تنظم مديرية الثقافة لولاية أم البواقي في الفترة الممتدة من 8 الى 11 جوان بدار الثقافة نوار بوبكر، في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وبمناسبة عيد الفنان، الملتقى الوطني حول الفنان عيسى الجرموني تحت شعار «عيسى الجرموني رجل أسطورة وتاريخ». أكد مدير الثقافة محمد لغديري ل «الشعب» أن الهدف من الملتقى هو إحياء التراث الثقافي المحلي، قصد تواصل الأغنية المحلية التقليدية بجميع طبوعها الفلكلورية والرحابة، باعتبار هذا الأخير «جزء من التراث الوطني الثري ثراء تاريخ وطننا الجليل» ، من اجل بعث روح جديدة لجلب اهتمام المواطن على العموم والشباب على الخصوص بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي المادي وغير المادي. كما قال ذات المتحدث ل«الشعب» «الأوضاع الحالية تتطلب تجنيدا أكثر وعملا في العمق لسد الطريق أمام كل ما من شأنه تحريف ما يزخر به الوطن من موروث ثقافي»، خاصة وأن الثروة في هذا الميدان الذي تتميز به الجزائر باتت العصرنة وطرق الاتصالات الحديثة ووسائل الإعلام تهدد بدهائها إغفاء التراث الوطني، مضيفا «وما اختيار شخصية الفنان عيسى الجرموني كمحور لهذه الفعاليات الثقافية إلا دليل على ما قدمه الشيخ من أجل ترسيخ الثقافة المحلية والوطنية في فترة من أحلك فترات تاريخ الوطن، ليخطف بذلك الأضواء وهو يغني للوطن، للحب والحرية». يشارك في التظاهرة الثقافية والفنية دكاترة باحثون في التراث الجزائري، منهم رزيقة طاوطو من جامعة ام البواقي بمداخلة «القيم الصوتية في الأغنية الشعبية عند عيسى الجرموني»، عبد القادر نطور من سكيكدة ب«عيسى الجرموني معاصرة وتراث»، اضافة الى كل من راضية عداد بمحاضرة حول «دور الأغنية الجرمونية إبان الثورة التحريرية» ، باديس فوغالي في «عيسى الجرموني والذاكرة الفنية والثقافية، شيخة حفناوي، بالإضافة إلى عديد المحاضرات التي تتغلغل في الاغنية الشاوية ودورها في مساندة حاملي السلاح في وجه المستعمر الفرنسي من اجل جزائر مستقلة وشعب حر. للإشارة عيسى بن رابح مرزوقي الحركاتي المعروف في الساحة الثقافية والفنية بالجرموني، أدى الأغاني ليقضي بها على وحدته، حيث غنى للأحاسيس، ومن الشعراء الذين غنى لهم أمثال «بوفرير» الشيخ مكي بوكريسة، وكانت فرقته تتكون من الحاج محمد بن الزين، وميلود قريشي، ومح بن دراجي. كانت بدايته الفنية سنة 1910، حيث ذاع صيته في الجزائر وخارجها، سجل أسطوانتين، بباريس برعاية «جوزي هارون»، إضافة إلى عشرات الأسطوانات، كما غنى بالأولومبيا سنة 1937 بباريس. من أشهر أغانيه «عين الكرمة»، «أكرد أنوقير»، «نبدا باسم الله»، توفي سنة 1945 ودفن بمدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي.