تطرقت نشرية "بيزنس أكسفورد" البريطانية، في تقريرها النصف شهري الصادر أمس، إلى قطاع تكنولوجيا الاتصال بالجزائر، واعتبرت أن الخطوة التي قامت بها السلطات والقاضية بإطلاق برامج تنموية بغلاف مالي قيمته 150 مليار دولار، من شأنه أن يحسن أداء شبكة الإنترنت بالبلاد وهو ما يعكس توجها جديدا للسلطات في إنشاء اقتصاد معرفي قائم على المعلوماتية. وأشار التقرير إلى التحديات التي تواجه قطاع تكنولوجيا الاتصال بالجزائر، مستدلا على تعذر الوصول إلى شبكة الإنترنت الأسبوع الفارط بسبب عطب أصاب الليف البصري الذي يربط الجنوب الشرقي لآسيا بمنطقة الشرق الأوسط وغرب أوروبا تم تحديثه من طرف المؤسسة الفرنسية "تيليكوم مارين" ويعبر الأراضي الفرنسية من مارسيليا امتدادا إلى سنغافورا وينتهي إلى عنابة. وذكر التقرير أنه يمكن من خلال هذا الحادث العرضي أن يسمح للسلطات باتخاذ إجراءات أخرى لتفادي مثل هكذا أعطاب، وذلك من خلال دفع عملية استخدام الويماكس وكذا تطوير خطوط الاشتراك الرقمية غير المتماثلة أو ما يعرف "بالأدياسال". بالإضافة إلى هذا أورد التقرير أن الجزائر قد أصبحت وجهة مفضلة لمستثمرين في مجال مراكز الاتصال، مستدلا بحضور ما يزيد عن 26 ممولا لمراكز الاتصال في ندوة احتضنتها الجزائر السنة الماضية حول هذا الموضوع، وقالت النشرية إن من بين الأفكار المقترحة كانت تلك التي أعرب عنها حسام عز مدير مؤسسة رايا الجزائر الموزع الحصري لهواتف نوكيا بالجزائر، ما يعكس الرغبة الملحة لمؤسسته في دخول السوق الفرنكوفونية المحلية والدولية منها في مجال مراكز الاتصال. كما استبعدت النشرية في هذا التقرير أن يكون انقطاع الانترنت خلال الأسبوع الفارط قد أثر على الشركات العاملة في الجزائر، وأوردت في تقسيمها لسوق الاتصالات بالجزائر سيطرت المؤسسات العمومية على هذا القطاع، وقال التقرير أن هذه المؤسسات تستند على الهاتف والفاكس كوسيلة أساسية في الاتصال، كما لاحظت النشرية أن استخدام تقنيات البريد الإلكتروني هو في ارتفاع، وأشار التقرير إلى أن المؤسسات المتعددة الجنسيات العاملة في مجال النفط والغاز لا تعتمد على الشبكة المحلية بشكل كبير وهو ما سبق وقاله الرئيس التنفيذي لمشغل "في صات" للاتصال. هذا وتفضل المؤسسات المتعددة الجنسيات نوعا آخر من الاتصالات يعتمد بالأساس على تقنية "الويماكس" وهي غير متوفرة في الوقت الحالي لغياب متعامل في "الويماكس". ولاحظت النشرية أن مستخدمي الانترنت والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يركزون على تقنية الأدياسال التي تغطي من 340 ألف إلى 500 ألف شبكة. إلى ذلك عرف قطاع الاتصالات بالجزائر قفزة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية إذ تعد الجزائر أكبر سوق لتكنولوجيات الاتصال في منطقة حوض المتوسط بنسبة فاقت 18 مليون خط خلوي، بالإضافة إلى ما يقارب 3 ملايين ونصف المليون خط هاتف أرضي، ومئات الملايير من الحواسب المستخدمة في التعليم، البنوك والمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى مقاهي الانترنت التي فاق عددها 300 ألف مقهى بالإضافة إلى 100 خط اشتراك انترنت منزلي استنادا إلى الأرقام الصادرة عن "الكابي إم جي".