قالت الفيننشال تايمز نقلا عن ملاحظين قولهم إن الجزائر قد لا تحتاج في الوقت الراهن إلى صناديق استثمارية أجنبية، بقدر الحاجة إلى الخبرة الأجنبية لخلق فرص عمل، ورفع مستوى المهارات وتحويل النظم الاقتصادية القديمة إلى أخرى جديدة. وجاء ذلك خلال عرض التايمز للمسار الاستثماري لمؤسسة "دي بي وورد" والتي بدأت العمل مؤخرا بنهائي الحاويات بميناء الجزائر، حيث كشفت المؤسسة أنها ستقلص من وقت انتظار البواخر خارج الميناء من ثلاثة أسابيع حاليا إلى أربعة أيام بداية من السنة القادمة، وذلك بهدف خفض التكاليف التي ترتفع طرديا مع طول مدة مكوث الباخرة خارج الميناء، وهو ما جعل ميناء الجزائر حسب التايمز من أكثر موانئ البحر الأبيض المتوسط تكلفة. وفي السياق نفسه قال محمد خدار للتايمز إن تكلفة نقل الحاويات من ميناء لندن إلى ميناء نيويورك تكلف 365 دولار؛ أي ما يعادل 280 أورو، في حين تكلف نفس العملية من ميناء فرنسا إلى ميناء الجزائر 600 أورو. وعلى صعيد رفع عدد الحاويات التي يتم إنزالها من البواخر قال خدار إن مؤسسته تسعى لرفع هذا العدد إلى 1600 حاوية يوميا بدل 250 حاوية في الوقت الحالي، مرجعا انخفاض هذا العدد إلى الإجراءات الجمركية، وتوقع مسير مؤسسة دبي أن ينافس ميناء جنجن حين انتهاء الأشغال به ميناء طنجة المغربية، وأضاف أن هذا يتوقف على مدى عمل السلطات في اتجاه خلق منطقة تبادل حرة، واستبعد أن تكون هناك أفكار مطروحة بشأن تحويل ميناء جنجن إلى منطقة للتبادل الحر، وقال إنه في حالة بادرت به سيكون له دور ريادي في جلب الاستثمارات. من جانب آخر قالت التايمز إن السلطات في الجزائر لا تملك تجربة مع الأسواق الحرة، وقد رصدت التوجه الجديد بشأن القومية الاقتصادية منذ 18 شهرا وأشارت إلى شروع السلطات في اعتماد مرسوم يعطي حصة الأغلبية لها في أي من الاستثمارات الأجنبية.