بعد حملة انتخابية محمومة بين 27 مترشحا من بينهم امرأة دخل امس المترشحون في صمت انتخابي ليتوجه التونسيون اليوم ليقرروا مصيرهم. المسار العربي كانت في قلب الحدث ورصدت أهم الاصداء الانتخابية قبل الموعد الانتخابي الهام 27 متنافسا نحو قصر قرطاج يضرب الشعب التونسي اليوم موعد مع التاريخ في انتخابات رئاسية ينتظر منها المواطن التونسي الكثير من رئيسه القادم، وايضا للخروج من المرحلة الانتقالية والتطلع إلى مستقبل لبناء تونس في ظل الأزمة الاقتصادية وتدني المستوى المعيشي لتونس ما بعد الثورة، جعلت الكثير من الشرائح تراجع حساباتها من الثورة التي جاءت بأهدداف التغيير الى الأفضل فوجد المواطن البسيط نفسه يعيش ازمة اجتماعية في ظل انفتاح في الحرية لم تشهده تونس من قبل . وتسابق 27 مرتشحا نحو ثصر قرطاج الذي لا يقبل الا بفائز واحد، اختقلت برامجهم وأهدافهم حسب توجاهتهم السياسية، وافكارهم الاديولوجية، وقد حاول المترشحون خلال هذه الحملة استمالة الناخب التونسي الذي فاجأ الطبقة السياسية في الانتخابات التشريعية الماضية، باختياره لحزب نداء تونس ليقود الدي فاز بغالبية الاصوات في الانتخابات الماضية، ما اعتبره بعض العارفين بالشأن السياسي التونسي بأنه عقاب لاحزاب ترويكا التي اخلفت وعودها، فضلا عن التدهور الاقتصادي الدي جعل المواطن التونسي يختار حزب الباجي السبسي الدي يعتبر من مخلفات النظام السابق لضمان الرفاه المعيشي للشعب، إلا أن الكثيرين يرون أن الانتخابات الرئاسية لها نكهة خاصة ولا تعكس بالضرورة صورة الانتخابات التشرييعية، ما يجعل هده الانتخابات حسبهم مفاجأة أخرى قد تجعل ساكن قرطاج الجديد اسم غير متوقع أصلا .
اليوم الأخير من الحملة الانتخابية المرزوقي والرياحي والهمامي جعلاها ليلة بيضاء تميز اليوم الأخير من الحملة الانتخابية التونسية بمهرجانات شعبية ضخمة لعدة مترشحين في وقت واحد كان اكبر شارع في العاصمة تونس شارع الحبيب بورقيبة مسرحا لها، ورغم تجاور المهرجانات بعضها ببعض وتزامنها الا انه لم يسجل أي تجاوز، وقد حاول المترشحون خلال اليوم الأخير اللعب على تحسين الوضع الاجتماعي واستمالة الشباب، ودلك من خلال حفلات كبيرة شارك فيها مطربين من تونس وحتى من خارج تونس كما هو الشأن بالنسبة لحزب حمة الهمامي الدي استقدم فرقة افريقية تنشيط مهرجانه الأخير بشارع الحبيب بورقيبة . وقد تميزت الليلة الاخيرة قبل دخول المترشحين في صمت انتخابي امس بمهرجانات صاخبة استمرت الى منتصف الليل.
اتهامات تم توجيهها لبعض المترشحين المال السياسي واللعب على عواطف الشباب البذخ الكبير في المال الذي عرفته الحملة الانتخابية كان ميزة أخرى عرفتها الحملة الانتخابية في تونس، من خلال مظاهر القمصان التي تم توزيعها على الشباب، ونوعيتها والوسائل المستعملة فيها، ومن ابرز الوجوه المتهمة باستعمال المال السياسي في هده الحملة، سليم الرياحي رئيس الاتحاد الوطني الحر، الذي شهد مهرجانه الانتخابي الأخير استعمال مختلف الوسائل بما فيها السيارات الفارهة وبالونات ضخمة اطلقت في الهواء تحمل صوره الانتخابية، من جهة اخرى استقطب سليم الرياحي شريحة الشباب، في هدا المهرجان من خلال حفل موسيقي شارك فيه فنانون الراب من الشباب، تروج لبرنامجه، وقد اتهم بعض الخصوم الرياحي باستغلال شباب نوادي كرة القدم التي يدعمها ماليا في حملته الانتخابية ما اعطى صورة عن الرجل تفيد بأنه احد المعولين على الشباب من خلال الاغراء والوعود التي لا يمكن تحقيقها .
