عرفت فعاليات اختتام الأيام الثقافية لدولة الكويت التي اختتمت بحر الأسبوع الماضي إنزالا دبلوماسيا مشكلا من عدة سفراء دول خليجية ممثلة في كل من سلطنة عمان واليمن بالإضافة إلى سفير الكويت والوفد الكويتي المشارك في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية يتقدمه الوكيل المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالهادي نافل العجمي، ورابح حمدي ممثلا عن وزارة الثقافة الجزائرية وكل من مدير الثقافة حكيم ميلود والمنسق العام السيد بلبليدية بالإضافة إلى الأمين العام لولاية تلمسان ممثلا للسلطات الولائية، حيث شهد حفل الاختتام الذي احتضنته قاعة الحفلات بقصر الثقافة احياء حفل فني للفرقة الوطنية الكويتية للفنون الشعبية التي أمتعت الجمهور الحاضر بمقتطفات من الفولكلور الكويتي الأصيل، كما أدت ذات الفرقة الفنية أغنية لفقيد الغناء الشعبي العاصمي دحمان الحراشي "يا رايح وين مسافر"، وهي الوصلة الغنائية التي تجاوب معها الجمهور التلمساني. * الأيام الثقافية للكويت والتي دامت 4 أيام كاملة حملت معها الموروث الثقافي لهذه الدولة الخليجية من خلال معرض المطبوعات الذي تضمن أهم الإصدارات التي يعكف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إصدارها في شتى المجالات العملية والفكرية والثقافية بالإضافة إلى عدد من المخطوطات التراثية التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية الكويتية، كما تضمن ذات المعرض بانوراما فوتوغرافية عن الكويت حديثا وقديما، مكن الحضور من أخذ فكرة عن الطفرة النوعية التي أحدثتها دولة الكويت، خاصة في الجانب المعماري، وهو ما عكسته تلك البنايات الشاهقة والبنى التحتية بالإضافة إلى المواقع الأثرية وما تحمله من إرث يترجم الهوية الموغلة في القدم لدولة الكاظمة، كما كانت تسمى قديما ومسقط رأس شاعر العرب الفرزدق، كما كشف عنه أحد الباحثين في علم الآثار الكويتي، هذا وتخلل نشاط هذه الفعاليات عرض أفلام وثائقية منها فيلم بعنوان "صحراء الأمازيغ"، هذا الفيلم الذي أثار بعض التحفظات، خاصة فيما يتعلق بالهوية الحقيقية للأمازيغ، بالإضافة إلى إقحام قضية الصحراء الغربية باعتبارها صحراء مغربية، وهو ما آثار تحفظ الحضور، خاصة من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، كما تضمن البرنامج الثقافي أمسية شعرية تغنى فيها شعراء كويتيون بالقومية العربية والبطولة الجزائرية. * الكويت قديما كانت أيضا محل محاضرة ألقاها أحد الباحثين المختصين تضمنت أهم الاكتشافات الأثرية التي قام بها باحثون أجانب فيما يتعلق بدولة الكاظمة، وما تم اكتشافه من موروث حضاري يؤرخ لتعاقب الحضارات ما قبل التاريخ على هذه الأرض الخليجية، وما كان يشكله موقع الكويت باعتباره محطة وصل ما بين عديد المناطق في المشرق العربي. هذا وقد أعرب الوفد الكويتي عن إعجابه الكبير بالخطوات الهامة التي قطعتها الجزائر خلال السنوات الماضية في تحريك العجلة التنموية، خاصة ما تعلق منها بالبنى التحتية، ونفس الانطباع لمسناه لدى عدد من الكويتيين عن الإنجازات الهامة التي استفادت منها عاصمة الزيانيين في إطار تفعيل تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. * كان لهما دور كبير في الحفاظ على المالوف القسنطيني * الفرڤاني والدرنوسي يحظيان بتكريم الكبار في عاصمة الزيانيين * احتضن معرض "النوبة" بدار الثقافة تلمسان بحر الأسبوع الماضي، وفي أمسية تكريمية بهيجة، تنظيم ندوة تكريمية في إطار سلسلة "تكريم الشيوخ" التي تعكف دائرة التراث غير المادي والكوليغرافيا على تنظيمها كل يوم ثلاثاء، حيث حظي كل من الشيخ محمد الطاهر