تشهد العلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة خلال السنوات الأخيرة تقدما على كافة المستويات سيما من حيث ارتفاع الحجم الاجمالي للمبادلات حسب الأرقام الأخيرة التي قدمتها كتابة الدولة الأمريكية للتجارة· وأوضح نفس المصدر أن حجم المبادلات بلغ خلال الاحد عشر شهرا الأولى من سنة 2007 رقما قياسيا يقدر ب 469،19 مليار دولار مسجلا ارتفاعا يعادل 23 بالمئة مقارنة بسنة 2006· وأشارت الأرقام الأخيرة للميزان التجاري بين البلدين إلى أن مبلغ الصادرات الجزائرية نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية قدر ما بين شهري جانفي و نوفمبر 2007 ب816،17 مليار دولار مسجلا ارتفاعا يعادل 27،15 بالمئة مقارنة بسنة 2006 لواردات تقدر ب653،1 مليار دولار مسجلا ارتفاعا يقدر ب97،49 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2006· ولا يزال الميزان التجاري يسجل فائضا بنسبة تغطية للواردات تفوق نسبة 900 بالمئة كما أن الرصيد الإيجابي الذي هو في صالح الجزائر بلغ حوالي3 16،16 مليار دولار· ويجعل تطور المبادلات التجارية بين البلدين الولاياتالمتحدةالأمريكية تحتل و للسنة الثالثة على التوالي المرتبة الأولى ضمن قائمة زبائن الجزائر بحصة سوق تفوق 25 بالمئة من صادراتها تليها إيطاليا ثم اسبانيا و فرنسا و أخيرا كندا حسب ما أوضحه محللو كتابة الدولة الأمريكية للتجارة· وتحتل الولاياتالمتحدة بصفتها ممولة للجزائر المرتبة الرابعة بعد فرنسا والصين و إيطاليا· وأكد مصدر دبلوماسي جزائري بواشنطن أن "هذا الرقم القياسي الجديد للمبادلات التجارية الثنائية وهو رقم يعود سيما إلى ارتفاع أسعار برميل النفط يجعل الجزائر تحتل وللمرة الثالثة على التوالي المرتبة الثالثة ضمن قائمة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة على مستوى المغرب العربي و تبقى أحد أهم شركائها في العالم العربي" مشيرا إلى أن "المبادلات بين بلدينا تبقى تسيطر عليها المحروقات التي تحتل 1،99 بالمائة من الحجم الاجمالي"· وخلال الاحد عشر أشهرا الأولى من السنة الفارطة سوقت الجزائر على مستوى السوق الأمريكية سيما المحروقات· و يتعلق الأمر بمنتوجات خام (505،14 مليار دولار) ومنتوجات مكررة (963ر1 مليار دولار) والغاز (299ر1 مليار دولار) ومشتقات بقيمة 15 مليون دولار مسجلة ارتفاعا اجماليا يفوق نسبة 12 بالمئة في كل فرع مقارنة بسنة 2006· وفيما يخص الواردات اقتنت الجزائر من السوق الأمريكية الحبوب والمنتوجات الفلاحية منها 611 207 مليون من الذرة و القمح (994 188 مليون دولار) وقطع الغيار للآلات الصناعية (202 مليون دولار) والزيوت الصناعية (149 مليون دولار) والمنتوجات المعدنية المصنعة (554 93 مليون) والتجهيزات الكهربائية (79045 مليون)· وقد ساهم الطابع الإستراتيجي للعلاقات بين الجزائر و الولاياتالمتحدة بشكل كبير في تعزيز علاقات التعاون و الشراكة· كما أنه سمح بإبراز مؤهلات البلاد سيما في مجال المساهمة في ضمان الأمن الطاقوي للولايات المتحدة· وتبقى الجزائر في هذا المجال الممّون الرئيسي للولايات المتحدة فيما يخص البترول و الغاز بحوالي 000 721 برميل في اليوم من البترول و 5 بالمائة من الغاز الطبيعي المميع· وفي مجال الإستثمارات في قطاع المحروقات تبقى الجزائر البلد الثاني المستفيد من الإستثمارات الأمريكية في العالم العربي بعد العربية السعودية· وعلى مستوى التعاون الغازي يعمل البلدان على تطوير العديد من مشاريع الشراكة سيما في مجال التوزيع في حين تهتم الجزائر في مجال صناعتها الغازية برفع حصصها على مستوى السوق الغازية الأمريكية إلى حدود 20 بالمئة في أفق 2015 مما يجعلها من أهم مموني الولاياتالمتحدة في هذا المجال· وتهدف الشركات الأمريكية على غرار أيسكون موبيل إلى إنجاز مشروع مصنع التكرير الكبير لتيارت· وفي مجال الطاقة الكهربائية ظفرت الشركة الأمريكية جينيرال إلكتريك في ماي 2007 بمشروعين من بين خمسة مشاريع تتعلق بإنجاز محطات كهربائية في الجزائر (مشروعي العاصمة و عنابة)· كما ساهمت هذه الشركة التي تعد إحدى اهم الشركات في الولاياتالمتحدة، وفي العالم أيضا في إنجاز وحدة تحلية مياه البحر للحامة التي شرعت في العمل مؤخرا· وأشار ذات المصدر إلى أن "سلطات البلدين لا تخفي إرادتها في السعي من أجل إنشاء الآليات الكفيلة بتنويع علاقاتها من خلال توسيعها إلى مجالات أخرى خارج المحروقات" مؤكدا أن السوق الجزائرية "تتوفر على العديد من القطاعات الإستثمارية التي تهم المتعاملين الإقتصاديين الامريكيين"· ويسجل البلدان اللذان لهما تطابق كبير في المصالح حسب العديد من المحللين بواشنطن منذ 2001 و خاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الولاياتالمتحدة في جويلية من نفس السنة "بعثا جديدا" و "تطورا إيجابيا لعلاقاتهما"· (واج)