كان الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي احتضنته الجزائر الأسبوع الماضي فرصة للوكالات السياحية العربية والأجنبية المشاركة أن تعبر عن مدى زخاء هذا الوطن بالثروات السياحية التي لم يكونوا على اطلاع بها فيما سبق والتي كانت معرفتهم بالجزائر تقتصر على الصحراء الجزائرية إلا أن فترة الصالون الدولي للسياحة والأسفار كانت فرصة مواتية لضيوف الجزائر أن يكتشفوا هذا البلد الرائع الذي قالوا عنه انه يتفوق على تركيا لبنان وسوريا في الموارد السياحية الطبيعية التي أبهرت المشاركين الذين استطلعت المسار العربي آرائهم حول السياحة الوطنية. سوريون: الجزائر أروع مما كنا نتصور لكن... هي العبارات التي قالها لنا وفد مشارك من سوريا الشقيقة الذين أكدوا للمسار العربي على أن المناطق السياحية التي تحتضنها الجزائر لا توجد في أي بلد آخر حتى في سوريا التي تعد من بين البلدان السياحية العربية الأولى في هذا المجال وقال لنا احد السوريون أن سبب عدم تطور السياحة في الجزائر هو وجود نقص في المرافق السياحية إضافة إلى نقص الإشهار والمواد الإعلانية سواء في الفضائيات الجزائرية وخاصة الفضائيات العربية والأجنبية الأخرى التي أصبحت اليوم ركيزة أساسية في استقطاب اكبر عدد من السياح . الأتراك: إقامتنا كانت قصيرة لكن القصبة وحديقة التجارب أبهرتنا هي القصبة التي طالما كانت حصن الجزائر في الماضي وموقع سياحي مهم اليوم أبهرت ولا زالت تبهر كل من يأتي إليها حتى على يد من شيدوها وبنوها. الأتراك الذين شيدوا هذه المدينة في العهد العثماني والتي تم بناؤها على الجبل المطل على البحر الأبيض المتوسط لتكون قاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن القطر الجزائري كله.أذهلت الوفد التركي الذي شارك في الصالون الدولي للسياحة والأسفار والذي قال للمسار العربي أن عراقة القصبة هي المفتاح السياحي الأول للجزائر العاصمة خاصة يقول ضيوف الجزائر أن الموقع الجغرافي والاستراتيجي الرائع للجزائر يجعلها في مصاف الدول السياحية الكبرى في العالم العربي خاصة . كما تحدث الأتراك عن زيارتهم التي قادتهم إلى حديقة التجارب بالحامة والتي صنفت من اكبر الحدائق في العالم والذين قالوا عنها أنها متنفس طبيعي رائع وخلاب للجزائر العاصمة خاصة والجزائر ككل بما تحتويه من تنوع بيولوجي كبير ونادر . الجزائر أمام تحديات كبرى لإعادة بعث السياحة الوطنية وضع الصالون الدولي للسياحة والأسفار الجزائر أمام تحديات كبرى فيما يخص إعادة بعث السياحة الجزائرية والرفع من الأرقام التي يسجلها القطاع خاصة مع الظروف التي يعرفها العالم العربي والدول المغاربية على وجه الخصوص والتي من شأنها أن تحرك عجلة السوق السياحية ببلادنا خاصة أمام تردد السياح الأجانب في التوجه نحو المقاصد الكلاسيكية على غرار تونس ومصر والمغرب التي تعرف اضطرابات أمنية . وتجمع كل العوامل والمؤشرات على احتمال تحقيق الجزائر للانطلاقة المرجوة في قطاع السياحة، حيث أنه وبالإضافة إلى توفر الجزائر على مناطق سياحية مغرية كالصحراء إلى جانب مواقع تمثل التراث الإنساني والعالمي ومصنفة من طرف اليونسكو لقيمتها التاريخية والعلمية، وتشير الأرقام إلى احتلال الجزائر المرتبة الرابعة ضمن الوجهة السياحية الإفريقية بعد كل من المغرب وتونس وإفريقيا الجنوبية، وقد سجلت السياحة الجزائرية سنة 2009 نموا سياحيا قدر ب45,9 بالمائة على الرغم من انخفاض الأرقام السياحية بأزيد من 4 بالمائة في إفريقيا نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية التي استطاعت الجزائر أن تكون بمنأى عنها.