أعربت كاثرين اشتون المفوضة العليا للعلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن قلقها البالغ ازاء سقوط القتلى والجرحى في مصر بعد اندلاع المواجهات بين المتظاهرين الاقباط وقوات الشرطة والجيش . وقدمت اشتون تعازيها لذوي الضحايا، وأكدت انها تشاطر عصام شرف رئيس الوزراء المصري دعوته الموجهة الى جميع المصريين لضبط النفس والتزام الهدوء. وشددت اشتون على ضرورة اجراء تحقيق في الاحداث المأساوية التى شهدتها القاهرة واحالة المسؤولين عن الاضطرابات الى القضاء. واضافت اشتون ان على الحكومة المصرية حماية الحق في التظاهر السلمي وحماية المواطنين مهما كانت عقائدهم الدينية. وأعلنت وزارة الصحة المصرية امس ان حصيلة القتلى في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة المصرية ارتفعت الى 36 شخصا، اما عدد الجرحى فبلغ 327 آخرين. وأكدت مصادر طبية ان معظم المتضررين اصيبوا باطلاقات نارية وهم في حالة خطرة. بدورها اصدرت حركة ثوار المصرية بيانا عاجلا ، نقلا عن شهود عيان من المتظاهرين ، حول حقيقة الأحداث الدامية التي وقعت أمام ماسبيرو وميدان عبدالمنعم رياض وميدان التحرير في القاهرة. وجاء في البيان الذي صدر امس أن مجموعة من الحركات الشبابية الثورية دعت الى الخروج بمظاهرات امام ماسبيرو، وأن معظم المتظاهرين كانوا من المسلمين وقليلا منهم من الاقباط ولم يكن بحوزتهم اية اسلحة. وأكد البيان أن اطلاق النار جاء من قوات العمليات الخاصة ومجموعة من البلطجية التابعين لمليشيا أمن الدولة التي ترغب في اشعال البلاد لتخرج من القضايا المتهمة بها أمام المحاكم المصرية. واشار البيان الى ان المتظاهرين من المشايخ كانوا يحملون الصلبان والقساوسة كانوا يحملون المصاحف الشريفة وان "الشهداء والمئات من المصابين معظمهم من المتظاهرين السلميين ومعظمهم من المسلمين على عكس ما يروج له التلفزيون المصري على أنها مظاهرات مسيحية". واعتبر البيان ان قيام المجلس العسكري باغلاق مقري قناتي "الحرة" و"قناة 25" المطلتين على منطقة ماسبيرو دليل واضح على انه يسعى الى اخفاء الحقيقة و"يطلق يد التلفزيون المصري والقنوات المتطرفة لتظهر الأمور على غير حقيقتها وانها مظاهرات طائفية وهذا كله عار من الصحة". يذكر ان العاصمة المصرية شهدت مساء الاحد أعنف المواجهات بين المتظاهرين وعناصر من الشرطة والجيش منذ أحداث ثورة 25 يناير، وذلك بعد خروج آلاف من الاقباط الى شوارع العاصمة ومدن أخرى احتجاجا على قرار السلطات هدم احدى الكنائس الواقعة جنوب البلاد. هذا وقد بدأ في القاهرة ظهر امس اجتماع حكومي طارئ يعقده عصام شرف في محاولة لمعالجة الاوضاع الامنية المتدهورة، وذلك بالتزامن مع عقد البابا شنودة الثالث لقاء مع القيادات الكنسية.