بلغت نسبة النجاح الوطنية لشهادة البكالوريا هذه السنة 19،53 بالمائة حيث تمكن 68،36 بالمائة من الناجحين من افتكاك درجات تقديرية من بينها -و لأول مرة-درجة الامتياز حسب ما أعلن عنه أمس الأربعاء بالجزائر وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد. وخلال اشرافه على ندوة وطنية جمعته بمدراء التربية ثمن الوزير النتائج "غير المسبوقة كما ونوعية" التي توجت امتحان شهادة البكالوريا لهذه السنة الذي عرف تحقيق نسبة نجاح وطنية قدرت ب"19،53 بالمائة". وتجدر الاشارة هنا الى أن هذه النسبة الاجمالية تمثل مجموع الناجحين في النظام القديم الذي يضم المعيدين والنظام الجديد اضافة الى فئة الأحرار والمؤسسات الخاصة. وقد بلغت نسبة النجاح في النظام الجديد" 04،55 بالمائة" وهي نسبة لم يشهدها القطاع منذ الاستقلال خاصة بعد التخلي عن العمل بمبدأ الانقاذ فيما بلغت نسبة النجاح بالنسبة للنظام القديم "22،50 بالمائة". كما حققت الأقسام الخاصة نسبة نجاح تقدر ب" 04،38 بالمائة" مقابل "84،22 بالمائة" بالنسبة للمترشحين الأحرار. وشكلت الاناث الفئة الحائزة على حصة الاسد من هذه النجاحات حيث حصدت نسبة "35،67 بالمائة من المجموع". وقد تميز امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2008 بتمكن ثلاث ناجحين من جيجل وقالمة من افتكاك -و لأول مرة- درجة الامتياز فيما "بلغ عدد المتحصلين على الدرجات التقديرية اجمالا 53.174 ناجحا" وهو ما يمثل "ضعف النسبة المسجلة في الفترة ما بين 2001-2007 " يوضح الوزير. وبخصوص الترتيب الوطني أوضح بن بوزيد بأن ولاية تيزي وزو قد احتلت الصدارة متبوعة بمعسكر وقالمة، مشيدا في الوقت ذاته بالمجهودات التي ما فتئت تبذلها ولاية غليزان حيث حققت ثانوية سيدي محمد بن علي نسبة نجاح قدرت ب100 بالمائة اضافة الى ولاية قسنطينة التي بقيت تحافظ على معدل وتيرة النجاح. أما بالنسبة للعاصمة فقد تمكنت ثانويتا ابن هجرس بالمحمدية وزينب أم المساكين من تحقيق نسبة نجاح قدرت ب100 بالمائة. وفي ذات الاطار أفاد الوزير بأن "241 ثانوية تمكنت من تحقيق نسبة نجاح فاقت ال70 بالمائة وذلك من مجموع 1639 ثانوية يعدها التراب الوطني" فيما "بلغت أدنى نسبة نجاح محققة على المستوى الوطني 45،5 بالمائة". ونظير هذه الانجازات الهامة "سيتم تكريم الثانويات الحائزة على المراتب العشر الأولى بصفة خاصة" يقول الوزير الذي كشف عن قراره القاضي بخلق توأمة بين الثانويات المتفوقة و تلك التي عجزت عن تحقيق نتائج مشرفة لمساعدة هذه الأخيرة على الوقوف على الطرق المثلى والكفيلة بتحسين نتائجها وعلى رأسها العمل باستراتيجية مشروع المؤسسة التي "تبين أنها أهم الركائز التي استندت اليها المؤسسات المتفوقة". وتدفع هذه النتائج المحققة -حسب السيد بن بوزيد- الى "التنبؤ بمستقبل زاهر" حيث "من المنتظر أن تحقق بكالوريا 2015 وهي أول بكالوريا حقيقية للاصلاح نسبة 70 بالمائة من الناجحين" وهو ما يعد أحد أهم الأهداف المسطرة في سياسة الاصلاح. للإشارة سيستقبل الناجحون ال125 الأوائل من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم 21 