انطلقت صبيحة أول أمس أشغال الورشة الدراسية للصحفيين العرب والألمان حول موضوع ''صورة الوطن العربي في الصحافة الألمانية وصورة ألمانيا في الصحافة العربية'' بنزل افريقيا/ميرديان بتونس تنظمها الألكسو بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية. وقد أشرف على حفل الافتتاح الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ''ألكسو'' بحضور توماس شيلر، الممثل الاقليمي لمؤسسة كونراد أديناور وهورست فولفرام كيرل، سفير ألمانيا بتونس. وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو، بأن هذا الملتقى الذي يجمع بين الصحفيين العرب والألمان متميز لأنه يتناول بالبحث في موضوع على غاية من الأهمية لسببين أساسيين الأول أن خصوصية عصرنا هي مكانة الصورة بمعناها الأصلي وانتشارها بسرعة عجيبة ودورها إيجابيا أو سلبيا، موضوعيا أو منحازا في اعلام الناس وتصورهم للآخر، أما السبب الثاني فيتمثل في العلاقة العريقة بالعالم العربي والحضارة العربية الإسلامية وفي المنزلة الخاصة التي يحظى بها الألمان في نفوس العرب. واستحضر الدكتور محمد العزيز ابن عاشور وهو يتحدث عن هذه العلاقة المتينة بين الألمان والعرب أسماء كبار علماء الاستشراق الألمانيين والاختصاصيين اللذين أناروا سبيل مئات الباحثين بفضل أعمالهم الأكاديمية الجليلة أمثال كارل بروكلمان وجوزيف شاست وريشار ايتنغوسن وفلوجل أنجليكا وغيرهم. وقال ابن عاشور ''لا يخفى عليكم أن الأحداث التي يشهدها العالم منذ أواخر القرن العشرين وبخاصة اكتساح الأخبار المتعلقة بالتطرق للساحة الاعلامية وردود الفعل من الجانبين العربي والغربي قد أثرت بصفة سلبية على الاستعداد للحوار والتفاهم وانفتاح بعضنا على بعض، فيتعيّن علينا معشر المثقفين الرافضين لكل أنواع الانكماش ونبذ الآخر -ونحن كثيرون في العالمين العربي والغربي- أن نسعى للتصدي لانتشار الصورة المتعصبة والمغلوطة والرافضة للآخر بالاعتماد على مشاعر الكراهية والبغضاء والآراء السطحية ولا يكون ذلك إلا بواسطة الحوار وإعلام الرأي العام في الجهتين بواقع الآخر اعلاما صحيحا معتدلا متفهما لخصوصيات الآخر محترما لقيمه معتبرا لإسهاماته في بناء الحضارة الانسانية. وأوضح ابن عاشور أن الألكسو تتشرف بالانخراط في هذا النضال التنويري الذي يقوم به نزهاء الاعلاميين والمثقفين من الجانبين الألماني والعربي. وعبّر توماس شيلر، الممثل الاقليمي لمؤسسة كونراد أديناور، عن سعادته بالمشاركة الأساسية في هذه الورشة التي تهدف إلى بناء صورة صحيحة عن الآخر عن طريق الاعلام الذي أصبح اليوم مؤثرا أكثر من ذي قبل ومن المفروض أن تكون الصورة التي يرسمها عن الآخر صحيحة ومبنية على الواقع. وفي كلمته ذكر هورست كيرل، سفير ألمانيا بتونس، أن ألمانيا تعول كثيرا على الحوار العربي الألماني من خلال الاعلام من أجل بناء علاقات متينة بين الشعبين الألماني والعربي. وقال بأن ألمانيا كثّفت من عنايتها بالحوار مع العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر من أجل معرفة صحيحة بالوطن العربي. وقدم سفير ألمانيا بتونس فكرة عامة عن البرامج التي تقوم بتنفيذها وزارة الخارجية الألمانية ومعهد العلاقات الخارجية في إطار تكثيف الحوار الاعلامي العربي الألماني محوره صورة الوطن العربي. وقال بأن هذه الورشة التي تسهم مؤسسة كونراد الألمانية في تنظيمها هي من الآليات التي نعول عليها في سبيل رسم صورة صحيحة عن الوطن العربي وعن الانسان العربي من أجل توطيد العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية بين ألمانيا والوطن العربي. وتتواصل هذه الورشة التي تتضمن 9 محاضرات حول نشاطات الألكسو والشراكة مع ألمانيا وحول معاني مفهوم الآخر والتعدد الثقافي وعن حوار الثقافات...