وصل إلى الجزائر أمس جثمان رئيس مجلس الأمة السابق بشير بومعزة الذي توفي يوم الجمعة بسويسرا عن عمر يناهز 82 سنة بعد مرض عضال. وحضر وصول جثمان الفقيد إلى مطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري و أعضاء من الحكومة وبعض رفقاء الفقيد. وسينقل جثمان بشير بومعزة إلى مجلس الأمة صباح اليوم حيث ستلقى عليه النظرة الأخيرة قبل دفنه ظهيرة نفس اليوم بمقبرة العالية. وقد انتقل المجاهد ورئيس مجلس الأمة السابق بشير بومعزة الى رحمة عن عمر يناهز 82 سنة، بلوزان السويسرية إثر مرض عضال لازمه مدة سنتين. ووجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية الى كافة أفراد أسرة المرحوم أكد فيها أن الجزائر فقدت ''مناضلا صلبا ومجاهدا مؤمنا بعدالة قضية أمته ووطنيا مخلصا نذر حياته لخدمة شعبه''. واستهل الرئيس بوتفليقة برقيته قائلا "لبت اليوم روح المناضل والمجاهد المرحوم بشير بومعزة نداء ربها لتلتحق بالرفيق الأعلى''. وأضاف رئيس الدولة في برقيته ''قد نما إليّ الخبر الأليم الذي تفزع له النفس وتتألم لا سيما والراحل من رعيل الوطنيين الرواد، تنبه وعيه مبكرا لمناكر الاحتلال وظلمه لشعبنا فانخرط في الحركة الوطنية وأدى جلائل الأعمال بتوعيته أبناء شعبه داخل الوطن وخارجه إلى أن اندلعت ثورة نوفمبر المباركة فكان من السباقين إليها فالتحق بصفوفها مناضلا ومؤطرا و قائدا''. وواصل رئيس الجمهورية قائلا ''ولما وضعت حرب التحرير مع العدو أوزارها كان الرجل في الصفوف الأولى لبناء مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة فاضطلع بواجب المسؤوليات الكبرى وتقلد المناصب العليا وختم هذه المسيرة الضافرة برئاسة مجلس الأمة في السنوات الماضية''. وأبرز الرئيس بوتفليقة أن الفقيد ''لم تثنه مهامه النبيلة عن أداء واجب النضال في المجتمع المدني من خلال تأسيسه وإشرافه على جمعية وطنية تنافح عن حق الشعب الجزائري فيما كابده وقاساه من جرائم ضد الإنسانية على أيدي زبانية القتل والإبادة في مجازر ماي ,1945 مرسيا بذلك لبنة هامة في صرح حماية الذاكرة الجماعية للأمة ضد النسيان والتلف فضلا عن مواقفه الصريحة في الدفاع عن القضايا العادلة للأمة العربية''. المجاهد الراحل من مواليد 26 نوفمبر 1927 بخراطة (ولاية سطيف) حيث تقلد الفقيد منصب رئيس مجلس الأمة من جانفي 1998 إلى أفريل .2001 ناضل الراحل بومعزة مبكرا في حزب الشعب الجزائري، وشارك في أحداث 8 ماي ,1945 وسجن عقب هذه الأحداث المأسوية، بعد أن أنشأ ''لجنة مساعدة ضحايا القمع''. غداة الاستقلال شغل عدة مناصب وزارية لا سيما وزير العمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة للجمهورية الجزائرية في 1962 ووزير الاقتصاد الوطني سنة 1963 ووزير الصناعة والطاقة (1964-1965) ووزير الإعلام (1965-1966) وبعدها انتقل الى معارضة نظام الرئيس بومدين، حيث اختار حياة المنفى كحل له. وقد كان الراحل الذي أسس جمعية 8 ماي 1945 مناضلا في الحركة الوطنية منذ شبابه ومسؤولا في فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا خلال الثورة التحريرية. وبعد وفاة هواري بومدين في ديسمبر 1978 عاد إلى الجزائر، وأصبح من أهم الشخصيات السياسية المقربة من الرئيس الشاذلي بن جديد، فعاد إلى حزب جبهة التحرير الوطني. وأشرف بومعزة على رئاسة جمعية ماي 1945 بعد تأسيسها رسميا يوم 6 ماي 1990 بمدينة خراطة. ثم عينه الرئيس اليمين زروال في 5 جانفي 1998 رئيسا لمجلس الأمة، إلى غاية استقالته سنة 1999