حاسي فدول بئر الفضل ، أو الزناخرة أسماء اتخذتها بلدية حاسي فدول بالجلفة على مر السنين العابرة منذ أن كانت تجمعا سكنيا ريفيا و إلى غاية ترقيتها إلى مصاف البلديات الفتية منذ 1984 هي تابعة لدائرة سيدي لعجال ، حيث تعد البلدية الثانية بعد عاصمة الولاية الجلفة التي لا تعاني من العجز المالي نظرا لمداخيل ميزانيتها السنوية ، بفضل موارد سوقها الأسبوعي و الأنشطة الإستثمارية و تتربع هذه البلدية على مساحة 490 كم2 ، حيث يقطنها حسب آخر إحصاء 12151 نسمة تنتشر عبر 12 تجمعا سكنيا غير منسجم حيث تعد كل من منطقة أجريدة و طير القلاب من أهم تجمعاتها الرئيسية ، و تعد إحدى الأقطاب الاقتصادية الرئيسية ضمن المنظومة الإقتصادية الوطنية لا سيما إذا ما استحسن استغلال الاستثمارات الفلاحية نظرا لمالها من عوامل إقتصادية و اجتماعية مساعدة على إقامة و إنجاح الاستثمار الفلاحي من أراضي سهبية عذراء شبيهة بسهل متيجة و مياه جوفية كثيرة و حتى عوامل مناخية مناسبة فضلا عن قابلية المستثمرين الذين توافدوا إلى المنطقة من مختلف ولايات الوطن منذ عدة سنوات حيث عرضوا تجارتهم الاستثمارية التي تشير مؤشراتها بالخير و النجاعة في إقامة تلك المشاريع المستقبلية الفلاحة المصدر الأساسي للمعيشة تتوفر بلدية حاسي فدول على مساحة فلاحية تقدر ب 25000 هكتار منها 4300 هكتار مسقية يمتلكها أكثر من 1000 فلاح فضلا عن 45 مستثمر يمتلكون مساحة إجمالية تتراوح ما بين 20 و 50 هكتار علاوة على 1900 هكتار مساحة رعوية تستفيد منها أكثر من 17000 رأس من الأغنام و 1500 رأس من البقر ، من السلالات المحلية ، يمتلكها 650 موال و مربي . و تعد هاته المصادر من حبوب و خضراوات و ثروة حيوانية المصدر الأساسي لسكان هاته البلدية . و من جهة أخرى ، فإن النشاط الفلاحي يعد الميزة الأساسية لهؤلاء السكان سواء كانوا ضمن المجموعات أو المستثمرات الفلاحية الفردية التي بلغت 156 مستثمرة ، السيد : محمد العقاب الذي جاء منذ سنة 1995 من بلدية برج بونعامة حيث أقام مستثمرة على مساحة 50 هكتار في إطار الاستصلاح و تتميز هذه المستثمرة الفلاحية التي أكدت نجاعتها بعد عناء كبير و صعوبات كثيرة تلقاها المستثمر حيث تم حفر بئرين ذات طاقة إجمالية تتراوح أكثر من 10 لترات في الثانية ، و قد استطاع هذا المستثمر توفير أكثر من 25 منصب شغل دائم و أزيد من 100 منصب شغل موسمي ، حيث قام بإنتاج أنواع كثيرة من الحبوب و البقول الجافة إلى جانب عدة أنواع من الفواكه كالتفاح و الخوخ و الزيتون كتجربة أولية ، و هذا رغم إمكانياته المحدودة ضمن 12 هكتار و قد أعرب لنا هذا المستثمر بأنه ينوي إنتاج الدجاج ، البيض و كذا تربية المواشي و الأبقار ، إلى جانب أنواع الحبوب سواء الموجه إلى الاستهلاك البشري أو الحيواني ، و هذا إذا ما توفرت له المساعدات اللازمة من قبل المؤسسات المالية و لعل ما لاحظناه بهذه المستثمرة الفلاحية التي نزع من بطنها جبال من الحجارة المصغرة حيث قام بتفتيتها بواسطة