الفرڤاني والشيخ قدور الدرنوسي، وفي أجواء حميمية حضرها عشاق ومحبو هذين العملاقين اللذين لعبا دورا كبيرا في انتشار والحفاظ على "المالوف" القسنطيني، حيث شهدت الندوة التكريمية استعراض المسار الفني لكليهما عبر شريط وثائقي تضمن حياة الفنان محمد الطاهر الفرڤاني، وأهم المحطات الفنية التي مرّ عليها إلى غاية بلوغه هذه المكانة المرموقة في المشهد الفني الجزائري، كما تناول الباحث المختص هشام عشي، حياة الفنان قدور الدرنوسي، مستعرضا ما قدمه هذا الفنان الذي كان يمتلك موهبة خارقة في العزف، قبل أن يشير إلى أن الدرنوسي هو أول من غنى قصيدة "شعب الجزائر مسلم" التي ألفها العلامة عبد الحميد بن باديس، هذا الأخير الذي انشأ جمعية محبي الفن، شكلت أحد الفروع المهمة في أهداف جمعية العلماء المسلمين، قبل أن يكشف ذات المتدخل على أن ازدواجية الحياة العلمية والفنية للفنان الدرنوسي لدى انخراطه في جمعية العلماء المسلمين، والمهارة التي كان يتمتع بها في الأداء الإيقاعي باستعمال آلة الإيقاع (الدربوكة). * اختتام اللقاء التكريمي كان بتقديم شهادات شرفية عرفانا بالمجهود المبذول من قبلهما في المحافظة على التراث الموسيقى الكلاسيكي الجزائري، حيث تم بالمناسبة تقديم عرض عن مشروع الوسائط المتعددة والجزء المخصص لكلا الفنانين والمتضمن علبا تحتوي على كتاب متعدد اللغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية والإسبانية)، حيث يحتوي هذا الكتاب على نبذة عن حياة كل فنان وأهم الأعمال الفنية بالإضافة إلى الإيقاعات الموسيقية المعتمدة من قبل ذات الفنانين، وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة بالطبوع الفنية، هذه العلب التي تحتوي على هذه الكتب تضمنت أيضا أقراصا مضغوطة لأهم الوصلات الموسيقية الغنائية، وذلك في العرض قدمه الباحث بلقلفاط فيصل، أكد بشأنه أنه جزاء الأجزاء التي يعمل ذات الباحث على إنجازها في إطار الذاكرة الوطنية للموسيقى الكلاسيكية وهو المشروع الذي سيقدم إلى منظمة اليونسكو لتدعيم بنك المعلومات العالمي للموسيقى، كما تم إحياء سهرات فنية على شرف كل من الطاهر الفرڤاني وقدور الدرنوسي، أحياها كل من أوركسترا رضوان، وأركسترا أنغام من قسنطينة، وأركسترا فرڤاني التي يشرف عليها سليم الفرڤاني، أين أمتعت هذه الفرق الفنية الحضور من عشاق الطرب الكلاسيكي بإيقاعات ووصلات غنائية. * غنت لغزة المحاصرة وأنشدت للرسول الكريم (ص) * "ناتيف دين" ..الفرقة الأمريكية التي أبكت وحرّكت مشاعر التلمسانيين * أحيت الفرقة الموسيقية الأمريكية "ناتيف دين native deen"، بحر الأسبوع الماضي حفلا فنيا، تفاعل معه الجمهور التلمساني الذي لم يجد البعض منه أحسن من البكاء تعبيرا عن إعجابه بما أتحف به أعضاء الفرقة المتشكلة من 3 فنانين وهم "جوشوا إسلام، محمد وعبد الملك أحمد" من أغاني وإيقاعات موسيقية على مدار قرابة ساعتين من الزمن كان فيها الطابع الموسيقي "الهيب هوب" حاضرا بقوة، أين غنى أعضاء الفرقة للقضية الفلسطينية، وشدت بأحسن الكلمات وأعذبها في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأخرى لله العلي القدير. الأغاني التي حركت مشاعر ونفوس الحضور من الشباب، أكد بشأنها أعضاء الفرقة أنها تحمل رسالة السلم والسلام للعالم أجمع، معتبرين أن من أهداف الفرقة هو إيصال رسالة مفادها أن الإسلام ليس دين عنف وتطرف وإنما الدين الإسلامي هو دين سلم وسلام. الإيقاعات الموسيقية التي تفاعل معها الحضور إلى حد البكاء، خاصة أغنية "غزة" التي كان لها وقع خاص على نفوس العائلات التلمسانية، تميزت بآدائها للطابع الموسيقي الهيب هوب، وعن هذا الطابع الفني الغنائي أشار أعضاء الفرقة أن جذوره تعود إلى إفريقيا، وأنه أحسن إيقاع يمكن من خلاله إيصال الرسالة التي ينشدها أعضاء الفرقة ، "ناتيف دين" التي سبق لها وأن غنت في العديد من بلدان العالم، أعرب أعضاؤها عن سعادتهم وشكرهم للدعوة التي وجهت لهم من أجل المشاركة في تفعيل تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وقد شهد الحفل الفني حضور السفير الأمريكي هنري س.