شهدت الحلقة التسجيلية الرابعة والأخيرة من الحلقات المسجلة التمهيدية لانطلاق البث المباشر قبل الدورة الرابعة لبرنامج مسابقة "أمير الشعراء" الذي تنتجه وتدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والتي عرضت على قناة أبوظبي مساء الأربعاء ، الكثير من المفاجآت والتعليقات حيث عرضت مقابلات لجنة التحكيم مع ال 40 شاعراً الذين تم اختيارهم من أصل 150 من دون الإعلان عن هوياتهم الحقيقية، ولم تعرض لجميع هذه المقابلات بل لجزء منها. مرحلة العد التنازلي لبدء البث المباشر لحلقات برنامج "أمير الشعراء" من على مسرح شاطئ الراحة، انطلقت مع لحظة انتهاء عرض الحلقة التسجيلية الأربعاء، وقوة التنافس الذي ستشهده هذه الدورة التمسناها بالحلقة، شعراء وضعوا اللقب نصب أعينهم وأتوا من مختلف أنحاء العالم إلى عاصمة الثقافة والنور والشعر والإبداع أبوظبي للمشاركة في أضخم مسابقة شعرية للشعر الفصيح في العالم. وقد تضمنت الحلقة لقطات عرضتها القناة لمقابلات مع لجنة التحكيم أعلنوا فيها عن معايير جديدة للتنافس بين الشعراء كان الهدف منها التأكد من قوة المتنافسين شعرياً وإبداعياً وقدرتهم على الارتجال ارتقاء بأهداف المسابقة الأساسية التي يسعى القائمون عليها إلى إبرازها، وتمكيناً للمحكّمين من الحكم بموضوعية مبنية على دراية ومعرفة بقدرات الشعراء ومهاراتهم اللغوية والنحوية والعروضية. ومن ثم أطلع الدكتور علي بن تميم الشعراء على الآلية المستحدثة في التحكيم وطلب من الشعراء الذين سبق واختاروا من خلال "القرعة" أسماء شعراء معهم ليتنافسوا في الارتجال من 4 إلى 6 أبيات تضمنت مواضيع ثرية بالثقافة والشعر من أجل إثبات قدرة الشاعر على التعامل مع اللحظية والابتكار واختبار امكانية قدرته على كتابة الشعر والإبداع، وذلك ليتم اختيار ال 20 للمشاركة في الحلقات المباشرة. وارتفعت في هذه الحلقة أصوات احتجاج الكثير من الشعراء الذين اصطدموا بحاجز حزم أعضاء لجنة التحكيم في تقييم النصوص والمشاركات، سعياً من اللجنة إلى تطبيق معايير دقيقة ارتقاء بالمسابقة وحفاظاً على المكانة العالية التي احتلتها في مشهد الشعر العربي الحديث، حيث عرضت الحلقة لمقابلة اللجنة مع الشاعر الذي سبق وتم استبعاده بعد أن اعتبر أن الشعر العربي توقف منذ العصر العباسي عند المتنبي وأبو تمام ولم يشهد تطوراً منذ ذاك الحين، وكان شعراء الحلقة من "الأردن، سوريا، فلسطين، البحرين، قطر، السعودية، الإمارات، عمان، المغرب، ليبيا، الجزائر"، وكان من بين المتنافسين وضمن قائمة ال 40 شاعرات استطعن أن يمتلكن وبحسب آراء أعضاء لجنة التحكيم قدرة شعرية عالية ولغة قوية. كما اعتبر أعضاء اللجنة، أن إجازة الشعراء مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أعضاء اللجنة تجاه الشعر نفسه، وبهذا تبرز صعوبة الحكم على مستوى النصوص والمشاركات المجازة في البرنامج، وعدم إجازة بعض الشعراء تمثل مسؤولية أيضاً، لذا فإن هذا المعيار الذي استحدثته إدارة البرنامج والذي يقتضي بالارتجال في المرحلة التمهيدية قبل انطلاق حلقات البث المباشر، ساعدنا كثيراً للتعرف على قدرات كل شاعر عن قرب، فهناك كثر ممن يلجؤون إلى مساعدة الغير في الإشتراك أما من خلال هذا المعيار فلن يستطيع الشعراء غير المؤهلين اجتياز هذه المرحلة وخداع أعضاء لجنة التحكيم. كما أبرزت الحلقة المستوى المنتخب والجيد لعدد من الشعراء أصحاب المواهب المتميزة وإن لم يحالف الحظ بعضهم في نيل الاجازة من قبل لجنة التحكيم إذ إن مشاركتهم جاءت تتويجاً لمشاركة عدد تجاوز الآلاف من الشعراء الذين ترشحوا للمسابقة، كما قربت المشاهد من الشعراء ال 40 الذين اختارتهم اللجنة، أصوات شعرية متميزة مثلت أقطاراً عربية من مشرق الوطن العربي ومغربه كانت غائبة عن مشهدية الشعر العربي قبلاً وجاءت المسابقة لتفتح أمام شعرائها أفق الحضور في مشهد الشعر العربي على اتساعه، وجاءت التغطية التلفزيونية الإعلامية للحلقات التسجيلية شفافة بحيث استطاعت أن توصل آراء الشعراء الناقدة لنقد أعضاء لجنة التحكيم والمعترضة على ضياع فرصة المشاركة أمام أصحابها لإدراكهم أهمية هذه الفرصة. وقدمت الحلقة في ختام المرحلة التسجيلية من حلقات البرنامج ختاماً رائعاً تخلله لقطات لأعضاء لجنة التحكيم معا يتسامرون فيها ويتبادلون الآراء النقدية الجادة والمسؤولة مما أبرز قوة العلاقة ومدى التواصل والتقارب فيما بين الأعضاء ومستوى المعيارية العالية للنقد الذي يخدم المسابقة ويساعد على الوصول إلى أهداف البرنامج المنشودة، البرنامج الشعري العربي الأضخم. ويذكر أن لجنة التحكيم للدورة الرابعة تضم كلاً من الدكتور علي بن تميم من دولة الإمارات، الدكتور صلاح فضل من مصر، والدكتور عبدالملك مرتاض من الجزائر والذين قدموا جميعاً خدمات جليلة للساحة الأدبية والثقافية في الوطن العربي. ويشار إلى أن برنامج أمير الشعراء تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويحصل الفائز بالمركز الأول فيه على لقب "أمير الشعراء" وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة والتي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم.