"من البحر إلى البحر" بنيت أحداث الفيلم الإيراني "ناهد" الذي يروي معاناة امرأة تصارع لضمان أحسن تربية لابنها ذو العشر سنوات، على حساب قلبها الذي حب رجلا ميسور الحال، رغم بؤسها، وفي صراع مستمر مع طليقها المنحرف، الذي يسعى للظفر بحضانة الولد، والساعي بدون كلل لإرجاعها إلى عش الزوجية واستمالة مشاعرها. فيلم "ناهد" من إخراج 'عايدة باناهانده '، عرض الخميس بمسرح عز الدين مجوبي خلال افتتاح الطبعة الثانية من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، حيث أدى بطولة العمل النجمة الإيرانية ساره بايت، و' باجمان بازغي'. ويبدأ الفيلم أحداثه بلقطة كبيرة على أحد شواطئ إيران، ليخوض في تفاصيل "ناهد" التي تأبى أن تقبل عرض حبيبها لزواج، خوفا من أن تفقد حضانة ابنها، وردة فعله، وتصارع من أجل جمع مصاريف دراسة ولدها، وكراء بيتها، إلا أن الصعاب تتوالى عليها، خاصة من زوجها السابق، الذي يتوانى في ترك أثر سلبي على الطفل، وتتأزم الأحداث عندما يدفعها قلبها وظروفها الصعبة إلى اتخاذ قرار الزواج مؤقتا من عشيقها، فتحرم من فلذة كبدها، وتصطدم برد فعل المجتمع والأسرة الرافض لاختيارتها. وتوالت مشاهد البحر الهائج تحت السماء الملبدة طيلة أطوار الفيلم، عكست توترات حياة ناهد وبرودة الأحاسيس التي كسرها أحيانا دفئ مشاعر الأمومة في مشاهد قوية، صورة تضحية أم وحيدة من أجل ابنها، هذا البناء الدرامي خدمته المؤثرات الصوتية التي اعتمدت على الصوت الطبيعي لأمواج البحر وضجيج المدينة، واختيار اللون الرمادي والمشاهدة المظلمة على تيمة الفيلم، وهذا كخيار إخراجي، تبنته المخرجة في فيلمها ناهد، دلالة على قساوة الحياة والحزن. نهاية الفيلم كانت مفتوحة، وعادة ثانية إلى الشاطئ أين يلتقي البطلان مجددان في مصير مفتوح انفتاح أفق البحر.