الأحداث المؤسفة التي عاشتها الجزائر خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين تجعل أي إنسان يحس بالأسى والحسرة، لما فعله بعض شبابنا من انحدار في مستوى الوعي وعدم الاكتراث بما يتهدد المصالح الوطنية من أخطار، وهذا بسبب تسيب الآباء الذين أصبحوا غير قادرين على السيطرة حتى على بيوتهم والتحكم في أبنائهم، فالمسؤولية لا تقع في حقيقة الأمر على عاتق من رأيناهم يخربون ويحرقون فحسب ولكن تقع أيضا على عاتق الأولياء الذين فضلوا "التسلي والفرجة" بما يحدث من شرفات العمارات وهم يرون جزائر الشهداء وهي تحترق دون أن يحركوا ساكنا وكان الأمر لا يعنيهم، متناسين أن الجزائر هي بيتنا الكبير الذين ليس لنا بيت غيره. فأين هي الروح الوطنية التي أظهرها الشباب الجزائري في ملحمة أم درمان؟ أم أن صفائح الزيت اللعينة وأكياس السكر أصبحت اغلي من بلد المليون ونصف المليون شهيد. للأسف، لقد دنسنا أنفسنا فقط لان الجزائر الطاهرة لا يمكن لأحد أن يدنسها أو أن يعبث باشراقتها الذهبية مهما فعل بحكم أنها بلد الجغرافيا والتاريخ، ولكن دنسنا انسفنا بفعل الأيادي القذرة التي امتهنت التخريب والحرق واللصوصية تحت غطاء مطالب اجتماعية معترف بها من قبل الحكام والمحكومين فلا احد بإمكانه أن ينكر شرعية المطالب الاجتماعية حول ارتفاع كلفة المعيشة ولكن هاته المطالب جرمت بحكم دخول اللصوص في الصفوف الأمامية، لصوص لا يعرفون حتى كم يساوي سعر السكر أو ثمن صفيحة الزيت للأسف لقد أصبحنا كشعب ينظر إلينا على أننا شعب هاوي للتخريب ومحب للشغب والتكسير بدليل أن لا علاقة للقدرة الشرائية بما شاهدناه من خراب يدمي القلوب ويدمع العيون، وفي المقابل، نجد الأعداء يتربصون بنا الفرص، فها هي قناة الجزيرة التي جعلت من مقولة "الرأي والرأي الآخر" شعارا لها تجمع رؤوس فتنة العشرية الحمراء ليقولوا ما لم يقولوه في الماضي، فهذا عباسي مدني يطل علينا في شكل شيخ هرم لا يستطيع من شدة الرعاش استجماع جملتي الشهادة لثقل لسانه وهو يحرض على الفتنة، متناسيا مساهمته في قتل عشرات الآلاف من الجزائريين. إضافة إلى الدبلوماسي الخائن "زيطوط " الذي أصبح يربطه عقد عمل غير محدود مع المخابرات الصهيونية للتآمر على بلده مرورا برأس الشقاق دكتور باتنة إضافة إلى أستاذ القانون الهارب الذي يعرف كل شيء سوى مبادئ الحق والإنصاف. فنحن لا نمنع الجزيرة من حقها تناول الحدث ولكن من حقنا أيضا أن نتساءل عن سر عدم استدعاء الوطنيين والشرفاء وأهل الحل والعقد ليدلوا كل واحد بدلوه ليعرف الرأي العام أن ما يحدث ليس ثورة اجتماعية بقدر ما هو سطوة لصوص على مال الغير بغير وجه حق وهذا ما ذهب إليه شيوخنا الأفاضل في خطبتي الجمعة، حيث اجمعوا كلهم على تحريم ما يحدث بحكم أن مال المسلم على المسلم حرام ودم المسلم على المسلم حرام وعرض المسلم على المسلم حرام. فأين هي قناة الجزيرة من مبادئ ديننا الحنيف الذي يدعو إلى البناء والتكاثف والتراحم والتالف بين بني الوطن الواحد. وفي سياق آخر تناولت قناة الفتنة في نشراتها الإخبارية أحداث الجزائر في افتتاحيات نشراتها الإخبارية بشكل متكرر ومقصود، بحيث تناولت الأحداث بشكل خبيث تحت عنوان باب الواد القبة وبلكور وفي هذا الإطار نقول لأعداء الجزائر واستقرارها إن الجزائر هي مدرسة العالم في الخروج من المطبات ولا خوف عليها لأنه وبالرغم من الدمار إلا أننا سنخرج في كل مرة أكثر قوة واشد صلابة والله سيجعل الكائدين يولون أدبارهم خاسئين خاسرين مدحورين لأننا نعرف قيمة السلم والأمن ونقدر جهد المخلصين في إرساء قواعد الاستقرار فحتى وان كانت ظروفنا الاجتماعية متردية بعض الشيء إلا أن نعمة الأمن والأمان التي نعيشها تغنينا إلى حد كبير عن لقمة الزيت والسكر، فماذا سيفعل لنا الزيت والسكر لو افتقدنا أمننا المسترجع بعد عشرية الدم والدموع وماذا نحن فاعلون أن دمرنا بلدنا. وفي هذا الإطار علينا جميعا إن نتكاثف ونتآزر ونعمل على ترسيخ هذين المبدأين المتمثلين في الأمن والاستقرار مهما كلفنا الأمر ومهما كان الثمن لان المراهنين على عودة العنف هم أناس لا يعرفون الجزائر، وسنشاهد الشعب الجزائري العظيم هذه الأيام يشمر عن سواعده ويرمم ما خربه الحاقدون وما على مسؤولي قناة الجزيرة سيئي السمعة سوى ربط كلابهم لان قافلة نوفمبر مازالت تسير ولن يوقفها أو يخيفها نباح الكلاب المأجورة في عاصمة دولة قطر.