تحديات كبيرة تواجه بلدية محمد بلوزداد باعتبارها من أهم بلديات العاصمة بحكم موقعها و تاريخها و مشاكلها التي يصعب حلها خاصة ما يتعلق بالسكنات الهشة و استحالة إنجاز مشاريع سكنية على ترابها، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه في عجلة التنمية على مستوى ولاية الجزائر باعتبارها نقطة الوصل بين وسط العاصمة و شرقها، و كان لنا لقاء مع رئيس البلدية السيد أمحمد عقون سلط خلاله الضوء على بعض المشاريع التي سيتم إنجازها قريبا مجيبا على انشغالات العديد من المواطنين فيما يتعلق بالسكن و نظافة الشوارع و حركة التجارة. ماهي المشاريع المسطرة من طرف البلدية منذ مجيئكم على رأسها؟ لما نصبنا على رأس المجلس وجدنا برامج كانت قد وضعت في السابق و بالتالي نعمل على تجسيدها في أرض الواقع و هي كالتالي: فيما يتعلق بالجانب الرياضي هناك مشروع إعادة تهيئة إحدى منصات ملعب 20 أوت و بناء سقف واقي أثناء سقوط الأمطار، البرنامج الثاني يخص القاعة متعددة الرياضات آيت سعادة، كما أن هناك ملعب كرة السلة المجاور لملعب 20 أوت حيث ستتم تغطيته لكي تتمكن الفرق الرياضية من استعماله أثناء المقابلات حيث أنها الآن تستعمله للتدريبات فقط. هناك مشروع آخر يخص المركز التجاري امحمد بوقرة ( مارشي 12) و سوف تنطلق الأشغال به في أقرب الآجال، حيث تم استرجاع مستودعات بشارع روشاي بوعلام مقر الجمعية الخيرية الإسلامية سابقا و تمت تهيئتها على شكل محلات تجارية بالإضافة إلى تجهيزهم بشبكة المياه و الكهرباء و هي الآن جاهزة لاستقبال تجار السوق بصفة مؤقتة إلى غاية إتمام بناء المركز التجاري . ولكن التجار رفضوا في السابق مغادرة محلاتهم..؟ بالفعل لقينا تخوّفا كبيرا من طرفهم و هذا أمر طبيعي، لأنّ أي تاجر يقابل ترحيله لفترة 24 شهرا بالرفض و كما تعلمون أننا في الجزائر نعاني في معظم المشاريع من مشكلة المؤقت الذي يدوم، و شيء طبيعي أن يطالب التاجر بضمانات من أجل تمكنه من مزاولة نشاطه بصفة عادية، خاصة و أن مارشي 12 أصبح عريقا و يقصده المواطنون من كل مكان فمن الصعب أن ينتقل هؤلاء التجار إلى مكان آخر لم يجربوه من قبل. و سوف نبدأ عملية الترحيل مباشرة مع انطلاق المشروع. ماذا فعلت البلدية للقضاء على الأسواق الفوضوية، خاصة و أن هذا المشكل لا يزال يراوح مكانه منذ سنوات عدة؟ ظاهرة الأسواق الفوضوية ظاهرة اجتماعية يجب معالجتها من كل الجوانب و هي ليست مسؤولية الإدارة فقط بل مسؤولية الجميع بما فيها المواطن البسيط، كما أن حلها يقتضي تدخل جميع الأطراف، و قد وجدنا بعضا من المواطنين يقومون بتأجير المكان أمام مقر سكناهم لبعض التجار الفوضويين. من جهة أخرى يجب النظر إلى الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الباعة بعمق بحيث لا نريد أن ندفعهم إلى الانحراف بمنعهم من مزاولة نشاطاتهم حتى ولو كانت بطريقة فوضوية دون توفير أدنى بديل لهم. كما أن المواطن أيضا مسؤول عن الفوضى بتفضيله شراء سلع بأسعار منخفضة على الأرصفة عوض الدخول إلى المحلات. متى سيتم ذلك..و ماذا عن قاعات السينما؟ في أقرب الآجال و الإجراءات جارية. أما فيما يخص قاعات السينما فسيتم تهديم بعض القاعات التابعة للبلدية و على سبيل المثال قاعة سطيلة بالحامة أين تم تعيين المقاول و الإمضاء على العقد، و ستبدأ الأشغال في الأيام القليلة القادمة ليبنى في مكانها مركز ثقافي. و كما تعلمون أن من بين الأسباب التي أخرت انطلاق هذه المشاريع هي الانسداد الذي يعرفه المجلس الشعبي البلدي منذ شهر ماي الماضي، و نحن الآن نعمل بالإمكانيات القليلة المتوفرة بالتنسيق مع الإدارة من أجل تحسين الخدمات للمواطنين، و نأمل أن يعرف هذا الانسداد الحل في القريب العاجل لأن المواطن انتخبنا من أجل خدمته بالدرجة الأولى. بالنسبة للغلاف المالي المخصّص لهذه المشاريع بكم يقدر؟
