دقت ما يفوق 200 عائلة قاطنة بسكنات فوضوية بمحاذاة '' وادي المرجة'' ببلدية الشراقة الواقعة غرب ولاية الجزائر العاصمة، ناقوس الخطر من احتمال '' فيضان الوادي'' المحاذي لسكناتهم المشيدة بطريقة عشوائية منذ سنوات عديدة . حيث كان هذا المكان ''الوادي'' الملاذ الوحيد لعشرات العائلات التي رمت بها ظروف الحياة القاسية خارج منازلها،إذ وجدت نفسها فجأة في الشارع رفقة أطفال أبرياء لا ذنب لهم، أراد القدر أن يكونوا ضحايا الظروف الاجتماعية الصعبة حسب تصريحات جلهم ل ''الحوار''. هؤلاء الذين أكدوا أن ما يفوق 200 عائلة قامت ببناء بيوت قصديرية بشكل عشوائي، معظمها يقع على حافة الوادي مما يجعل سكانها معرضين للخطر في وقت، بالإضافة إلى غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، كقنوات المياه الصالحة للشرب ما يضطرهم إلى قطع مسافات بعيدة لجلب المياه، ناهيك عن مشكل الغازوالكهرباء، حيث يقومون بشراء قارورات '' غاز البوتان'' التي يبعد محل بيعها كيلومترات عن الحي، و التي سرعان ما تنفذ بسبب كثرة استعمالها من قبل السكان خصوصا في فصل الشتاء ، اذ تستعمل للتدفئة خاصة و أن البيوت القصديرية لا تقي السكان من البرد، أما بالنسبة للكهرباء التي لا تقل ضرورتها عن الغاز فقد قام السكان بمد أسلاك كهربائية من أعمدة الإنارة العمومية، و لأن أغلب البيوت تقع بعيدا عن الطريق العام فإن السكان يمدون أسلاكا من جيرانهم و هو ما يزيد من حجم خطورة الأمر فأي شرارة كهربائية قد تحدث في أحد البيوت يمكن أن تمتد إلى البيوت المجاورة و هكذا يمكن أن يتحول الوضع إلى كارثة حقيقية، إلى جانب الجرذان و الثعابين التي تعيش قريبا من الوادي ، حيث ساهمت مياهه المتعفنة في انتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى الحشرات التي حولت حياة السكان إلى جحيم. وكنتيجة للوضعية المزرية التي يعيشونها ولتخوفاتهم من احتمال '' فيضان الوادي''، تجدد هذه العائلات مطالبها إلى السلطات التدخل العاجل والتكفل بحالتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة بها متوفرة على مختلف الخدمات والضروريات اللازمة لعيش كريم و لائق.