أنسر الذي أكد في ندوة صحفية عقدت على هامش السهرة الفنية على أنه يسعى لتطوير التبادلات الثقافية ما بين الجزائر وأمريكا وتفعيل المشهد الثقافي ما بين البلدين، قبل أن يكشف على أن زيارته إلى عاصمة الزيانين مكنته من اكتشاف ما تزخر به هذه المدينة من إرث حضاري وثقافي متعدد ومتنوع أهلها لاحتضان تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. * العرض الشرفي للعمل السينمائي حول شخصية قائد وسلطان الدولة الموحدية * عبد المؤمن بن علي .. القائد الإسلامي الذي أرسل 80 سفينة لرفع الحصار الصليبي عن القدس * احتضن المركز الصحافة الدولي نهاية الأسبوع الماضي العرض الشرفي للفيلم الوثائقي "عبد المؤمن بن علي الكومي" قائد وخليفة الدولة الموحدية ، على أهم المحطات في حياة قائد وسلطان دولة الموحدين إلى غاية وفاته سنة 1163 بعد مرض مفاجئ لازمه، أين توفي بمدينة سلا المغربية. عبد المؤمن بن علي الذي ولد بمنطقة تاجرة بندرومة، والذي تضاربت بشأنه الراويات حول أصوله بين من يذهب إلى القول أنه ذي أصول أمازيغية وأخرى توثيق لأصوله العربية، لم يمكث طويلا بمسقط رأسه ليقرر الرحيل إلى تلمسان متوجها شرقا إلى بجاية، أين التقى بمؤسس الدولة الموحدية "ابن تورمت" الذي صاحبه إلى غاية مماته بعدما أقنعه بعدم الذهاب إلى المشرق ليتعلم على يديه أصول العلم ومبادئ الدين الإسلامي في ظروف كانت فيها الأمة الإسلامية بحاجة لمن يوّحدها، حيث رفع ابن تومرت والمقربين منه راية التوحيد والدخول في معارك وحروب لعل أشهرها الحرب التي دامت 14 عشرة سنة ضد المرابطين، والتي انتهت بانتصار الموحدين، الذين أسسوا دولة الموحدين والتي اختيرت عاصمتها مدينة مراكش بالمغرب. إنشاء الدولة الموحدية التي جاء بعد وفاة مؤسسها ابن تومرت تعد فترة تواجدها من بين أهم الفترات المهمة في تاريخ الحضارة الإسلامية بالمغرب الأوسط، حيث شهدت فترة الموحدين رقي حضاريا واقتصاديا وتنظيما إداريا ساهم في إزدهار الحضارة الإسلامية، القائد عبد المؤمن بن علي الذي تمكن من صد الزحف المسيحي في الأندلس واسترجاع ثغور إسلامية بها، تمكن أيضا في السياق ذاته من تجهيز 80 سفينة أرسلها في أسطول بحري ضخم إلى المشرق العربي وتحديدا إلى فلسطين من أجل مقارعة المد الصليبي بالمشرق العربي. العمل السينمائي الذي عرف تقديم عديد عقب العرض، حيث تمحورت مجمل مداخلات الحاضرين عن حصة الأسد التي أخذها مؤسس الدولة الموحدية "ابن تومرت" على حساب الشخصية الرئيسية للعمل السينمائي، وقد أرجع بوخموشة إلياس كاتب السيناريو السبب في ذلك إلى ما يشكله "ابن تومرت" من رمزية كبيرة في إنشاء الدولة الموحدية باعتباره كان يمثل الأب الروحي لعبد المؤمن بن علي، هذا القائد الذي يعد شخصية فاعلة ومؤثرة في تاريخ المغرب الأوسط الإسلامي. * مسرح بجاية يتألق في تجسيد شخصية العلامة مشدلي زواوي * مشدلي يعود إلى المدرسة اليعقوبية بعاصمة الزيانيين * تألق ممثلو المسرح الجهوي لبجاية نهاية الأسبوع الماضي في تجسيد شخصية "مشدلي زواوي" أحد كبار العلماء المسلمين، ونفض الغبار عن هذه الشخصية التي ساهمت في إثراء المعرفة بشتى العلوم في الرياضيات والمنطق والفقه وتفسير القرآن الكريم في عرض مسرحي تحت عنوان "مشدالي زواوي في تلمسان". هذا العمل المسرحي أماط اللثام عن حلقة مهمة في العقد المعرفي الإسلامي بفضل المخرج عمر فطموش مدير مسرح بجاية وعبر الآداء المتميز لكوكبة من الممثلين ومن خلال ديكور بسيط يتمثل في مصاعد حديدية في شكل ممرات، حيث كان هذا الديكور متكاملا مع الرؤية الإخراجية سواء من حيث البعد الدلالي لتلك المصاعد الحديدية التي كانت بمثابة محطات تاريخية نزل بها العلامة أبو الفضل المشدالي الذي ولد بمنطقة مشدالة ببجاية، ومن خلال محاكاة اللحظة التاريخية من خلال الألبسة والأزياء التي عكست من جهتها أنماط العيش والتنوع الاجتماعي الذي عايشه المشدلي، سواء ببجاية والناصرية حاضنة 99 وليا صالحا، أو لدى تواجده بتلمسان، وهي الفترة التي حاول المخرج المسرحي تسليط الضوء عليها، أين تعلم المنطق وتفسير القرآن وتعرفه بثلة من كبار العلم والعلماء وقضى فترة بالمدرسة اليعقوبية، يتعلم ويناظر في حلقات العلم التي كانت تضم علماء من أمثال ابن المرزوق وابن زاغو، يحيى الشريف، وأيضا المراكشي والسنوسي التلمساني والعالم الرياضي القلصادي الأندلسي من الذين عاصروه وأصبحوا من كبار علماء المسلمين. * هذا العرض المسرحي ومن خلال العمل الكوليغرافي للراقصين والراقصات أو عبر ثنائية "المداح" أو الراوي ومن خلال أيضا الموسيقى والغناء والأداء الجماعي للممثلين، حيث ساهمت جميع هذه التقنيات أو الجانب السينوغرافي في التعريف بشخصية المشدالي من جهة وإبراز تلك العلاقة الحضارية والثقافية التي كانت تربط تلمسان وبجابة والمساهمة الفعلية في بعث الإشعاع الثقافي، وهو ما جسده فعلا العرض المسرحي الذي احتضنته خشبة دار الثقافة عبد القادر علولة والذي تفاعل معه الجمهور الحاضر من عشاق أبي الفنون الذين أعربوا عن سعادتهم بهذا العرض الذي يعد من بين أحسن العروض المقدمة ضمن سلسلة الاعمال المسرحية المبرمجة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وهو ما أجمع عليه المشاهدون. * افتتاح معرض المبادلات الفكرية بين تلمسانوبجاية * 40 قصة تؤرخ لمدينتين توأمين وعلاقة البجائيين بالتلمسانيين * احتضن متحف تلمسان للفن والتاريخ أمسية السبت الماضي، مراسيل الحفل الافتتاحي لمعرض المبادلات الفكرية بين تلمسانوبجاية. هذا المعرض الذي يندرج ضمن البرنامج المسطر في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، يحاول تسليط الضوء على ما كانت تشكله تلك المبادلات الثقافية والفكرية وحتى السياسية منها مابين تلمسان ومدينة بجاية خلال القرون الوسطى، وما شكلته تلك علاقة الحضارية في تطوير وتحريك النشاط العلمي والمعرفي في منطقة المغرب الأوسط. المعرض الذي أشرف على افتتاحه المنسق العام السيد بلبليدية ومدير الثقافة حكيم ميلود اشتمل على استعراض هذه المحطات المضيئة التي تضمنت ديناميكية علمية وثقافية جعلت من المدينتين تستحقان إطلاق عليهما تسمية "التوأمين" لما عرفتهما من تبادل ثقافي وعلمي إبتداء من القرن الحادي عشر والتوافد الكبير للتلمسانيين على بجاية من استقر فيها وأصبح من كبار العلماء كما هو الحال مع القاضي عبد العزيز بن مخلوف وغيره من كبار العلم والمعرفة، ونفس الشيء أين كانت لعبت تلمسان دورا كبيرا مع بداية القرن الرابع عشر بعدما تحولت إلى مركز إشعاع علمي ومعرفي ومنبع للعلم جلب اهتمام البجائيين من علماء ومفكرين على غرار "نزيل تلمسان" أبي الفضل مشدلي زواوي وغيره من علماء بجاية، فمن خلال ما يقارب 40 قصة مشوقة سيكتشف زوار المتحف ما كانت تشكله مدينتا تلمسانوبجاية في القرون الوسطى لبعث الحركية الثقافية والعلمية التي ساهمت في ثراء المبادلات الفكرية حول البحر الأبيض المتوسط.