أعرب المبعوث الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا الدكتور الياس زرهوني في رد عن سؤال يتعلق بزراعة الأعضاء البشرية طرحته عليه ''الحوار'' أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مستعدة للتعاون مع الجزائر في هذا المجال، لاسيما ما تعلق بالكبد والكلى والقرنية بالإضافة إلى مجالات الأمراض الخاصة بالسرطان، لكنه أكد بالمقابل أن هناك عملا كبيرا يجب أن يتخذ في مجال الحث على التبرع بالأعضاء التي ما تزال تعتبر إشكالا حتى في الدول المتقدمة ومنها أمريكا نفسها التي أكد وجود مشاكل ما تزال تعترض منح والتبرع بالأعضاء للآخرين، مشيرا أنه قد تباحث مع كبار المسؤولين الجزائريين فيما يخص هذه المسألة، وعلى رأسهم الوزير سعيد بركات، كما رد على سؤال ثاني ل'' الحوار'' أكد فيه استعداد التعاون بين المخابر الأمريكية الطبية ونظيراتها الجزائرية في مجال الطب النووي. وكان المبعوث الأمريكي والجزائري الأصل البروفيسور الياس زرهوني قد نشط محاضرة علمية بجامعة منتوري للطب أمس الإثنين بالعاصمة الجزائر، عقد عقبها ندوة صحفية حضرها السفير الأمريكي بالجزائر السيد ديفيد بيرس وعدد من أفراد السلك الدبلوماسي الأمريكي المعتمد بالجزائر أجاب من خلالها على العديد من الأسئلة التي لم تتمحور فقط على جانب التعاون في مجال الصحة لكنها تعدت إلى المجالات السياسية. وفي هذا الصدد وبالرغم من تأكيده للصحافيين على أن زيارته تكتسي الطابع العلمي والطبي إلا أن المتحدث شدد على أن واشنطن ليس لها أي نية من أجل معاقبة الدول التي يتم التشديد على مسافريها على المطارات الأمريكية، مبررا ذلك باحتياطات أمنية باتت تستلزم ذلك مع تنامي المحاولات الإرهابية، وقال إنه قد نقل ذلك للمسؤولين الجزائريين الكبار الذين التقى بهم ومن بينهم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم أثناء قمة الدوحة الأخيرة التي تناولت العلاقات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية. إلى ذلك وعودة إلى جو النقاش العلمي الذي دار بين ضيف الجزائر والصحفيين، أكد المتحدث في رده على سؤال ''الحوار'' المتعلق باستخدامات الطاقة النووية الموجهة للأغراض السلمية ومن ضمنها المجال الطبي أن واشنطن لا ترى أي مانع في مساعدة الدول السائرة في طريق النمو، مشيرا أن هذه هي الرغبة التي أبداها الرئيس أوباما في أكثر من مرة، وموضحا النجاحات التي وصلت إليها البحوث الطبية في هذا المجال باستخدام الطاقة النووية لاسيما في الأمراض المستعصية كالسرطان وغيره من الأمراض. من جانب آخر كشف الرجل عن وجود 13000 عالم جزائري في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى أعداد أخرى تتواجد بكندا، قال إننا نريد ربط الصلة بينهم وبين بلدهم الأم من أجل الدفع بالتعاون وبناء الجسور. وأكد المتحدث ضمن هذا السياق أنه وفي السابق كان الحديث على ما يسمى بهجرة الأدمغة، لكن الظرف الحالي فرض نمطا جديدا أصبح يسمى بتحرك الأدمغة من مكان إلى آخر وهكذا، وأعلن الرجل في هذا الصدد أنه مستعد لإجراء محاضرات في الجزائر إذا ما عرضت عليه الفكرة. يشار إلى أن زيارة البروفيسور زرهوني إلى الجزائر تدخل ضمن زيارة تقود الخبير الأمريكي والجزائري الأصل ومستشار الرئيس أوباما إلى منطقة الخليج والمغرب العربي، وهي تدخل في إطار تفعيل بناء علاقات جديدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم العربي والإسلامي كما وعد به الرئيس الأمريكي في خطابه في القاهرة يوم 4 جوان من العام الماضي .2009 وتجدر الإشارة أن البروفيسور زرهوني قد شدد من دولة الكويت التي نزل فيها ضيفا قبل أيام على ضرورة تطوير قطاعي العلوم والتكنولوجيا إذا ما رغبت دول المنطقة في المنافسة على الساحة الاقتصادية العالمية.