أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، أن مهمة الفتوى منوطة بالمجالس العلمية الولائية المتواجدة على المستوى الوطني. وأوضح غلام الله لدى إشرافه على افتتاح فعاليات الملتقى الوطني الثالث للمجالس العلمية بدار الإمام تحت موضوع "الفتوى في وسائل الإعلام والفضائيات" أن هذه الأخيرة تشكل "مؤسسة لإرشاد الجزائريين إلى الحلول الشرعية من أجل حل مشاكلهم الشخصية أو العائلية أو فيما بينهم". وأضاف الوزير أن المجالس العلمية الولائية تتولى الإفتاء وعملية التوجيه والإشراف على المساجد بالتعاون مع الإدارة بغية "تنقية المساجد" وتحسين الخدمات وهذا في انتظار "إنشاء مجلس أعلى للإفتاء"، وأشار الوزير في هذا الإطار إلى أن هذه المجالس العلمية تقوم مرة أو مرتين في الأسبوع بتقديم فتاوى عبر الإذاعات المحلية أو الجهوية لفائدة المواطنين، مضيفا أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتم افتتاح فضائية القرآن الكريم. وبالنسبة لموضوع الملتقى المتعلق بالفتوى في وسائل الإعلام والفضائيات دعا الوزير إلى "تفادي اللجوء إلى مواقع الانترنت والفضائيات للحصول على فتاوى" مؤكدا أن "المجالس العلمية تغني تماما عن اللجوء لمثل هذه المواقع"، ومن جهة أخرى تطرق غلام الله لموضوع الانتخابات، مبرزا أن الانتخاب بمثابة الإدلاء بالشهادة وأنه يجب على المواطن الجزائري أن يكون "إيجابيا وأن يدلي بشهادته التي كرمه الله بها". ووصف الوزير في هذا الصدد التخلي عن الشهادة بالعمل غير المقبول "من الناحية الأخلاقية والدينية" داعيا المواطنين إلى تأدية واجبهم بكل حرية وكرامة، واعتبر أن المطالبة بمقاطعة الانتخابات "دعوة للفساد" تسعى إلى أن تعود الجزائر إلى الأوضاع التي كانت عليها إثر أحداث أكتوبر 88 والتي "اغتيل خلالها 86 إمام مسجد". ومن ناحية أخرى أشاد الوزير بدور المسجد بوصفه "المتكلم" باسم الدين بالجزائر والذي يساعد الناس على ممارسة حياتهم الدينية، وشدد المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية على ان "المسجد جزء لا يتجزأ من الدولة" مضيفا أن "الذين يريدون فصل المسجد عن الدولة يهدفون إلى ان تتخلى المؤسسات عن مهامها الأساسية في تقوية الدولة ويورثوا الفوضى والاقتتال والإرهاب". وأكد غلام الله انه يجب على مؤسسات الدولة أن تتظافر وتتعاون كل واحدة في إطار اختصاصها "لبناء دولة جزائرية قوية قادرة على حماية أرضها ومواطنيها".