أعلن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أمس الاثنين بأنه سيتم قريبا اصدار مرسوم حكومي يتعلق بالقانون التوجيهي للتربية والتعليم خاص بتنظيم جمعيات أولياء التلاميذ داخل مؤسسات التعليم عبر التراب الوطني. وأوضح الوزير لدى ترأسه جلسة عمل مع أعضاء مكتب الفديرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ أن من شأن هذا المرسوم أن يجسد مشروعا تعكف عليه الوزارة حاليا بغرض "تحسين نمط تسيير المؤسسات التربوية وعلاقاتها مع جمعيات أولياء التلاميذ". وقال بن بوزيد إن هذا المسعى يكرسه القانون التوجيهي للتربية والتعليم الذي يؤكد على ضمان مساهمة أكبر ومشاركة فعالة للشريك الإجتماعي لقطاع التربية في كل النشاطات البيداغوجية وحتى الادارية للمؤسسات التربوية وبالتالي مسؤولية أكبر تجاه مستقبل البلاد. وكان وزير التربية الوطنية مع بداية السنة الحالية قد بعث بتعليمة وزارية إلى كل المؤسسات التربوية يلزمها فيها بإنشاء جميعة لأولياء التلاميذ. غير أن بعض مديري المؤسسات في بعض الولايات يرفضون - حسب مسؤولي الفديرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ- تكوين جمعيات داخل مؤسساتهم. وقال بن بوزيد في هذا الاطار انه على دراية بهذا المشكل مرجعا اياه الى "تعنت ورفض" البعض من المديرين تشكيل مثل هذه الجمعيات داخل المؤسسات "لاسباب ترتبط غالبا بمصالح معينة". وأضاف في هذا المجال مخاطبا الحاضرين :"أعلم بان الكثير من المدراء لا يرغبون في أن يشاركهم أي طرف كان أمور تسيير مؤسساتهم التربوية لانهم يرفضون المراقبة عندما يتعلق الامر بقضايا تسيير الاموال". وأكد بن بوزيد أن هذا الامر لن يطول مع صدور القانون الخاص الذي سيخول لجمعيات أولياء التلاميذ مشاركة الادارة في التسيير البيداغوجي والاداري للمؤسسة التعليمية داعيا في نفس الوقت وبإلحاح الى تشكيل تمثيليات للفديرالية على مستوى كل مؤسسة عبر كل مناطق التراب الوطني . وكان وزير التربية الوطنية قد دعا في بداية هذه السنة الى إعادة هيكلة الفديرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ بما يخدم مصالح التلاميذ في ظل رهانات إصلاح المنظومة التربوية والتحديات الكبرى التي فرضها نظام العولمة. وتعكس هذه الدعوة الدور الكبير الذي سيناط بجمعيات أولياء التلاميذ في المستقبل القريب سيما ما تعلق منه بمشاركتها في المجالس البيداغوجية والتأسيسية وكل ما يخص مجال التخطيط الخاص بمصير المنظومة التربوية. كما تطرق الوزير خلال هذا اللقاء الى عدد من القضايا التي تشغل بال الاسرة التربوية خاصة منها الاولياء سيما ما اتصل منه بكثافة البرامج البيداغوجية. وتأسف للمشكل الذي "حركه" بعض المفتشين حول هذه النقطة والذين لم يقبلوا العمل يوم الخميس فراحوا يحرضون الاساتذة على رفض العمل أيضا. وشدد في هذا المجال قائلا بان وزارته "ستتخذ الاجراءات اللازمة" تجاه هؤلاء المفتشين الذين تقع على عاتقهم مهمة التكوين المقررة ايام الخميس مضيفا في نفس الوقت بأن هذا التكوين "لا بد أن يتواصل وسنجد الصيغة المواتية لتلبية حاجيات جميع مكونات الاسرة التربوية".