لم تصمد الكثير من الطرقات والأرصفة الجديدة أمام بداية الغيث الذي تأخر شهورا عن موعده، لدرجة أن بعض البالوعات تحولت إلى نافورات تدفع الماء الزلازل أمتار في السماء كما حدث في منطقة ثنية ببومرداس، بينما كشفت الأمطار الأخيرة عن ظاهرة التحايل الذي لا ينتهي في الأرصفة حيث ظهر وجه البريكولاج الحقيقي في العديد من بلديات الوطن، وجرفت المياه في يومها الأول بلاط الأرصفة وحولت الأرصفة الى وديان، وفي عز التقشف ستبعث المشاريع مباشرة في الربيع وتسلم لنفس المقاولين لإعادة تبليط ما بٌلط من ارصفة، وتطير الملايين والملايير في الريح وتذهب في كيل الماء وليس في كيل الزيت، لنبقى ندور في نفس الدائرة ونعيد ما أٌعاد في كل سنة، وفي الوقت الذي تحتفل دول بمرور 500 سنة من تبليط بلدياتها دون أن يقتلع هذا البلاط لا زلازل ولا فيضانات عبر العصور نحتفل نحن في كل شهر او شهرين او نصف سنة بإعادة تبليط الارصفة بالملايير يستفيد منها من مات فيهم الضمير. ومع الأسف وحدنا في هذه البلاد الذي يتحول فيها المطر إلى نقمة وغيابه أيضا نقمة، بينما هو في الأصل نعمة النعم، والأغرب من هذا تنام الهيئات المكلفة بالرقابة راضية بالواقع وبالذي يحدث، وبدلا من البحث عن الذي يراقب المقاول صار من الضروري اليوم البحث عن من يراقب المراقب، وصار المطر وحده من يؤدي واجبه ويكشف غش الحارس والمحروس .