الآلات الخاصة قصد توفير المواد الأولية ( الحصى ) ، التي كانت تجلب من مدن بعيدة ، و يضاف إلى هذا مشروع عن طريق الامتياز العقاري الذي يتوفر على 2800 هكتار من أراضي تابعة لأملاك الدولة رشح لها 119 مستفيد حسب المسؤول الأول عن البلدية الذي أضاف أن كافة الإجراءات الأولية قد تمت في انتظار الموافقة النهائية من قبل اللجنة الولائية الختصة . يتميز قطاع الري بوجود 800 بئر ذات استهلاك فلاحي فردي و 61 بئر عميق تتراوح طاقتها ما بين 10 إلى 40 لتر في الثانية إلى جانب 4 آبار جماعية منها واحد صالح للإستهلاك البشري ، و توجد هذه الآبار في منطقة الرجل الفلاحية بالقرب من حاسي الفدول زيادة على بئر عميق مجهز طاقته 5 لترات في الثانية تم إنجازه من قبل المحافظة السامية لتطوير السهوب في انتظار تجهيز بئرين آخرين في حين مازالت الأشغال الجارية بالنسبة لبئرين آخرين أما بالنسبة للمياه الشروب فإنها تتزود ببئر واحد سعته 28 لتر في الثانية ضمن خزان سعته الإجمالية : 150م3 . نقص التأطير و الإكتظاظ يميز قطاع التعليم تميزت المجهودات العمومية الرامية إلى عملية تعميم التمدرس بالنسبة لأبناء سكان البلدية بتوفير 18 مؤسسة ابتدائية منها 14 مؤسسة في المناطق الريفية النائية حيث تتوفر على 72قسم و تستقبل في مجملها أكثر من 2560 تلميذ حيث يقوم حاليا على تدريسهم 85 معلم هذا ضمن المرحلة الابتدائية ، أما في المرحلة الاكمالية فإن البلدية تتوفر على إكماليتين منها 24 قسما ، حيث تستقبل في مجملها 351 تلميذ يؤطرهم أزيد من 18 أستاذا و تعاني هذه المؤسسات من نقص ملحوظ في ترميماتها بالموازاة مع التجهيز و الاكتظاظ فضلا عن داخلية بإمكانها الضمان الحسن لعملية مواصلة الدراسة بالنسبة لأبناء السكان المتواجدين بالمناطق المبعثرة و النائية و ثانوية جديدة بها أزيد من 250 تلميذ في المرحلة الاولى دشنت خلال هذا الموسم و في هذا الصدد يؤكد رئيس المجلس الشعبي البلدي عبيدات عامر على ضرورة المزيد من هذه المنشآت القاعدية التي بدون شك ستعزز المنظومة التربوية و تزيد من مردودية هذا القطاع الاستراتيجي ضمن الحياة اليومية . مشاريع سكنية قليلة أمام طلبات كثيرة حظيت بلدية حاسي فدول برامج السنوات الماضية بحصة سكنية تعد قليلة جدا إذا ما قورنت بالمتطلبات الحقيقية لسكانها في شقها الاجتماعي أو التطوري أو الريفي حيث تميزت في المجال الاجتماعي بوجود 30 وحدة سكنية تم توزيعها على مستحقيها إلى جانب 70 وحدة سكنية أخرى منها 40 وحدة في طور الانجاز نسبة الأشغال تفوق 20 % في حين ستنطلق الأشغال ب 30 وحدة سكنية الباقية خلال الأيام القادمة و تعد هذه الحظيرة غير كافية إذا ما توفرت بعدد الطلبات التي فاقت 250 طلب أما في الشق التطوري فإن 30 وحدة سكنية الممنوحة أصبحت غير كافية أمام العدد الهائل لطالبي هذا النوع من السكن خاصة إذا علمنا بأن 20 وحدة فيها مازالت لم تنطلق الأشغال بها رغم أن المستفيدين منها قد سددوا ما عليهم من مستحقات مالية للوكالة