اشتبكت دبابات وقوات مشاة إسرائيلية مع مقاتلين فلسطينيين أمس الاحد في هجوم بري شن بعد ان اخفقت غارات جوية مدمرة بدأت قبل ثمانية ايام في وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها المقاومة الفلسطينية على اسرائيل. ودخل جنود إسرائيليون يرتدون نظارات للرؤية الليلية على خوذاتهم وطليت وجوههم للتمويه . وقالت مصادر طبية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية قتلت خلال الاشتباكات المبدئية ثمانية فلسطينيين خمسة منهم مسلحون ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الغارات الجوية في 27 ديسمبر لاكثر من 450، واعلن الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي في اول تقرير له حول الاصابات منذ دخول الدبابات ووحدات المشاة الى قطاع غزة ان ضابطا وجنديا قتلا متأثرين بجراحهما وأصيب 28 من الجنود الإسرائيليين بجراح وصفت جراح ثمانية منهم بالمتوسطة، ونقل الجنود الجرحى الى مستشفيات سوروكا وبرزيلاي وتل هشومير لتلقي العلاج. وقالت حركة حماس في وقت سابق على لسان محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس من دمشق في تصريح صحفي على فضائية العربية أن مسلحي حماس تمكنوا من قتل عدد من الجنود الإسرائيليين خلال صد العدوان الإسرائيلي على غزة، وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية ان ما بين 20 و30 من المسلحين الفلسطينيين قتلوا منذ بدء العملية البرية. وقالت اسرائيل انها استدعت عشرات الالاف من جنود الاحتياط وقدر المتحدث باسم قائد الجيش ان هذه العملية في قطاع غزة قد تستغرق "اياما طويلة كثيرة". من جهة اخرى اعترف وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك أمس الاحد بصعوبة العملية العسكرية البرية التي بدأتها اسرائيل مساء أول امس ضمن عدوانها على قطاع غزة، على ما اورده الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، ونقل الموقع عن باراك قوله خلال افتتاح الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية صباح أمس الاحد "ان العملية البرية للجيش في غزة ليست سهلة وليست بسيطة وانها ستتوسع كلما تطلب الامر ذلك، واضاف ان الاختبار الحقيقي ليس في تل ابيب بل على مشارف غزة وزاد "العملية ستحمل مفاجآت واختبارات صعبة والمطلوب التحلي بالشجاعة والاصرار" على حد تعبيره
مقاومة الاحتلال توحد الفصائل المقاتلة في غزة القسام تعد بمفاجآت تنتظر جيش الاحتلال رفضت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- نفي أو تأكيد أسر جنود إسرائيليين، تعقيباً على معلومات سابقة نشرتها حركة حماس تفيد باختطاف جنديين في المواجهات البرية في القطاع، الأمر الذي سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفيه أيضاً، وتوعد "أبو عبيدة" في حديث عبر الهاتف مع قناة الجزيرة بما وصفه مفاجآت خلال ساعات أو ربما الأيام القادمة، واصفاً إسرائيل بالغباء لإقدامها على عملية برية في القطاع. وأكد أن هناك مقاومة شرسة وعنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال في جميع المحاور التي يجري فيها التوغل الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المقاومة فجرت عبوات ناسفة بتلك القوات وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى، وقال إن القوات الإسرائيلية تتخبط وتطلق القذائف المدفعية وتقصف بالطائرات مناطق مفتوحة للتغطية على ورطتها، وأضاف "أبو عبيدة" أنه إذا استمر العدوان فإن المقاومة ستقوم بأسر جنود، وقال: "ربما يكون أصدقاء كثر لشاليط"، كما أشار إلى تمكن مقاومين من القسام من اختراق موجات الاتصال اللاسلكي للجيش الإسرائيلي وسماع الجنود الإسرائيليين يقولون إن لديهم خمسة قتلى وأكثر من 20 جريحاً مع بدء الهجوم البري. وأوضح أن القوات الإسرائيلية التي تواجه المقاومين في الخطوط الأمامية، لم تحقق تقدما كبيراً في الأراضي الفلسطينية، "لم يتقدم العدو سوى مئات الأمتار في مناطق مفتوحة"، متوعداً بتدمير الدبابات في شوارع غزة. وحول الخسائر التي وقعت في صفوف القسام، قال "أبو عبيدة": "إنها محدودة وربما عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين أكثر من عدد شهدائنا"، وأكد وجود تنسيق بين القسام وكافة فصائل المقاومة، وغرف عمليات ميدانية مشتركة في مناطق الهجوم، كما أشاد بالدعم الجماهيري للمقاومين واحتضانهم من قبل أبناء شعبهم، في المعركة التي قال بأنها معركة كل الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن كتائب القسام تعد منذ سنوات لمثل هذا الدخول إلى قطاع غزة، مذكراً بالعملية التي قامت بها إسرائيل عام 2004 وأطلقت عليها "أيام الندم" لمنع إطلاق الصواريخ من القطاع على سديروت، والتي استمرت 17 يوماً دون أن تحقق الأهداف الإسرائيلية. وفي إحصائية أعلنتها كتائب القسام أمس الأحد، أكدت أنها ومنذ بدء عملية "بقعة الزيت" قصفت المدن والبلدات والتجمعات الإسرائيلية ب 302 قذيفة صاروخية بمعدل 44 قذيفة يومياً، كما أعلنت قصف تجمع لقوات الاحتلال عند موقع الإرسال شرقي خان يونس بثلاث قذائف هاون في العاشرة من صباح أمس. ويقف مقاومون من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إلى جانب بعضهم بعضا، على تخوم المناطق الشمالية في قطاع غزة بانتظار تقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية. ويسعى هؤلاء المقاومون ويساندهم آخرون من كتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو علي مصطفى إلى صد أي تقدم للدبابات الإسرائيلية، فيما بدا أن هناك تنسيقا كبيرا بينهم للرد على أي "حماقة" من قبل الاحتلال، كما يصفونها. وما إن بدأت الدبابات الإسرائيلية بالتوغل في أطراف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بدأ المقاومون في الظهور في الشوارع الضيقة وفي منازل مهجورة ينتظرون ظهور "فريستهم" للنيل منها. وفي مشاهد من الوحدة الميدانية، كان قائد ميداني من كتائب القسام يعطي تعليماته لأفراد مجموعته فيما كانت المجموعات الأخرى من المقاومة تستمع لنصائحه وتعليماته وتنفذها، وتنصب هذه التعليمات والنصائح على ضرورة الانتشار في مناطق أخرى لحمايتها من أي عدوان إسرائيلي. وفي المقابل كان أطفال صغار السن ونساء يقدمون للمقاومين زجاجات من المياه ويفرقونها عليهم، فيما تسأل إحدى النساء المقاومين "هل أحضر الطعام الآن"، فأجابها أحدهم "في الجنة سنأكل" ولم يفارق مقاتلو الفصائل أرض المعركة حتى خلال التهدئة التي استمرت لستة أشهر، لاعتقادهم الجازم بأن الاحتلال سيحاول الاقتحام في أي وقت. إسرائيل ستحبط اجتماع مجلس الأمن ذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تعمل على احباط عقد جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين التي يتوقع أن تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" عن مصادر سياسية اسرائيلية أن تل أبيب تعمل بغية احباط عقد جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين تفاديا لاتخاذ قرار يدعو اسرائيل الى وقف العملية العسكرية في قطاع غزة. وأكدت المصادر أن ضغوطا جمة تمارس من قبل الدول العربية وغيرها في الأممالمتحدة لعقد هذه الجلسة بغية الضغظ على اسرائيل لوقف هذه العملية. وقد أنهى مجلس الأمن الدولي صباح أمس الأحد جلسة طارئة لبحث تطورات الوضع في غزة، دون التوصل إلى اتفاق أو إصدار قرار، في الوقت الذي توغلت فيه القوات الاسرائيلية البرية. حماس قادرة على أسر جنود جدد قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن العملية العسكرية الاسرائيلية التي تستهدف توجيه ضربة حاسمة إلى حماس فرصتها ضعيفة في تحقيق أي شيء ذي معنى سواء عسكريا أم سياسيا، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة :" إمكانات حماس ربما ستتضرر لبعض الوقت لكن أغلب الظن أنها ستتمكن من اعادة بناء قواتها كما فعل حزب الله في جنوب لبنان عام 2006" وحذرت الصحيفة من أن الفرصة قد تصبح متاحة لحماس لاختطاف جنود اسرائيليين واتخاذهم رهائن، كما أن "الأمر الأكثر خطورة بالنسبة لاسرائيل قد يكمن في الضرر الذي سيقع عليها على المستوى الدولي على المدى الطويل".