بالرغم من الأهمية التي تكتسيها المساحات الخضراء في القطاع الحضري بالعاصمة إلا أن العديد منها تشهد أوضاعا مزرية بسبب حالة الإهمال واللامبالاة التي باتت تميزها خاصة بقلب مدينة الجزائر، ونخص بالذكر الحديقة الموجودة بمحاذاة البريد المركزي والمعروفة بحديقة صوفيا، التي تعيش حالة كارثية منذ سنوات بسبب الإهمال الذي أدى إلى تراكم القمامة.. وتحول هذا الفضاء إلى مرتع لشتى أنواع الإنحلال الأخلاقي، فضلا عن تفشي سلوكات منافية للآداب العامة وأخرى يندى لها الجبين، حيث أصبحت ملتقى للمنحرفين وشاربي الخمور. ورغم تواجدها بالقرب من أغنى بلديات العاصمة وهي بلدية الجزائر الوسطى، إلا أنها باتت نقطة سوداء للولاية وزوارها، وما زاد من حجم هذه الحالة السيئة تراكم الأوساخ وقارورات الخمر في كل مكان. ويتكرر هذا السيناريو أيضا عند مدخل المحطة البرية بحافلات نقل المسافرين بالتافورة، فبالرغم من أهميتها إلا أنها تفتقر لتهيئة خاصة تمكنها من أن تكون وجها جميلا للمدينة وزوارها خاصة في فصل الصيف، فضلا عن المساحة الخضراء المحاذية لعيادة متعددة الخدمات العربي خروف ببئر مراد رايس والتي تفتقر هي الأخرى لأدنى اهتمام من قبل المصالح المعنية والبلدية بالخصوص والتي تكتفي دائما بطلاء واجهات الحدائق بمادة ''الجير'' دون سواها. كما أن المساحة الخضراء الموجودة بمحاذاة الرهان الرياضي هي الأخرى لا تقل سوءا عن حال ما تم ذكره، حيث أنها هي الأخرى تتواجد بها كميات وأكوام من القمامة والأوساخ وقارورات الخمر التي لا تعد ولا تحصى نظرا لما تعرفه هذه المساحة الخضراء مع كل ليلة حيث أصبحت مرتعا لبعض المراهقين من شاربي الخمر. وأمام انعدام تكفل مصالح النظافة بها أصبحت قارورت الجعة بمختلف أصنافها السمة البارزة التي يشاهدها المارة منذ الوهلة الأولى، ويعتبر ما تم ذكره عينة عن باقي الفضاءات الخضراء التي هي الأخرى تعاني من الإهمال وتنتظر التفاتة عاجلة من قبل سلطات البلديات عبر القطاعات الحضرية.