال.وبينيت كان مديرا سابقا لمكتب رئيس الوزراء وهو من المؤمنين ب"اسرائيل الكبرى" وهو منبثق على غرار نتانياهو من كتيبة كوماندوس النخبة "سايريت ماتكال".والمستثمر السابق في قطاع التكنولوجيا البالغ 40 عاما يتقن، مثل نتانياهو، اللغة الانكليزية بفضل والديه اللذين هاجرا من الولاياتالمتحدة وتقنيات التواصل.ويخاطب بينيت بشكل رئيسي الناخب الصهيوني-المتدين في حزب البيت اليهودي لكنه يستهدف كذلك الشباب والعلمانيين، ويطمح الى الحصول على ثلاث وزارات على الاقل في الحكومة المقبلة. وهو يريد الحصول على حقيبة الاسكان المحورية بالنسبة الى المستوطنات.يشير المحللون الى ان التشدد الذي ابداه نتانياهو مؤخرا في مسألة الاستيطان يعزى بشكل اساسي الى شعبية خصمه اليميني الشاب المتزايدة.ردا على الاتهامات بالمزايدة الانتخابية يؤكد رئيس الوزراء ان مشاريع البناء في القدسالشرقيةالمحتلة والضفة الغربية هي "مسألة مبدأ".وقال السبت "نعيش في دولة يهودية والقدس هي عاصمة اسرائيل. سنبني في القدس لانه حقنا".في المقابل تشهد المعارضة الوسطية واليسارية المنقسمة تراجعا. فلن تحصل مع الاحزاب العربية على اكثر من 51 مقعدا.ويستقر حزبا العمال التابع لشيلي يشيموفيتش، وهاتنواه الذي اسسته مؤخرا وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني على 20 و9 مقاعد. اما حزب يش عتيد الوسطي الذي انشأه الصحافي السابق يائير لبيد فلم يحرز اي تقدم ويتوقع حصوله على اقل من 10 مقاعد فيما باتت القوة الكبرى في البرلمان الحالي كاديما (يمين الوسط، 28 نائبا) مهددة بالزوال تماما.واشار المحلل السياسي في صحيفة معاريف مزال معلم الى ان "الشيء الجديد الحقيقي في هذ الانتخابات هو انتصار الانانية على المنطق السياسي السليم في كتلة الوسط واليمين" في اشارة الى محاولات التحالف الفاشلة بين يشيموفيتش وليفني.وتابع "انها اول حملة لا تطرح فيها هذه الكتلة مرشحا فعليا لمنصب رئيس الوزراء".