من الشهر الجاري حيث سيستفيدون من رحلة الى تركيا اضافة الى أجهزة محمولة للاعلام الآلي. أما بالنسبة للناجحين المتفوقين المتبقين فسيستفيدون بدورهم من رحلات سياحية داخل الوطن علاوة على تزويدهم بأجهزة محمولة للاعلام الآلي. ومن المقرر أن يتم تكريم ناجحي المنطقة الغربية بولايتي تلمسان ووهران والمنطقة الشرقية بولايتي قسنطينة وباتنة ومتفوقي الجنوب بتمنراست وورقلة فيما سيتم تكريم ناجحي الشمال على مستوى العاصمة وتيزي وزو. وبالمناسبة ذكر الوزير بأن تاريخ الدخول المدرسي المقبل حدد بتاريخ 13 سبتمبر المقبل مفندا ما راج من أخبار بخصوص تأخيره بسبب تزامنه مع شهر رمضان الكريم. كما أعلن من جهة أخرى عن تنظيم مسابقة وطنية يوم 29 من الشهر الجاري لتوظيف 26 ألف أستاذ علما أنه "تم منذ 1999 الى غاية اليوم توظيف 80 ألف متخرج جامعي في قطاع التربية والتعليم" وبدوره قدم مدير الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات علي صالحي بعض المعطيات الخاصة ببكالوريا دورة جوان 2008 حيث أشار الى أن نسبة الغيابات قد بلغت 28،5 بالمائة أغلبها تخص المترشحين الأحرار فيما بلغ عدد حالات الغش 153 حالة بالنسبة للنظاميين و 285 حالة في صفوف الأحرار. أما فيما يتعلق بالتحضير لهذا الامتحان المصيري فقد أشار صالحي الى أنه قد تم طبع 150 مليون وثيقة خاصة بهذا الامتحان اضافة الى تحضير 320 موضوع كان "مطابقا بكل المقاييس لمعايير الدقة والوضوح وموافقا للمناهج المدرسية". أما بخصوص الهياكل فقد تم تخصيص 2162 مركز اجراء و 42 مركز تصحيح فضلا عن استحداث سبعة مراكز تجميع عبر التراب الوطني. ولتغطية التكاليف الاجمالية لهذا الامتحان المصيري تم افراد غلاف مالي قدر ب"2 مليار دينار علاوة على 400 ألف دينار اضافية" يتابع صالحي. أما فيما يتعلق بالتأطير فقد أشرف عليه 7149 ملاحظ فيما بلغ عدد المصححين 25 ألف أستاذ قاموا بتصحيح 12 مليون ورقة امتحان. وعلى صعيد ذي صلة يتعلق بالاشكال الذي عرفه امتحان اللغة الانجليزية أكد السيد صالحي أن "الخطأ يتحمله الممتحنون بالنظر الى كون ترقيم أوراق الأسئلة كان صحيحا" مشيرا الى أن "عدد الذين أخطأوا لم يتعد 11 بالمائة من اجمال المترشحين". أما مدير التوجيه والتقييم بالوزارة شايب ذراع فقد تطرق الى أهم العوامل التي مكنت من تحقيق هذه النتائج أهمها اعادة النظر في المناهج التعليمية من خلال جعل المتمدرس محور العملية التعليمية وكذا اعادة النظر في الكتاب المدرسي بصفته أهم أداة للتعليم اضافة الى مراجعة نمط التسيير التربوي للمؤسسات التعليمية من خلال اعتماد استراتيجية مشروع المؤسسة الذي يشرك كل المعنيين بالعملية التعليمية. كما يبرز إلغاء العمل بمبدأ الإنقاذ كأهم عامل يقف وراء تحقيق هذه النتائج فضلا عن محاربة الفشل المدرسي بشتى الطرق وترسيخ وتعميم دروس الدعم التربوية يضيف ذراع. كما ذكر ذات المسؤول بالمناسبة بنتائج السنة الرابعة متوسط التي بلغت نسبتها هذه السنة 93،47 بالمائة فيما بلغت نسبة الانتقال الى السنة الأولى ثانوي 44،64 بالمائة، مشيرا الى تحصل 14 ولاية على نسبة نجاح تفوق 50 بالمائة.