''إنه زبون منذ أكثر من 13 سنة''، بهذا صرح صاحب محطة بنزين وتشحيم وغسل السيارات ببئر مراد رايس لرئيس جلسة غرفة الجنح لدى مجلس قضاء الجزائر أين استُدعي كشاهد في جرم سرقة سيارة فخمة لزبون كان قد تقدم منها قصد غسلها، عند أحد العمال الخمسة المكلفين بتسيير المحطة والمتهم في قضية الحال.. حيث يتجاوز سنه 56 سنة وهو أب لعائلة كبيرة من الأفراد ويقطن في مدينة بوفاريك، حيث أن ''الخبزة'' على حد تعبيره في جلسة المحاكمة هي التي تركته يقطع كل هذه الكيلومترات ذهابا وإيابا يوميا ليصون لقمة عياله. وعن الواقعة ذكر المتهم أن الزبون المعتاد ركن سيارته عندهم وتقدم له ذلك اليوم قصد غسل سيارته وسلمه مفاتيحها وقد قام فعلا بتنظيفها وغسلها من الداخل ثم وضع مفاتيحها في سلة المفاتيح بمكتب صاحب المحطة كالعادة موصيا أحد أصدقائه من العمال بإكمال غسلها من الخارج بسبب ضيق الوقت حيث كانت الساعة تقرب ال.16 .30 وموعد الإلتحاق بآخر حافلة ليتنقل إلى مقر إقامته بمدينة بوفاريك، غير أنه لما رجع في الصباح من أجل استئناف عمله وجد الزبون قد وضع شكوى تعلقت بسرقة سيارته وطالب منه صاحب المحطة مرافقته لدار الشرطة ليتم سماعه على محضر مضيفا أنه لم يفهم أي شيء. الشاهد من جهته ذكر لرئيس المجلس أنه لم يجد مفاتيح السيارة في علبة المفاتيح وهي العلبة المعتاد وضع مفاتيح سيارات الزبائن بها، وهي لا تخطو مكتبه الذي لا يدخله الغرباء مضيفا أنه هو الآخر لا يعرف كيف خرجت سيارة الضحية من محطته ومن المتسبب في ذلك بعد نكران المتهم للجرم المنسوب إليه طالب ممثل النيابة تشديد العقوبة التي كانت قد أدانته بها محكمة الدرجة الأولى ببئر مراد رايس.