بعد صدمته في التشريعيات المرزوقي يواجه اتهامات باستعمال وسائل الدولة انتقد عدة مترشحين للرئاسيات التونسية المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت لتونس باستعمال وسائل الدولة في حملته الانتخابية، ما دفع حزبه لتكديب ما تم تسريبه للصحافة ، ودفع مناضليه ومحبيه للخروج في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية ليلا الى شارع الحبيب بورقيبة، يطالبون بالتصويت على المرزوقي مرة اخرى، وشعارهم " المروزوقي الحقوقي رئيسا "، وطيلة الحملة الانتخابية راهن المرزوقي على المناطق الجنوبية والمناطق النائية في محاولة للعب على وتر الأوضاع الاجتماعية وتقديم نفسه على انه رئيس الفقراء مذكرا الشعب بالصعوبات التي واجهها خلال فترة رئاسته للبلاد، واعدا بتحسين الاوضاع الاجتماعية والعمل قدر المستطاع للاستفادة من ىالاخطاء السابقة التي وقع فيها بحكم تجربته الاولى في قصر قرطاج، وحاول المرزوقي اقناع مناصريه والشعب التونسي بأن نتائج التشريعيات لن تكون بالضرورة كالرئاسيات وهو ما جعل المرزوفي في ظل انتشار هدا الطرح يسعى جاهدا لعرض نفسه ليخلف نفسه لعهدة اخرى وكرئيس رسمي للبلاد بعد ان شعل المنصب كرئيس مؤقت في ظل مرحلة انتقالية.
حمة الهامي الرهان على العمال والطبقة الشغيلة رئيس حزب العمال سابقا اليساري حمة الهامي كان له حضور من بين 27 مترشحا، وقد عرفت حملته الانتخابية في اليوم الأخير حضورا لافتا من خلال مهرجان نظمه حزبه في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، وقد تزامن معرحانه مع مهرجان سليم الرياحي والمنصف المرزوقي، ما شكل كوكتيل سياسي لم تشهده تونس من قبل في غياب أي تجاوزات تدكر في هده المهرجانات التي كانت متجاورة، حمة الهمامي طيلة حملته الانتخابية، راهن على عنصر الطبقة العمالية، التي وعدها في حالة انتخابيه بتحسين اوضاعها واعادة النظر في الخط الدي تنتهجه تونس في المجال الاقتصادي، ورغم دلك تبقى فرص الهمامي ضئيلة مقارنة بمترشحين آخرين بوزن القياد السبسي، وآخرين، ورغم دلك قدم الهامي نفسه على انه مخلص تونس من مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
كانت الغائب الأكير حركة النهضة تراقب الوضع وتنسج خيوطها في الكواليس لعل الغائب الأكبر في هده الانتخابات الرئاسية هي حركة النهضة، التي وبحكم عدم تقديمها أي مرشح لها في الانتخابات الرئاسية، تسعى لخلف تحالفات دون ان تفصح عن دلك، حيث اعترف قيادي في حركة النهضة للمسار العربي رفض الكشف عن هويته بأن اتصالات حدثت بين حركة النهضة ونداء تونس على اعلى مستوى للتعاون في الانتخابات الرئاسية، دون ان يكشف عن نتائج هده اللقاءات التي قال بشأنها ان نتائج الانتخابات ستكشفها، وحسب المسؤول الحزبي داته فإن عدم تقديم النهضة لمرشحها كان نتيجة قراءة خاطئة، لانها حسبه كانت تعتقد انها ستأخذ الاغلبية في الانتخابات البرلمانية، الا ان نتائج هده الانتخابات دفعتها للبحث عن تحالفات اخرى قد تضمن لها مناصب وزارية بعد الانتخابات الرئاسية وتضعها في وضع المراقب لعمل الحكومة.
الشعب التونسي والانتخابات الرئاسية الاستقرار والرفاه مطلب قبل الحرية يتفق المواطنين التوانسة على أن زمن بن علي وان كان فيه مظالم لا تعد ولا تحصى الا ان المواطن البسيط استطاع ان يعيش استقرارا كبيرا فضلا عن رخاء في المعيشة، وان كانت عودة بن علي مرفوضة جملا وتفصيلا لدى الشعب، إلا ان مطلب الرفاه والتطور الاقتصادي الدي كان في زمن بن علي ما يزال محل اجماع بين مختلف شرائح المجتمع، في لقاءتنا مع مواطنين عاديين في تونس خلال الحملة الانتخابية، رفص غالبيتهم مقايضة أمنهم بلقمة عيشهم، مطالبين الساكن الجديد لقصر قرطاج بأن يكون رئيسا لكل التونسيين دون استثناء، وان يضع نصب عينيه الرفاه الاقتصادي، والحفاظ على استقرار البلاد، وابدى اعلب من استجوبانهم تدمرهم من الوعود التي يرى بعضهم انها اكبر من ان تتحقق، وطالبوا المترشحين بأن يكونوا موضوعين لأن تونس اليوم في حاجة الى مصارحة وتقديم وعود معقولة تجهل المترشح دو مصداقية لدى الناخب تونس:محمد دلومي