وري جثمان المدير العام للأمن الوطني السيد علي تونسي أمس الثرى بمقبرة العالية بالعاصمة في جو جنائزي مهيب حضرته إطارات سامية في الدولة ونواب في البرلمان وشخصيات سياسية وإطارات وأعوان في جهاز الشرطة وأفراد عائلة ورفقاء الفقيد وجمع غفير من المواطنين. وقد تنقل الى مقبرة العاليا بعد صلاة الجمعة أمس لتوديع "سي الغوتي" الاسم الذي كان يلقب به الفقيد علي تونسي أثناء الثورة التحريرية، رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح والوزير الأول السيد أحمد أويحيى ورئيس المجلس الدستوري السيد بوعلام بسايح ووزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني وأعضاء في الحكومة وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق احمد قايد صالح. وحضر مراسيم الدفن رؤساء حكومة ووزراء سابقون ومجاهدون يتقدمهم أمين عام منظمة المجاهدين السيد السعيد عبادو، وقائد الناحية العسكرية الرابعة خلال الثورة السيد يوسف الخطيب. ووصل جثمان الفقيد إلى مقبرة العالية في حدود الثانية وعشرين دقيقة في نعش مسجى بالعلم الوطني يرفعه أعوان من الشرطة يتبعه الوزير الأول السيد احمد أويحيى ووزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني والمدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري وأفراد عائلة الفقيد. وقامت فرقة من أعوان الشرطة بتأدية التحية الشرفية قبل أن يتم حمله الى ساحة المقبرة حيث ألقى عميد أول للشرطة لخضر دهيمي المدير الفرعي للتدريب بوحدات الجمهورية للأمن كلمة تأبينية ضمّنها مسيرة "سي الغوتي" أثناء ثورة التحرير، وبعد الاستقلال وهو الذي كرس كل وقته لخدمة الجزائر. وقال عميد أول دهيمي أن الجزائر وسلك الشرطة "يودعان اليوم رمز الجزائر وأحد أبطالها أثناء الثورة وبعد الاستقلال، حيث كان قائدا محنكا أدى بتفان المهام الموكلة إليه في الدولة". ولد الراحل علي تونسي في 27 سبتمبر 1937، وتحصل على ليسانس في العلوم القانونية، والتحق بصفوف ثورة التحرير عام 1957، وانضم مباشرة بعد الاستقلال الى صفوف الجيش الوطني الشعبي الى غاية 1988، وتقلد فيه عدة مسؤوليات منها مهمة تنظيم مصالح الجيش ونائب قائد الناحية العسكرية بالجنوب. كما شغل بعد ذلك عدة مناصب في قطاع الرياضة منها رئيس فيدرالية التنس الى غاية تعيينه مديرا عاما للأمن الوطني عام 1995. وبدا العميد الأول للشرطة دهيمي في كلمته جد متأثرا برحيل المدير العام للشرطة "سي الغوتي" واعتبر وفاته "خسارة للجزائر ولسلك الشرطة" وقال "لقد فارقتنا جسدا ولكنك ستبقى خالدا بالإنجازات التي حققتها طيلة ال15 عاما التي قضيتها على رأس مؤسسة الشرطة". وذكر مناقبه وأحصى خصاله وأكد أنه كان قدوة في مكافحة الجريمة وأفنى حياته في تنظيم صفوف جهاز الأمن والارتقاء الى مصف أجهزة الأمن في الدول المتقدمة وكان شعاره دوما "دولة الحق والقانون تبدأ من صفوف الشرطة" كما انه كان حريصا على "احترام حقوق الإنسان". وذكر العميد الأول دهيمي أن الراحل عمل جاهدا من اجل تطوير سلك الشرطة، وغرس الوطنية في نفوس المنتسبين إليها، وحرص على التكفل بالجانب الاجتماعي والصحي لأعوان الشرطة وساهم في ترقية الرياضة داخل المؤسسة. وتعهد السيد دهيمي باسم كل المنتسبين الى القطاع بمواصلة مسيرة الراحل من اجل بلوغ تغطية أمنية شاملة في كل ربوع الوطن. ومباشرة بعد الكلمة وقراءة الفاتحة على روحه شيع جثمان الفقيد الى مثواه الأخير واختير له مكان قرب الراحل الجنرال مصطفى بن لوصيف الذي وفاته المنية الشهر الماضي، والراحل الجنرال اسماعيل العماري الذي التحق بالرفيق الأعلى في 27 فيفري 2007 .