تحولت الأسرة الجزائرية من نمط الأسرة الممتدة التي تضم إلى جانب الأبوين كل من الجد والجدة والعم والعمة، إلى أسرة نووية والتي أصبحت تمثل 71 بالمائة من مجموع الأسرة الجزائرية مقابل 13.90 بالمائة فقط تمثل نمط الأسرة الممتدة التقليدية. ويبقى هذا التحول غير مؤثر على علاقات الأسرة الجزائرية التي بقيت متمسكة بالعادات والتقاليد، المتميزة بالتضامن والتكافل الاجتماعي. وأكدت دراسة اجتماعية حديثة، أن قرابة نصف الجزائريين يتمتعون بسكنات فردية، وتعود الأسباب التي حولت تركيبة الأسر الجزائرية إلى تغير العامل الاقتصادي بارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطن، إضافة إلى أن الأسرة تواجه متطلبات جديدة أفرزتها العصرنة التي تساهم في إعداد الأطفال على الطريقة العصرية، وأصبح كثير من الشباب المقبل على الزواج يفضلون السكن منفردين لتجنب المشاكل داخل الأسرة، خاصة بين الزوجة والحماة والتي غالبا ما تؤدي إلى الطلاق. هذا الواقع الحاصل، وهو ميل الأسرة إلى الاستقلالية والنووية والرغبة في التمتع بالحرية، في إدارة شؤونها الخاصة، نتج عن دعم من الاستقلال الاقتصادي للأسر الذي وفره التصنيع والتنمية والتحديث. وخالفت الدراسة التوقعات والاعتقادات الشائعة في خصوص أن العائلة النواة منتشرة في المناطق الحضارية، في حين تشير الإحصائيات إلى أن انتشار أكثر من 70 بالمائة من الأسر النووية بالريف، ما يؤكد عدم الاختلاف بين المجتمع الريفي والحضري وأنهما يخضعان لنفس المؤثرات.