قدر الغلاف المالي لهذه المشاريع بحوالي 800 مليون دينار، لكن كما تعلمون قد يزيد المبلغ في حالة أي تأخر نظرا لارتفاع أسعار مواد البناء. هل يمكن إفادتنا بحصيلة النشاطات التي قامت بها البلدية في شهر رمضان الكريم؟ خلال الشهر الكريم و بالرغم من أننا كنا متخوفين من تزامنه مع الدخول المدرسي قامت البلدية ب 13 عملية أولها إقامة دورة 20 أوت في كرة القدم ترحما على روح أكبر مناصري شباب بلكور المدعو "ياماها"، بالإضافة إلى دورة ما بين البلديات في كرة القدم لصالح الأطفال الصغار ما بين 10 سنوات و 12 سنة، و دورة في رياضة الدراجات داخل الملعب و هذا بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية للدراجات، بحكم أن ملعب بلوزداد هو الوحيد الذي بقي يتوفر على piste. كما تم تنظيم دورة في الكرة الحديدية ما بين 15 و 27 من رمضان حضرها مشاركون من العديد من البلديات. كما قمنا بفتح مطعم الرحمة بقاعة حفلات البلدية خلال كل شهر رمضان بالإضافة إلى مطعمي الشركة الوطنية للتبغ و الكبريت و الشركة الوطنية للسكك الحديدية و مطعم تابع للقطاع الخاص، ووزعنا حوالي 800 حقيبة مدرسية على التلاميذ المعوزين، كما استفاد حوالي 1158عائلة محتاجة من قفة رمضان بما يعادل 4000 دينار لكل عائلة، و قد جاءت العملية متأخرة نظرا لمحاولة بعض الأطراف عرقلة سير العملية ولكن و الحمد لله استطعنا أن نتم العملية على أحسن وجه بالتعاون مع الإدارة. إضافة إلى هذا أشرفت البلدية على عملية اختتان 75 طفلا من أبناء بلوزداد بالتنسيق مع جمعية أنيس و التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، حيث وزعت عليهم ملابس و مستلزمات الختان. أما في المجال الثقافي فقد أقامت البلدية ثلاثة سهرات عائلية بملعب 20 أوت و خصصت حافلات البلدية لنقل العائلات إلى حي بلكور، هذا و قد كرمنا 42 من بين حفاظ القرآن و معلميهم و الأئمة عبر كل مساجد بلوزداد في ليلة السابع و العشرين من رمضان. و نسعى في هذا الإطار مع الأئمة على أن تكون هناك مسابقة للقرآن الكريم على مدار السنة من أجل تشجيع الناس على حفظ القرآن أين يتم اختيار الخمسة الأوائل ليكون التكريم معتبرا. فيما يخص الدخول المدرسي هل هناك مدارس جديدة على مستوى البلدية؟ فيما يتعلق بالدخول المدرسي لم ننشئ مدارس جديدة و ما هو موجود الآن يعتبر كافيا بحكم أن بلدية بلوزداد تسجل انخفاضا في عدد سكانها بسبب انتقال العديد منهم إلى السكن خارج البلدية حيث وصل تعداد السكان إلى 42 ألف ساكن بعد أن كان مقدرا بحوالي 58 ألف، و الجديد في هذا الإطار هو فتح 19 قسما تحضيريا عبر 15 مدرسة و قد وفرنا لهم كل الوسائل البيداغوجية. و ما لاحظناه مؤخرا هو انخفاض عدد التلاميذ في الأقسام و هذا أمر إيجابي. تحدثتم عن انتقال المواطن البلوزدادي للسكن خارج بلديته الأصلية، هل لديكم مشاريع سكنية سواء اجتماعية أو تساهمية؟ بلدية بلوزداد لا تتوفر على مشاريع لبناء السكن نظرا لانعدام الأراضي الصالحة للبناء، و لكن لديها حصص و هذا حسب برنامج الولاية. و آخر حصة للسكن الاجتماعي حصلت عليها البلدية و وزعتها على المواطنين بعد دراسة الملفات كانت في شهر أوت الماضي أين استفادت 60 عائلة من سكنات بمشروع 800 سكن بحي الموز. ومتى سيتم إسكانها؟ حسب المعلومات فإنها ستدخل سكناتها قبل عيد الأضحى إن شاء الله. وفيما يخص السكن التساهمي هل لديكم مشاريع مبرمجة؟ إمكانياتنا لا تسمح بإقامة مثل هذه المشاريع فميزانية البلدية تقدر ب 36 مليار سنتيم، منها 24 مليار مخصصة لرواتب العمال فقط. و على مستوى ولاية العاصمة و بالتالي لا يمكننا شراء أراضي خارج حدود بلدية بلوزداد على غرار بلديتي سيدي امحمد و الجزائر الوسطى اللتين لهما إمكانيات معتبرة تمكنهما من إقامة مشاريع كبرى. هناك العديد من المؤسسات المتواجدة على تراب بلوزداد، ماذا عن المبالغ المالية الإضافية التي تدخل إلى خزينة البلدية..؟ معظم المؤسسات التي تتحدثون عنها تتواجد في بلديات أخرى و بالتالي الضريبة التي يدفعونها تدخل إلى خزينة تلك البلديات و ليس خزينة بلوزداد و هذا يطرح إشكالا قانونيا، نطالب بإعادة النظر فيه لأن أي مصنع يتواجد على تراب بلديتنا يسبب لنا الكثير من الأعباء سواء كانت نفايات أو إزعاج للسكان، و في نفس الوقت لا تحصل البلدية على أي تعويض من جراء هذا. نلاحظ عملية طلي العمارات المقابلة لمحطة القطار هل سيتم استعمالها لإسكان المواطنين كما كان مبرمجا منذ سنوات؟ و هل حقيقة اكتشف أنها بنيت على أرضية مستنقع بعد إنجازها؟ نحن أيضا لاحظنا هذا و من المحتمل أن تخصص لمكاتب إدارية لا للسكن. أما عن مسألة المياه المكتشفة فمنطقة الحامة معروفة بأنها أرضية مستنقع و هذا الاحتمال ممكن كما أن هناك إشاعات تقول بأن هذه العمارات بنيت مائلة نوعا ما مما يطرح مشكل التزويد بشبكة الغاز الطبيعي. لا يزال سكان العقيبة و شارع سرفانتيس و الكاريار يسكنون في مساكن هشة مهددة بالانهيار في أي وقت، هل هناك حلول لهؤلاء المواطنين و لو على المدى البعيد؟ مشكل السكنات الهشة ببلوزداد يعتبر من أهم انشغالات البلدية، و معظم هذه السكنات تابعة للقطاع الخاص، و إذا قلنا القطاع الخاص هناك فإن مشكل صيانة هذه البنايات يطرح نفسه بقوة. من جهة أخرى نجد أن العديد من العائلات التي تم ترحيلها إلى الشاليهات بعد زلزال ماي 2003 قد عادت إلى سكناتها الأصلية بسبب عدم اتساع هذه الشاليهات لعائلتين أو ثلاث عائلات بالرغم من أن البعض منها يجب أن يهدم، و في هذا الإطار تم تهديم 78 عمارة منذ زلزال 2003. و نطالب بحصة سكنية تكون معتبرة نوعا ما حتى و لو كانت على دفعات، و هذا للتخلص نهائيا من هذا المشكل، خاصة إذ علمنا أن سلم التنقيط المتعلق بالسكن سيتغير فيما يخص الراتب الشهري الذي سوف يرتفع إلى 24 ألف دينار كأقصى حد بالنسبة للسكن الاجتماعي. و على هذا الأساس سترتفع قائمة الطلبات الخاصة بالسكن الاجتماعي على حساب السكن التساهمي الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في حصص السكنات. كم وصل عدد الملفات الخاصة بالسكن الاجتماعي؟ ما بين 2000 و 2500 ملف أما ما يتعلق بالسكن التساهمي فقد وصل العدد إلى 7000 ملف. و في حالة تطبيق السلم الجديد فإن عدد ملفات السكن الاجتماعي سيرتفع و التساهمي سينخفض. والي العاصمة قد ألح على ملف النظافة في العديد من المناسبات باعتباره من بين أهم انشغالات المواطن. أين موقع البلدية من هذه العملية؟ ملف النظافة يحظى لدينا باهتمام كبير دون أن يلح عليه السيد الوالي، و يعتبر الهاجس اليومي للبلدية و نحن ننسق مع كل مؤسسات الولاية التي لها علاقة مباشرة بهذا الملف و لدينا اجتماعات أسبوعية و أحيانا نصف شهرية لمتابعته كما نسخّر إمكانيات البلدية لدعم المؤسسات المكلفة بهذه العملية.