تميز المشهد التلفزيوني الجزائري في رمضان هذا العام بدخول قناتين فضائيتين جديدتين أثرتا البرامج التلفزيونية وزادتا في تنوعها لتلبية مختلف الأذواق، فبينما فرضت السلسلتان الفكاهيتان "جمعي فاميلي" و"سوق الحاج لخضر" على السهرات الرمضانية مازال برنامج "ساعة من ذهب" متألقا رغم تجدده كل رمضان، حيث توزعت هذه البرامج على القناة التلفزيونية الأرضية والقناة الثالثة، أما قناة القرآن الكريم فتميزت بالبث المباشر لصلاة التراويح وبث حصة مميزة بعنوان "مساجدنا منارات الهدى" كما أن القناة الأمازيغية أتاحت للناطقين بالأمازيغية متابعة العديد من البرامج بالأمازيغية، جريدة المستقبل رصدت جديد برامج التلفزيون الرمضانية واستطلعت آراء المشاهد حولها. شدت العديد من البرامج الرمضانية التي يبثها التلفزيون الجزائري بمختلف قنواته، اهتمام المشاهد الجزائري، بالأخص الحصص الدينية والسكاتشات والحصص الترفيهية والتثقيفية، ولعل سلسلة "جمعي فاميلي" التي يؤدي فيها الممثل الشهير صالح أوڤروت دور البطولة هي أكثر هذه البرامج مشاهدة في شهر رمضان بعد النجاح الكبير الذي حققته في رمضان العام الفارط، يليها اسكاتش "سوق الحاج لخضر"، أما بالنسبة للحصص التثقيفية فلا زال برنامج "خاتم سليمان" يستقطب شريحة هامة من المتفرجين في رمضان، أما القناة التلفزيونية للقرآن الكريم فاستطاعت في أول رمضان لها أن تتميز بحصة "مساجدنا منارات الهدى"، جريدة "المستقبل" استطلعت آراء بعض المواطنين حول برامج رمضان التلفزيونية وجاءتكم بهذا الاستطلاع. عبد الكريم (إمام): حصة "خاتم سليمان" تتطور دوما للأحسن يرى عبد الكريم (باتنة) بأنه لا يشاهد التلفزيون إلا في الفترة المسائية، وأكثر ما يعجبه في البرامج الرمضانية حصة "خاتم سليمان" التي يعدها ويقدمها سليمان بخليلي، ووصف إياها بالحصة الممتازة والمتنفس في البرامج التلفزيونية الجزائرية، ورغم عرض هذه الحصة الترفيهية والتثقيفية في كل رمضان وطيلة سنوات بنفس الاسم ونفس المنشط ونفس الهدية، إلا أن عبد الكريم يعتقد بأن قوة هذه الحصة وتميزها يكمن في تجددها وخروجها في ثوب جديد إلى المشاهد، مما يعني أن هذه الحصة تتطور دائما إلى الأحسن، والمنشط يعمل دوما على أن لا يكرر نفسه، ودليل نجاحها استمرارها طيلة هذه السنوات دون أن يحس المشاهد بالملل. أما بالنسبة للسكاتشات فيعتبر عبد الكريم أن سلسلة "جمعي فاميلي" أنقذت ماء وجه التلفزيون الجزائري، بالنظر إلى وجود الممثل القدير صالح أوڤوروت في هذه السلسلة، مما حقق لها كل هذا النجاح، معتبرا أن الممثل "صويلح" أو "صوايلي" كما يحب أن يلقبه البعض هو سر نجاح أي سلسلة يكون فيها. وفيما يتعلق بقناة القرآن الكريم التلفزيونية فيقول عبد الكريم "كنا ننتظر أن تكون متميزة أكثر في شهر رمضان، وأرى أنها لا تزال تفتقر للإشهار، كما أنها بحاجة إلى إشهار لبرامجها عبر باقي الفضائيات، واستثنى حصة "مساجدنا منارة الهدى" من الانتقاد واعتبر بأنها حصة ممتازة تحكي عن تاريخ مساجد الجزائر العتيقة. جميلة (معلمة): المسلسلات الفكاهية الجزائرية تنافس المسلسلات المشرقية على الرغم من اعترافها بأنها تفضل مشاهدة الفضائيات العربية خاصة المسلسل السوري "باب الحارة 4" والمسلسل المصري "ما تخافوش" إلا أن المعلمة جميلة من البويرة تبدي إعجابا خاصا بالسلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" ولو أنها لا تتابعها باستمرار حيث تأخذ السلسلة الفكاهية الأخرى "سوق الحاج لخضر" جزءا من اهتمامها وقد تابعت بعض حلقاتها التي تنتقد مظاهر الغش والرشوة وغلاء الأسعار في السوق. حميد (مستشار عقاري): "سوق الحاج لخضر" هو الأفضل أوضح لنا حميد وهو مستشار عقاري من العاصمة، عن تأسف العديد من أصدقائه من برمجة سلسلتي "سوق الحاج لخضر" في الفضائية الثالثة و"جمعي فاميلي" في القناة الأرضية في نفس التوقيت بعد الإفطار، مما جعلهم أمام اختيار صعب، أيشاهدون جمعي فاميلي أم سوق الحاج لخضر وكلاهما عرف نجاحا منقطع النظير في رمضان العام الفارط، غير أن حميد حسم أمره لصالح سوق الحاج لخضر، فبرأيه أن الحاج لخضر لديه أفكار ومبادئ ويحاول إصلاح المجتمع بطريقة فكاهية هادفة تستحق المتابعة. ويقول حميد إنه يتابع البرامج التلفزيونية الجزائرية والعربية في الفترة ما بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء، مشددا على أن برنامج "خاتم سليمان" رغم كل هذه السنوات ما زال كالعادة متألقا ويثير فيه رغبة المشاهدة، بالنظر لثرائه بالمعلومات والأفكار، وبالنسبة للحصص الدينية فإن الدروس المحمدية التي يبثها التلفزيون الجزائرية من وهران والتي تستضيف علماء من الخارج لهم مكانتهم في العالم الإسلامي "تلقى اهتمامه". ندى (منشطة إذاعية): جمعي فاميلي استطاعت تحدي البرامج العربية تؤكد السيدة ندى أن السلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" أكثر البرامج التلفزيونية التي تتابعها خلال شهر رمضان، بالنظر إلى المستوى الجيد الذي ظهرت به سواء من حيث الصوت أو الصورة أو تمكن الممثلين الذين لا تشعر بأنهم يمثلون، والسلسلة جاءت برأيها بطابع خفيف يناسب العائلة الجزائرية، وفيها نوع من التميز والتحدي للبرامج العربية والأجنبية في مختلف الفضائيات، خاصة وأنه تستخدم فيها طريقة أمريكية عصرية تسمى "سيتكوم" فيها نوع من الخيال لكنه خيال حلو برأيها. واعتبرت ندى أن تنوع الفضائيات الجزائرية سمح بخلق توازن بين مختلف الأذواق بالنسبة لجميع أفراد العائلة، وبالنسبة لها فإن تلفزيون القرآن الكريم فتح الفضاء الديني في الجزائر وسمح له بالتوسع ومكن المرأة الجزائرية من متابعة صلاة التراويح على المباشر، أما الفضائية الأمازيغية(الرابعة) فهي تسمح برأي ندى للناطقين بالأمازيغية بمتابعة البرامج الرمضانية باللغة التي يتحدثون بها، وهي تستحق المشاهدة. اعمر (أستاذ جامعي): جمعي أدخل السعادة للعائلة البجاوية بالرغم من أن الدكتور اعمر يقطن في دشرة بأعالي جبال بجاية إلا أنه يفضل متابعة البرامج الرمضانية مع عائلته عبر القناة التلفزيونية الأرضية بالعربية أفضل من