حولت السنوات الأخيرة صناعة الحلي التقليدي من حرفة و فن إلى تجارة لربح الأموال فطغى الجانب المادي على القيمة الأثرية والفنية للحلي القبائلى، ما كان وراء بداية تراجع الحلي بمنطقة اث يني، وقد تكررت المحاولات لإنقاذ الحرفة فتم إنشاء جمعية ترقية الحرف التقليدية في 1994، الكائن مقرها باث يني. المستقبل اقتربت من رئيسها شويشي قاسي الذي حدثنا في هذا الحوار عن الحالة المؤسفة التي آلت إليها الحرفة والطرق المنتهجة في أمل إعادة مكانة الحلي وحمايته من مكائد التجار. * بعد 15 سنة من ميلاد جمعية ترقية الحلي التقليدي، تغيرت أمور كثيرة في واقع الحرفة، فما هي أهم هذه التغيرات؟ - لقد قررنا منذ 15 سنة، إنشاء جمعية ترقية الحرف التقليدية بهدف حماية الحرف وفن الصياغة الذي كان أجدادنا رائدين في،ه إذ كانت البداية بلم الشمل حيث كانت أولى اهتماماتنا الوصول إلى وحدة الحرفيين المنخرطين في الجمعية، والذين وصل عددهم حاليا نحو 100 حرفي، وقد عملنا على منحهم بطاقة الحرفيين كما نظمنا في 2006 امتحانا ل 57 حرفيا، تحصلوا من خلاله على شهادات تأهيل كانت وراء منحهم بطاقة الحرفي. ولم تبخل السلطات في مساعدتهم حيث منحت لهم مؤخرا عتادا بقيمة 240 مليون سنتيم لفائدة 24 حرفيا، ونعمل حاليا على إخراج الحرفي من المنطقة و تقريبه من المواطن البائع لنفتح له أبواب الأسواق حتى يُعرف بمنتوجات منطقة القبائل. *يشارك العديد من الصائغين في الصالونات و المعارض، فبماذا تخدم هذه النشاطات الحرفة؟ - تعد الصالونات أهم سوق للصائغ إذ تمنح له فرصة بيع المنتوجات وحمايته من التكدس، كما تكون أكبر فرصة له للتقرب من المواطنين وتعريفهم بالحلي التقليدي، وتعمل جمعيتنا على تنظيم الصالونات و المعارض حيث نظمنا أول صالون في فندق سافكس عام 2007، وكانت فرصة كبيرة للحرفيين لبيع منتوجاتهم، و لقي إقبال العديد من المواطنين، كما نظمنا السنة الفارطة صالونا آخر بثقزيرت الساحلية و قد كان ذا أهمية كبيرة للصائغ خاصة والمنطقة السياحية عامة، ولهذه الأهمية سننظم خلال الأيام القليلة القادمة صالونا آخر بالبلدية نفسها. * لم يكن الحرفي منذ 15 سنة بحاجة للمعارض والصالونات لبيع منتوجاته بل كان المواطن ينتقل إليه لمنزله بآث يني، فلِمَ هذا الانقلاب؟ - يؤسفنا أن تكون الأمور قد تغيرت بهذه المنطقةوتحولت صناعة الحلي من حرفة إلى تجارة، لكن لم يكن الحرفي هو المذنب الوحيد، فقد كانت اث يني تعج بالسياح والمواطنين لاقتناء الحلي ولم يكن الحرفي بحاجة لمحل من أجل بيع منتوجاته، لكن خلال العشرية السوداء توقف السياح والمشترون، بل انعزلت المنطقة لسنوات فلم يجد الحرفي من يشتري السلع، كما لم يتعود على التقرب من المواطنين، لتصبح تلك الفترة أكبر أزمة يتعرض لها الحرفي وفتحت المجال لظهور تجار الحلي الذين كانوا يشترون الحلي من الصائغين تم يعيدون بيعه بأثمان غالية و بدا الحرفي يشعر أنه مخدوع ففقد الجانب الإبداعي خاصة وأن التجار كانوا يهتمون بالكمية بدلا من الجودة وكان هذا منحدرا خطيرا للحرفة، ولم يبقَ الكثير من الحلي الأصلي،ذاك الحلي الذي كان الصائغ يصنعه ويتفنن في تغيير النماذج وتنويعها، وسنحاول إعادة المنطقة إلى سابق عهدها وازدهار حليّها. * ما هي أكبر العراقيل التي يواجهها الحرفي بالمنطقة؟ - يواجه الحرفي يوميا عدة عراقيل كنقص المادة الأولية من الفظة، والمرجان فيقتني الأولى بنحو 5 ملايين للكيلوغرام، والثاني ب 12 مليونا، كما يواجه الحرفيون مشكل تراكم الضرائب المقدرة حاليا ب 2 مليار و 400 مليون سنتيم ما أثقل كاهلهم وزاد من متاعبهم. * أتظنون أنه يمكن للحرفة أن تعود لسابق عهدها بالمنطقة؟ - لقد تناقص عدد الحرفيين بالمنطقة، خاصة مع ميول الجيل الحالي إلى التجارة بدلا من الفن والقيمة الثقافية والأثرية للحليّ. و أظن أنه بزرع الأجداد لحب الحرفة في نفوس أجيال اليوم، من شأنه أن يعيد للمنطقة حرفييها وحليّها.