قناة الجزيرة القطرية فقدت الكثير من بريقها الإخباري.. وأصبحت قناة الموضوع الواحد "الثورات العربية"! وصارت بذلك تشبه صوت العرب في القاهرة أيام عبد الناصر حين كان هذا الصوت يتحدث عن تحرير العرب بصواريخ القاهر والظافر فخر الصناعة المصرية.. تماما مثلما تتحدث قناة الجزيرة الآن عما تسميه بالريادة الإعلامية لإمارة قطر ودورها في تحرير الشعوب العربية من الديكتاتوريات المتعفنة! إمارة مثل إمارة قطر تجلس على ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم لابد أن يطلع "الغاز" في رأس أميرها فيرى نفسه محرر الشعوب العربية وقائدها من المحيط إلى الخليج! وأمريكا التي جعلت من طايوان بديلا سياسيا لأكبر دولة في العالم وهي الصين.. وجعلتها عضوا في مجلس الأمن الدولي لمدة ربع قرن كاملة هي أيضا - أي أمريكا - بإمكانها أن تجعل من إمارة قطر دولة عظمى تسوق بلدانا بحجم العراق ومصر وسوريا والجزائر وحتى السعودية بصوت العرب الجديد من قطر "قناة الجزيرة" وحتى ببعض طائرات الميراج الفرنسية التي اشترتها قطر من فرنسا ويقودها طيارون فرنسيون باسم قطر في المساهمة في تأديب بعض الدول العربية من طرف الحلف الأطلسي كما حدث مع ليبيا! قناة الجزيرة التي أخذت على عاتقها تحرير العرب من الديكتاتوريات أصبحت تشبه إلى حد بعيد قناة الجماهيرية القذافية التي أخذت على عاتقها تحرير شعوب العالم بالنظرية الثالثة التي جاء بها الكتاب الأخضر.. فأصبحت قناة الجزيرة بموضوع الثورات العربية الوحيد الذي تشتغل عليه تقوم بالابتذال الإعلامي المقرف.. فلا فرق بين قناة الجزيرة وقناة سوريا وقناة ليبيا وحتى قناة الجزائر اليتيمة في الرداءة وقلة المهنية! حتى قناة "فرانس 24" أصبحت أكثر مهنية من قناة الجزيرة.. فلا يحس المشاهد لها بالابتذال الإعلامي الذي نلحظه في قناة الجزيرة! إمارة قطر التي "طلع لها الغاز للرأس" أصبحت ترى في نفسها دولة كبيرة.. ولسنا ندري هل فعلا قطر هي التي كبرت أم أن العرب هم الذين صغروا فأصبحوا أقل شأنا من إمارة انتفخت بالغازات؟! وعندما يأتي اليوم الذي يتمكن فيه الشعب القطري من مساءلة أمير قطر عن التصرف في أموال الغاز القطري فأكيد أنه سيحدث له ما حدث لمبارك الذي باع غاز مصر لإسرائيل.. أما الآن فالأمير المفدّى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون!؟