ذكر باحثون من قسم الهندسة المعمارية بجامعة بشار من خلال دراسة أعدوها أن السكن ذا الفناء الداخلي التقليدي هو الفضاء العمراني الملائم الذي يتناسب مع المتطلبات الإجتماعية و الثقافية و المناخية لسكان الجنوب. و تشير كل من السيدة نعيمة فزيوي و بلقاسم دراوي و هما معدا هذه الدراسة أن هذا النمط من السكن التقليدي الذي "يؤمل تعميمه" عبر مختلف مناطق الجنوب هو -بالإضافة إلى المميزات النوعية التي يتميز بها مثل الأرضية و الأمن و التعرف على السكن و صورة البيت و الخصوصية و التكيف مع مختلف أنماط الحياة وإنشاء فضاءات خارجية -يستجيب "بشكل مريح" للإحتياجات الإجتماعية و الثقافية و المناخية لسكان المناطق الجنوبية. ووتذكر الدراسة أنه على الصعيد الإجتماعي فان هذا الصنف من السكن هو "الموقع الملائم" لالتقاء العائلة سيما منها النساء .كما يعد "المكان المثالي" أيضا لممارسة الأنشطة اليومية وإحياء مختلف المناسبات الحميمية. وحسب نفس الدراسة فان هذا النوع من العمران التقليدي "يتكيف بشكل جيد" مع المناخ الحار و شبه الجاف الذي يميز مناطق الجنوب من خلال توفير "مناخ مصغر" أكثر اعتدالا مع توفير مساحة عازلة تفصل داخل البيت عن المحيط الخارجي خصوصا أثناء فترات الحرارة الشديدة. وبينت الأبحاث المنجزة من طرف نفس الفريق أن برودة البيوت التقليدية خلال الصيف "تسمح بتحقيق انخفاض ملحوظ في استهلاك الطاقة الكهربائية" الناجمة عن استعمال المراوح و المكيفات الهوائية و"تساعد على ظهور نباتات" حول المنزل تعمل على توفير المزيد من الراحة وفي تحويل الهواء المنعش إلى داخل البيت. وتشير الدراسة أن السكن سيكون في العقود القادمة في مواجهة صعوبات جمة و كثافة سكانية متزايدة تجعل من برامج السكن الحالية غير قادرة على تلبية المتطلبات الإجتماعية و الثقافية لسكان المناطق الصحراوية . و بالمناسبة دعا هؤلاء الباحثين إلى تعميم هذا النمط من السكن التقليدي عبر ولاية بشار بدلا من برامج السكن الحالية سيما الإجتماعية منها .