أوضح أمس الأول المخرج الجزائري "لطفي بوشوشي"، بقاعة محمد زينات رياض الفتح، أن الأيام المتبقية قبل إعلان القوائم النهائية المتنافسة على جائزة الأوسكار، تستوجب تضافر كل الجهود وعلى كافة المستويات لدعم ترشح فيلم البئر لهذه المسابقة العالمية، مؤكدا أنه يعمل جاهد لأن يشاهد كافة الجزائريين العمل ويقتنعوا بجودته، مصرحا: "أتمنى أن نقدم فيلما في الأوسكار ونقول بكل ثقة، وراءنا شعب بأكمله..." وأضاف لطفي بوشوي خلال نقاش عقب عرض خاص بالصحافة لفيلم البئر، ان حملة دعم الفيلم، هدفها الأول هو ان يشاهده اكبر عدد ممكن من الجزائريين، وقال: "لا أريد مساندة من اجل الدعم فقط، بل نسعى إلى ان يقتنع الناس بجودة "البئر" وأحقيته في الترشح، فالخطوة إن تحققت سترفع راية الجزائر، مثله مثلما رفعها فريقنا الوطني لكرة القدم، لذا أمنيتي حاليا ان نلقى مثل ذلك الدعم والالتفاف". وعن فيلم البئر أوضح المخرج أنه أراد تخليد تضحيات المرأة التي عانت، وقاومت، فالفيلم حسبه يختزل بطولات الشعب بشتى أطيافه، كهول، أطفال، ونساء. وأضاف: "صورت المجاهد الإنسان الذي يتألم يخاف ويبكي، لم أحاول محاكمة الشخصيات بل سعيت قدر الإمكان إلى التحلي بالموضوعية وإبراز الجانب الإنساني... تجنبت القوالب والأحكام الجاهزة، كتلك التي تصور البطل على أنه ذلك الذي لا يقهر والشرير الخالي من الرحمة، شخصياتي كانت متفاوتة، هناك المتغطرس ويملك في الأن ذاته جانبا من الرحمة، وابن جلدتك الخائن والأكثر ظلم من العدو... كل هذا يتجه نحو فكرة أن الانسانية هي التي تنتصر في نهاية المطاف". كما كشف مخرج فيلم البئر أن كل دعم هو ضروري للذهاب الى ابعد ما يمكن نحو تحقيق هذا الحلم، كاشفا أن وزارة الثقافة والمؤسسات المنضوية تحت رايتها سخرت له مرافقها وقاعاتها لعرض الفيلم، مضيفا أنه برمج عرض ضخم يوم 13 أو 14 أكتوبر بأوبرا الجزائر، كما كشف عن دعم وزير الاتصال حميد غرين للفيلم، إضافة إلى التلفزة الوطنية التي لها دور هام، مع خلق مساحات اشهارية على القنوات التلفزية. وعن خيارات المخرج في فيلم البئر صرح لطفي بوشوشي قائلا: "كل مخرج له خيارته وانا كانت لي نظرتي الخاصة في فيلم البئر التي ارتأيت انها الأنسب للعمل... حاولت في فيلم البئر التركيز في بناء الشخصيات، الحوارات والأحداث على ما هو أهم ويصب في خدمة البناء الدرامي... ربما هذا نتاج مسيرتي العملية وتكويني ، فلا يخفى عليكم أني صورت الاحداث خلال العشرية السوداء، هذه الفترة الخاصة ولدواعي أمنية كنا نحاول العمل بسرعة ودقة في التصوير للانتهاء في عجالة والرحيل من مواقع التصوير، إضافة إلى اشتغالي في الإشهار، الأمر الذي لقنني التركيز على ما هو أهم... كل هذا ربما انعكس في فيلم البئر" كما ذكر بوشوشي انه تم حذف بعض المشاهد من الفيلم كمشهد الأم وهي تشرب مرارا وتكرارا، مشهد للمجاهدين... مؤكدا انا ذلك لم يؤثر على العمل، بل وجد أنها ستشتت انتباه المتلقي بدون جدوى. وأضاف: "الفيلم صور في اغلبه بمدينة الأغواط، اخترت الصحراء دلالة على العطش الذي بنيت عليه القصة، حاولت قدر الإمكان ان اكون محايدا لذا اخترت ازياء تدل على البيئة الجزائرية لكنها متراوحة بين القبائلي الشاوي، والصحراوي، كما حاولت ايجاد لغة جزائرية موحدة قدر الامكان لا تغلب عليها لهجة اي منطقة من الوطن".