افتتحت يوم الثلاثاء بأم البواقي بحضور سلطات الولاية و مثقفين فعاليات الأيام الثقافية والفنية حول حياة رائد الأغنية البدوية عيسى الجرموني (1885-1946). وقد استمتع الجمهور بالمناسبة بالاستعراضات التي قدمتها فرق فولكلورية وأخرى للخيالة محلية و أخرى قدمت من ولايات مجاورة على غرار باتنة و بسكرة و خنشلة و تبسة التي وجهت لها الدعوة للمشاركة في هذه الفعالية الثقافية التي تدوم ثلاثة أيام. و تهدف هذه التظاهرة إلى نفض الغبار عن الموروث الثقافي والفني المميز لهذه الولاية وفقا لما ذكره والي الولاية الذي أكد على السعي من أجل ترسيمها وإعطائها بعدا وطنيا. واستنادا لنفس المسؤول فإن هذه المبادرة الثقافية الفنية لم تنفق عليها الولاية دينارا واحدا بل أن معجبين و غيورين على تراث الراحل عيسى الجرموني هم من قدموا هبات مالية بقيمة 1,6 مليون د.ج لتمويل هذه التظاهرة . للإشارة كذلك فإن سلطات الولاية و مثقفيها و مدعوين كانوا قد حضروا تدشين معرض بدار الثقافة نوار بوبكر حول الحرف والصناعات التقليدية وآخر بمكتبة المطالعة العمومية حول ''الصور الفوتوغرافية و السياحة التراثية" . كما سيحتضن المسرح الجهوي لعين البيضاء مساء اليوم لقاء دراسيا حول الأغنية "الجرمونية" التي تعدت شهرتها الآفاق و التي أداها بقاعة الأولمبيا بباريس العام 1937. وحسب شهادات بعض عشاق فنه و مسنين فإن الفنان الراحل عيسى الجرموني تميز طوال مسيرته الفنية الزاخرة بالعطاء حيث أدى الموال السراوي الكئيب و الحزين لينال بذلك مكانة متميزة جعلت منه فنان الأوراس بامتياز. للإشارة كذلك فإن هذه التظاهرة ستتنقل أيضا إلى مدينة عين مليلة وفقا للمنظمين. و قد ولد عيسى الجرموني و اسمه الحقيقي مرزوق عيسى بن رابح بمنطقة سيدي رغيس قرب أم البواقي. و كانت أول اسطوانة لعيسى الجرموني سنة 1933 و هو الذي رفض جميع قوانين المستعمرلاسيما الضرائب و الخدمة العسكرية.