تحتل الجزائر المرتبة الأخيرة عالميا في مجال تبرع الأحياء بالكلى، وذلك بنسبة 0.3 بالمليون، فيما تتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية بلدان العالم في هذا المجال ب 23 بالمليون، حقيقة صرح بها البروفسور أحمد شبلوت الأمريكي الجنسية والذي تخصص في زراعة الأعضاء، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمستشفى نذير محمد الجامعي بتيزي وزو، كما أضاف نفس المتحدث أن الإسبانيين يتصدرون لائحة المتبرعين الأموات عالميا بنسبة 35 بالمليون متبوعين بالفرنسيين ب 22 بالمليون. وكشف نفس المتحدث، الذي يعمل حاليا بمستشفى فيصل السعودي، أن السعوديين لا يتبرعون بأعضائهم، بحجة أن الشريعة الإسلامية تحرمه، لكنهم يتقبلون استفادتهم من الكلى، ومن بين ال 5 بالمليون من المتبرعين فإن 95٪ منهم غير سعوديين، بل من البلدان الأجنبية الذين يقطنون هناك، لكن ذلك لم يمنع حقيقة تقدم الطب، خاصة في مجال زراعة الأعضاء بالعربية السعودية، التي تعتبر البلد العربي الوحيد الذي تنجز به زراعة الكبد، حيث زرعت 82 كبدا، منها 7 من متبرعين أحياء. ودعا البروفسور لضرورة تشجيع تبرع الأموات بأعضائهم بالجزائر لاستيعاب هذا التأخر الذي يشهده الطب ونسبة العمليات الجراحية، واقترح إجراء إحصائيات حول عدد المرضى الذين يعانون من نقص أو عجز كلوي عبر الوطن، وإحصاء عدد المواطنين المستعدين للتبرع بأعضائهم من جهة وضحايا "الموت الدماغي" خاصة في حوادث المرور من جهة أخرى، ليتمكن بذلك المسؤولون بالجزائر من الوصول لتقييم الوضعية الحقيقية لواقع الزراعة والمتبرعين بالجزائر. ومن أجل تحقيق ذلك، قرر مسؤولو مستشفى نذير محمد ومفتي الولاية إنجاز حملة تحسيسية لإقناع المواطنين بأن الشريعة لا تحرم التبرع بالأعضاء، وأنها صدقة جارية، وستساهم في إنقاذ المرضى وإدماجهم في الحياة مجددا، وقد قام البروفيسور الذي استضافه مستشفى نذير محمد بإنجاز 7 عمليات لزراعة الكلى بنفس المستشفى، وكانت فرصة لأطباء وجراحي تيزي وزو للاستفادة من خبرته العميقة في المجال، وقد أشرف أمس على عملية نقل كلية دامت 4 ساعات ونقلت على المباشر لقاعة المحاضرات بمستشفى نذير محمد، كما لم يبخل البروفسور السوري الأصل بنصائحه لجراحي الولاية، وأكد على ضرورة الحصول على الأعضاء من المصابين بالموت الدماغي، لأنها الطريقة الوحيدة للحصول على الأعضاء التي يحتاج إليها المرضى، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين مختلف المستشفيات ومراكز زراعة الأعضاء بالجزائر من أجل الوصول إلى عمل متناسق واستفادة المرضى المحتاجين من الأعضاء.