افتتح بقصر الامامة بتلمسان أول أمس معرض ثري يضم صورا ومخطوطات لعاصمة الزيانيين من المحفوظات والأرشيف الفرنسي، في إطار الايام الثقافية لدولة فرنسابتلمسان عاصمة للثقافة الاسلامية 2011، حيث أشرف على افتتاح هذا الحد السفير الفرنسي بالجزائر "كسافيي دريانكور" الذي أكد أن هذا المعرض سيستمر وسيبقى دائما بالمركز الثقافي الفرنسي بتلمسان. وضم المعرض وثائق من وزارتي الدفاع والثقافة الفرنسية تكشف عن النظرة التي ألقاها تقنيون على المدينة، وتميزت تلك الوثائق بدقة اعمال المهندسين، وبني المعرض على معطيات أحدث الابحاث وهو غني بالعديد من الذكريات التاريخية والصور، وتصاميم البنايات قديما. ويكتسي محتوى المعرض حسب المشاركين أهمية بالغة بالنسبة للباحثين في التاريخ والمسؤولين المحليين للمدينة ومخططي المدن، حيث عرضت مخططات، رسوم هندسية وتقويمات يعود تاريخها إلى العشرية الأولى التالية لاحتلال الاستعمار الفرنسي لتلمسان كتصميم المدرسة التاشفينية النادر المرسوم سنة 1845. يذكر أن بعض الوثائق لليونيسكو تؤكد على ما تكتسيه هذه المستندات الإدارية من فائدة وأهمية. ومن أهم مخطوطات المعرض رسم يصور لقاء المشير الفرنسي كلوزيل بالقائد ابن اسماعيل سنة 1855 أين تظهر تلمسان في الخلف تتوجها هضبة لالا ستي، حيث حرص الفنان على ابراز طبيعة المنطقة ووفرة الغطاء النباتي بها، وتوفر المعرض على مخطط ضواحي تلمسان سنة 1848 من انجاز الهندسة العسكرية الفرنسية يصور حال المدينة عند الغزو الفرنسي، حينما كانت المدينة محافظة على طابعها المشرقي. كما عرض مخطط لهيكلة قلعة المشور سنة 1843، أين كانت القلعة الملكية هذه خلال الاحتلال الفرنسي في حالة سيئة يظهر منها المسجد وبعض البنايات، اضافة الى مخطوطات أخرى للمشور من جوانب عدة ورسومات تصور حالته آنذاك. كما تضمن المعرض مخطوطات وصور أخرى تبرز عدة معالم أخرى من مدينة تلمسان خلال سنوات غابرة كالمنصورة، الجامع الكبير، البنايات والأحياء...... من جهة أخرى أكد السفير الفرنسي على هامش افتتاح المعرض أن المركز الثقافي الفرنسي سيغير تسميته ابتداء من سنة 2012 ليحمل شعار "معهد الفرنسي" أي المعهد الفرنسي بالجزائر وهذا حسب السفير لإعطاء دفعة جديدة لهاته المؤسسة وتنافس المعاهد البريطانية والألمانية.