يتكرر سيناريو الفيضانات مع كل بداية تساقط للأمطار بفصل الخريف ليكثف عيوب البريوكلاج الذي أنجزت به المشاريع التي ابتلعت الملايير خلال فصل الصيف وعلى عكس العادة هذه السنة جاءت الأمطار مبكرة جدا لتعلن نهاية فصل الصيف قبل الأوان لتكون ثلاث ساعات فقط كافية لتغرق العديد من الأحياء بالعديد من الولايات خاصة الداخلية منها ورغم أن هذه الظاهرة تتكرر كل سنة إلا أن المسؤولين عن حياة المواطن البسيط الذي يدفع وحده الثمن يكتفون فقط بالتفرج دون تحريك ساكن لتحديد المسؤول عن وفاة العديد من الأشخاص خلال الفيضانات أو محاسبة من أسندت لهم المشاريع التنموية خاصة المتعلقة بتهيئة قنوات صرف المياه كما لم يسبق وأن سطرت السلطات برنامجا لفتح البالوعات وكذا قنوات صرف المياه خلال فصل الصيف استعدادا لموسم التساقط مما خلق كوارث في العديد من المرات ولعل أكبر كارثة ما زالت راسخة بالأذهان هي كارثة فيضانات باب الواد التي حصدت العديد من الأرواح وهدمت المنازل والحبور دون أن يحاسب المسؤولون .فبأغلب الولايات تتشكل سيول جارفة تعمر الأحياء والشوارع وتعطل حركة المرور جراء تساقط نسبة لم تتعد العشرة ملمترات من الأمطار وتصبح كارثة إذا ما تعدت ذلك لتصل في بعض الأحيان إلى 20 أو 30 ملم فقط إلا أن العواقب تكون وخيمة ونتائجها كارثية لتفضح بذلك سياسة البريكولاج التي يعمد معظم أصحاب المشاريع إلى انتهاجها ورغم أن مشاريعهم كانت سببا في الكارثة إلا أنهم يتحصلون على كامل مستحقاتهم دون أن ينقص فلسا واحدا دون أي حسب أو رقيب فالمشاريع التي كان من شأنها تخفيف حجم الكوارث الطبيعية خاصة الفيضانات تحولت إلى نقمة على المواطنين إلى جانب غياب دور البلديات في المراقبة وفتح قنوات الصرف تحسبا لأي تساقط للأمطار مع نهاية الصيف أو بداية الخريف.