متابعتها عبر الفضائية الأمازيغية، ويؤكد بأن سلسلة "جمعي فاميلي" برنامجه المفضل بلا منازع، بل هو برنامج العائلة الذي تلتف حوله وتتفاعل مع أحداثه الفكاهية، ويدخل جوا من السعادة والفرح بين أفراد العائلة. وأبرز ما يثير إعجاب اعمر في برنامج "جمعي فاميلي" الرسائل الاجتماعية التي يحاول تمريرها في قالب فكاهي، بانتقاد مظاهر اجتماعية بشكل رمزي، معتبر أن أفراد العائلة الذين لديهم مستوى ثقافي متواضع تثيرهم روح الفكاهة أكثر من الرسائل الرمزية التي يحاول البرنامج تمريرها للمشاهد. حميد. ك الثالثة تتنقل إلى 12 ولاية في برنامج "سويقة" وتزور مدنا مشرقية في "رمضان في المهجر" انفردت القناة الجزائرية الثالثة بعدة برامج وحصص منها ما تطلب التنقل عبر مختلف ولايات الوطن لرصد عادات وتقاليد المدن الجزائرية في رمضان ومنها ما استدعى السفر إلى العديد من المدن العربية والأوروبية للتعريف بيوميات الجالية الجزائرية هناك ومحاولة ربطهم بعائلاتهم في حصص خاصة بهذا الشهر الكريم. وقد اتصلت المستقبل بالسيدة فاطمة الزهراء زرواطي مديرة الإنتاج بالجزائرية الثالثة التي كشفت أن الشبكة هذا العام تتميز بعرض العديد من البرامج المتميزة مثل "سلسلة صحتك" وهي سلسلة قصيرة، يتم فيها استضافة أطباء مختصين، يتناولون مختلف الأمراض، تعريفها وكيفية تفاديها ومعالجتها، بالإضافة ل"أهل الريان" وهي السلسلة القصيرة التي يتم فيها تناول كل ما قاله الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن الصوم. من جهة أخرى كشفت بأن القناة الفضائية الثالثة برمجت أيضا حصة "صحّ رمضانكم" الذي اعتبرته الطبق الذي لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يبث يوم الأحد، الثلاثاء والخميس وقد قالت عنه: إنه برنامج يجمع طبقين، الطبق الثقافي والتقليدي، الذي يربط بين الجزائريين المتواجدين بالخارج، كما يتضمن أيضا ركنا حميما يتم فيه تصوير عائلة جزائرية، سافر أحد أفرادها إلى الخارج، ويحاول البرنامج ربط العائلة بالفرد المتواجد في الخارج، حيث تتحدث العائلة عنه، أما الطبق التقليدي في هذا البرنامج فيشمل استضافة فنانين جزائريين من مختلف ولايات الوطن وميزتهم أنهم يشاهدون الدراما الجزائرية. أما البرنامج الآخر الذي يتم عرضه أيضا على القناة الفضائية الثالثة: "كشفك رمضان" فيتناول قضية ما بمشاركة مختصين بالإضافة لمشاركة الفضائيات الجهوية على المباشر، كما سيُطلق بداية من الأسبوع القادم برنامج "رمضان في المهجر"، ويتم من خلاله زيارة عائلة مسلمة في بلدان مختلفة، سوريا، مصر، فرنسا، فلسطين ويتم تصوير يومياتها مع رمضان وكيف تقضي هذا الشهر الفضيل، أما برنامج "سويقة" حسب المتحدثة دائما، فإن الكاميرا ستكشف متعة التسوّق في رمضان لدى بعض العائلات الجزائرية، ومن خلال هذه الحصة نكتشف تقاليد وعادات الأسر الجزائرية في ولايات مختلفة من الوطن كمعسكر، عين الدفلى، قسنطينة، عنابة، لتصل تقريبا 12 ولاية، كما ذكرت السيدة زرواطي أن القناة الثالثة انفردت بعرض مسلسل "القلادة".