في هذا السياق رفع سكان الحي القصديري انشغالاتهم للسلطات المعنية من اجل إيجاد حلول لجملة من المشاكل التي لا تزال عالقة والمتمثلة أساسا في انعدام أدنى المتطلبات والهياكل الضرورية التي يحتاج إليها المواطنين بما فيها الماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي التي باتت تسجل هاجسا حقيقيا عكر صفو حياة هؤلاء. وما زاد الطين بلة حسبهم هو حلول فصل الشتاء الذي تتضاعف فيه معاناتهم، بفعل الأمطار التي تسببت في بعض الثقوب التي تتسرب عبرها المياه إلى البيوت نتيجة التدهور الذي لحق بها، حيث اعتبرها العديد من السكان غير قابلة للسكن بالنظر إلى هشاشتها، مشيرين في ذات السياق إلى تصدع الجدران واهتراء الأرضية وتجمع المياه في كل ركن من أركان البيت، لتتحول بذلك حياتهم إلى جحيم، في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة. وحسب تصريح بعض المواطنين ل المسار العربي فان معاناتهم لا تزال متواصلة جراء تلك المشاكل التي لونت يومياتهم باللون الأسود بدءا بمشكل غياب المياه الصالحة للشرب ليجد المواطنين أنفسهم مجبرين على التنقل إلى الأحياء المجاورة من اجل التزود بالمياه إذ أصبح مشكل المياه الهم اليومي الذي يحملونه ليلا ونهارا خصوصا في فصل الصيف وفي ذات السياق أشار قاطنوا الحي إلى انعدام الكهرباء الذي زاد من تخوف السكان أثناء الخروج ليلا أو حتى نهارا وهو ما فتح الباب واسعا للآفات الاجتماعية كالسرقة والاعتداءات التي يمتهنها بعض الشباب المنحرف على المواطنين مضيفين في هذا الإطار انه لا يزال العديد من المواطنين يلجؤون للطرق العشوائية والغير القانونية لتامين حاجياتهم من الطاقة.ليدق هؤلاء ناقوس الخطر أمام ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني. وفي ظل الظروف الصعبة التي تعيشها عائلات الحي ، تجدد رفع نداءاتها إلى السلطات المحلية لإدراجها ضمن قوائم المستفيدين وترحيلها إلى سكنات لائقة في القريب العاجل،وإنهاء معاناتها تحت أسقف البيوت المهترئة .