العقارية بعين وسارة حيث يسأل هؤلاء المستفيدين عن هذا التأخير غير المبرر و أسبابه الحقيقية . و من جهة أخرى فإن عالم الريف كانت له حصة الأسد من البرنامج العام حيث تم رصد 175 وحدة سكنية وزعت على مستحقيها من فلاحين و عمال الأرض قصد ضمان تثبيتهم في الأرياف و المناطق الزراعية خاصة و أن 95 % من سكانها يتعاطون الأنشطة الفلاحية كموارد أساسية لمعيشتهم اليومية من زراعة مختلفة و تربية المواشي من أنعام و دواجن . و حسب مصادر مسؤولة فان الإقبال على هذا النوع من السكنات أصبح أكثر من ضرورة خاصة أمام فتح فرص الاستثمار الفلاحي و الظروف الأمنية المواتية التي ساعدت على توفير مناخ منسجم مع فرص إقامة الأنشطة الزراعية و توفير مناصب شغل جديدة مما خفض من حدة البطالة وهذا ما جعل عدد الطلبات يصل إلى 850 طلب و أمام هذه المعطيات الحقيقية فإن حظيرة السكن بهذه البلدية أصبحت غير كافية و أن هذا العجز المسجل يستلزم على المسؤولين المحليين التفكير الجدي في إيجاد أنجع الحلول السريعة خاصة و أن الأمر يتعلق بإمكانيات ميلاد قطب اقتصادي جديد له أفاق مستقبلية على المنظومة الاقتصادية الوطنية و مرحلة ما بعد البترول . منشآت صحية غائبة و أخرى مغلقة معاناة كثيرة يعيشها سكان هذه البلدية سواء كانوا في المناطق الريفية أو الحضرية في مجال تقديم الخدمات الصحية التي أصبحت النقطة السوداء ضمن خانة همومهم اليومية ، فمنذ نشأتها كبلدية في سنة 1984 لم تستفيد من منشآت قاعدية صحية سواء كانت خفيفة كعيادة متعددة الخدمات أو مركز صحي . هذا الأخير الذي ظل مشروعا حسب قرارات وصاية القطاع لعدة أسباب موضوعية منها مفتعلة كغياب مؤسسة الانجاز و عدم الوفاء بالالتزامات من قبل إحدى المؤسسات الخاصة آنذاك التي أسند إليها المشروع بالموازاة مع حجة الإعتمادات غير الكافية ، لكن بفضل المطالبة بالإسراع في إعادة انتعاشه من قبل المسؤولين المحليين فقد أعيد تقييم عملية المشروع و انطلقت الأشغال به وصلت حاليا إلى 90 %خاصة و أن التجهيزات الضرورية ، تعتزم البلدية على اقتنائها على عاتق ميزانية البلدية كما هو الحال بالنسبة لقاعة العلاج الوحيدة التي مازالت تقدم خدماتها للمواطنين في ظل غياب الإطار الطبي و الشبه الطبي ، في حين مازالت قاعتين للعلاج في كل من منطقة أجريدة 15 كلم و أخرى في طير القلاب 19 كلم عن مقر البلدية الأم ، مغلقتين إلى أجل غير مسمى هذه الوضعية المزرية جعلت معاناة سكان المناطق الريفية الذين يمثلون أغلبية سكان البلدية تزداد من يوم لآخر متنقلين في ظروف جد صعبة إلى المدن المجاورة و حتى لأبسط الاستعجالات الخفيفة و نفس الحالة تنطبق على غياب القابلة و سيارة الإسعاف حيث أضحى توفرهما أكثر من ضرورة أمام المتطلبات المتزايدة و المعاناة المعاشة . المواطن انشغاله الوحيد بالنسبة لهذا القطاع يكمن في الإسراع في فتح المنشآت القاعدية الحقيقية و تزويدها بالوسائل المادية و البشرية. و إتمام مشروع المركز الصحي أو تجهيزه لفك