استطاع أشقاءنا في تونس شق طريقهم نحو تأسيس دولة ربما من اختيارهم و على مذاقهم لكن حالة عدم الاستقرار و اللامن و الفوضى و حرق توقف بعض المصانع و المستثمرات الغذائية و الفلاحية أثرت سلبا على بعض الولايات الحدودية الجزائرية خصوصا ولاية تبسه التي أصبح مواطنو بلدياتها يدفعون الثمن غاليا من أقوات أيامهم فالثورة التي أنتجت زوال نظام سابق و ميلاد فوضى في معظم الولاياتالتونسية قد فجرت ثورة موازية في الاقتصاد الجزائري يقودها أباطرة التهريب و بعض التجار حيث أضيفت عشرات المواد إلى قوائم المنتجات التي كانت تهرب عبر الحدود و تضاعفت الكميات المهربة من مواد أخرى بعشرات المرات فمثلا كانت المدن التونسية الواقعة على الشريط الحدود مثل : قفصهالقصرين و الكاف تستهلك الوقود الجزائري المهرب ، فامتد التموين بعد ثورة الياسمين ليشمل معظم المدن التونسية بل تعدا إلى بعض المدن الليبية مخلفا أزمة لا توصف و طوابير و معارك إمام كل محطات بيع الوقود بجميع بلديات ولاية تبسه و الولايات المجاورة لتتوالد دكاكين بيع البنزين و المازوت داخل كبريات مدن الولاية مثل تبسه بئر العاتر و الونزة و الشريعة وغيرها و هو متوفر لدى هذه الدكاكين و منعدم في كل محطات نفطال الخاصة و العامة و نظرا لما يدره تهريب هذه المادة الحيوية من ربح فقد التحقت كل البلديات الحدودية بركب البلديات التي تقود قطار التهريب و تحمل معاول تخريب الاقتصاد الوطني و رغم الضربات الموجعة التي يوجهها الطاقم المكلف بحماية الحدود و الاقتصاد الوطني و رغم الأخطار المختلفة و المتكررة من حرائق في مستودعات التخزين و حوادث السيارات التي يتعرض لها المهربون إلا أن نشاط مهربي الوقود يزداد يوما بعد يوم خصوصا و أن السلطات المعنية عجزت عن وضع حد لهذه الظاهرة التي أتعبت المفكرين و الخبراء الذين بحثوا عن طرق للتصدي المجدي لكن دون نفع . الأواني المنزلية في السابق اشتهر التونسيون بشراء بعض الأواني المنزلية المصنوعة من الألمنيوم من المحلات داخل ولاية تبسه إما اليوم فقد امتد نشاط المهربين لاقتناء مختلف الأواني المنزلية خاصة ما غلى ثمنها مثل الروبوتوهات (جمع روبو ) و القدور الضاغطة ( كوكوت ) مركزين على الاواني المصنوعة من الخشب و البلاستيك و النحاس و الألمنيوم لضمان عدم تكسرها وقد عاشت كبريات مدن ولاية تبسه أزمة خانقة و تدافعا كبيرا إمام محلات بيع الأواني المنزلية قبيل شهر رمضان و حتى الأيام الأولى منه الصناعات الكهرو منزلية رغم ثقل وزنها و كبر حجمها إلا إننا نجدها تتصدر اهتمامات المهربين فالثلاجات و أجهزة التكييف وآلات الطبخ و أجهزة التلفاز بمختلف إشكالها تهرب بكميات كبيرة و يقبل التونسيون على شرائها رغم أسعارها المرتفعة و قد يهرب بعضها إلى ليبيا . مواد بناء يعتبر حديد البناء المادة الثانية الأكثر تهريبا بعد الوقود في ولاية تبسه فمدينة بئر العاتر تستقطب وحدها أزيد من 30 شاحنة مقطورة يوميا محملة بازيد من 3000 قنطار من حديد البناء يهرب في اقل من 6 ساعات و له مختصوه و أباطرته الأمر الذي جعله يتجاوز 6500 دج للقنطار الواحد محليا و كثيرا ما يفقد و تتوقف أيادي البنائين عن الشغل خاصة لدى الكادحين و متوسطي الدخل . مدينة بها 15 مخبرة وأهلها جياع... 5000خبزة تهرب يوميا كثير من المواد الغذائية كانت تهرب من تونس إلى الجزائر و تتوفر لدى التجار الجزائريين خاصة في أسواق بئر العاتر و تبسه بأنواع جيدة و أسعار معقولة مثل معجون الطماطم الذي يتوفر إلى الآن بسعر يتراوح بين 110 و 120 دج للكيلوغرام و العجائن الغذائية التي تتوفر بسعر يتراوح بين 63 و 65 دج للكيلو الواحد و هي الايجابية الوحيدة حيث يتناول سكان بعض البلديات الحدودية هاتين المادتين (الطماطم و العجائن) بأسعار تقل عن أسعار المنتجات الجزائرية أما المواد الغذائية الأخرى التي كان المهربون يزودون بها السواق الجزائرية و تصل في أحايين كثيرة إلى مدن داخلية عديدة مثل الحبوب ( البقول ) السكر زيت السميد مواد التنظيف الموز الكاكاو فقد شنت هذه المواد هجوما معاكسا عبر حدود ولاية تبسه لتنعكس الأمور بين عشية وضحاها ويصبح تهريبها من الجزائر إلى تونس وترتفع أسعارها بأسواق تبسه إن لم تفقد ،،، لتضم إلى القائمة مؤخرا المشروبات الغازية التي تباع في تونس دون نزع ملصقاتها أو إخفاء أسمائها أو مواقع مصانعها ليصل الأمر إلى الخبز و ما إدراك ما الخبز وقد عاش سكان مدن تبسه الونزة المريج أم علي بئر العاتر أزمة حقيقية في اليوم الأول من أيام رمضان المبارك حيث لم يتخذ أصحاب المخابز احتياطا تهم و قام المختصون بمسح الأسواق و تهريب الخبز و قد كثر الحديث في مدينة بئر العاتر عن تهريب 5000 خبزه إلى المدن التونسية المجاورة رغم إن دائرة بئر العاتر تتوفر على حوالي 14 مخبرة إلا إن أزمة الخبز خاصة في رمضان تثقل كاهل المواطنين. وقد تباينت أراء المواطنين بالولاية حول التهريب فمنهم من يرى انه مفيد و يمتص البطالة و منهم من يرى انه تخريب للاقتصاد تجب محاربته و منهم من يرى انه تنامي عندما عجزت الدولة عن محاربته و توفر أجواء ملائمة لازدهاره مثل تسهيل سلطات تونس المستقبلة مهمة المهربين لتغطية ماخلفته ثورة الياسمين من نقائص و يبقى مواطنو تبسه و الولايات الحدودية بل و كل الجزائريين يدفعون ثمن ثورة قد تنتج الديمقراطية في تونس لكنها تخرب الاقتصاد الجزائري