غبنهم و تحقيق حلمهم الذي راودهم منذ عدة سنوات . شباب بلدية حاسي الفدول يعيش العزلة و الحرمان فضلا عن حرمانه من مركز التكوين المهني و يعيش و ضعا صعبا زاد من معاناته النفسية فزيادة على الحرمان من مركز التكوين المهني و التشغيل فإن وسائل الترفيه و التثقيف و حتى الرياضة أصبحت هاجسا يوميا يهدد كيانه خاصة عندما يصطدم بالواقع المر فالغياب الكلي للمنشآت القاعدية و تحويل المركز الثقافي الوحيد إلى مفرزة للحرس البلدي جعل تذمره يزداد من يوم إلى آخر تائها و متسائلا عن مصيره المجهول .موقع البلدية الاستراتيجي الهام ضمن السهوب الغريبة لولاية الجلفة جعل منها نقطة التقاء مواتية لكل مار للغرب و الشرق حيث يشقها الطريق الوطني رقم 40 على امتداد 40 كلم الرابط بين شرق البلاد و غربها فضلا عن الطريق الولائي رقم 77 على امتداد 26 كلم منها 16 كلم في حالة سيئة للغاية و التي تربط كل من جنوب البلدية بشمالها وصولا إلى ولاية تيسمسيلت علاوة على بعض المسالك الفلاحية التي تربط عدة تجمعات سكنية ريفية بالبلدية الأم كاجريدة –و فيض التراب. و في هذا السياق يؤكد المسؤول الأول عن البلدية بأن هذه الوضعية المزرية تعد من أولويات الأولويات ضمن الانشغالات العمومية للمسؤولين المحليين حيث أجريت عدة دراسات تقنية و بعض الاقتراحات ضمن مشاريع المخططات التنموية المستقبلية سواء منها القطاعية أو تنمية البلديات و هذا قصد تدعيم و تعزيز شبكة الطرق المختلفة باعتبارها الشريان الحيوي للتنمية المحلية . و أهم انجاز يمكن أن يفتخر به المسؤولون المحليو ن على مر السنين هو نجاحهم في تغطية 60 % من عملية تعميم الإنارة الريفية بأغلب التجمعات الريفية السكنية منها و الفلاحية من بينها حميمات – زريقات ، طرق الشيح و طير القلاب . على أن تعمم خلال البرامج القادمة عبر كامل البلدية . و في هذا السياق يؤكد المسؤول الأول عن البلدية عامر حميدات ، بأن المشكل المطروح حاليا هو ضعف و الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي كونه ضرورة تستمد من محطة ثنية الأحد بتيسمسيلت . و لوضع حد لهذه المعاناة يقترح إمكانية ربطها بالشبكة الرئيسية المزودة من حاسي الرمل بالأغواط المارة بكل من بلديات القرنين –الخميس- و قصر الشلالة بتيارت . اشتهرت بلدية حاسي فدول بسوقها الأسبوعي الذي يقام كل عشية يوم الأحد و صبيحة الاثنين من كل أسبوع حيث يعد تظاهرة تجارية شاملة لجميع الأنشطة التجارية بالموازاة مع بيع و عرض السيارات و يعد هذا السوق المصدر الأساسي لموارد البلدية حيث يضمن مداخيل مستقرة تقارب المليارين من السنتيمات ، و يجمع الملاحظون حاليا بأنه الثاني من نوعه بعد تجنانت من حيث الإقبال و تسويق السلع و بيع السيارات .و يتضح من خلال استطلاعنا هذا أن هذه البلدية الفتية تعد قطبا اقتصاديا مفتوحا على الاستثمار مما يضمن فرص كثيرة للتشغيل و الحد من ظاهرة البطالة و ضمان موارد إضافية من شأنها ترقية و تطوير التنمية الاقتصادية و الاجتماعية .