في إطار أشغال المؤتمر الجغرافى الدولى الحادى والثلاثين انعقدت مؤخرا بقصر المعارض بتونس دورة خاصة بعنوان ''المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ''الألكسو'' المنظمة من أجل الحوار بين الثقافات. وقد تضمنت هذه الدورة حلقة نقاش تناولت دور ''الألكسو'' في تطوير الحوار بين الثقافات وموضوع الثقافة والتربية فى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط. حيث تولى الدكتور المنجى بوسنينة، المدير العام للألكسو، تقديم موضوعي الدورة وتعرض في الجزء الأول من مداخلته، لدور الألكسو فى تطوير الحوار بين الثقافات، مستعرضا حصيلة جهود المنظمة فى مجال دفع هذا الحوار ومد جسور التواصل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى المجاورة والبعيدة. وأوضح ذات المتحدث أن الحوار بين الثقافات يعد من أبرز الموضوعات التى تعاملت معها المنظمة تعاملا إستراتيجيا مشيرا أن تزايد العناية بهذا الموضوع ارتبط بتزايد الحملات التى شنت على الحضارة العربية الإسلامية بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001 حيث بدت الحاجة إلى دعم ثقافة الحوار والتصدى لدعوات الصراع والصدام بين الحضارات والأديان من أجل التواصل مع الآخر. وأضاف المنجي بوسنينة أن الهدف من اتجاه جهود المنظمة إلى هذا المجال كان الوصول إلى الآخر والتواصل معه وطرح الإشكاليات الحقيقية للحوار على أساس جملة من المبادئ والقيم من بينها أن الثقافة العربية الإسلامية ثقافة تحاور وتفاعل وتسامح ترفض الانغلاق والتعصب والتطرف وكل أشكال الانفرادية والإقصاء وهى ثقافة تؤمن بالاختلاف والتعدد والتنوع وتعتبر أن ظواهر الاختلاف مرتبطة بالطبيعة الإنسانية وهي تعد هم أسباب ثرائها. لينتقل بوسنينة بعد ذلك إلى تحليل شروط الحوار ومرتكزاته والذي اعتبر أن احترام خصوصيات الآخر . والندية فى الحوار، والمساواة بين الأطراف المتحاورة، واستعرض، فى هذا السياق، مجموعة ندوات الحوار التى عقدتها المنظمة بين الثقافة العربية الإسلامية وعدد من الفضاءات الثقافية فى العالم مذكرا المتقيات التالية: الفضاء الإيبيروأمريكي وروسيا والعالم اللاتيني وألمانيا وإفريقيا من اجل خلق صداقات. وقد أسهمت هذه الحوارات فى الرد على النزعات الداعية إلى صدام الحضارات. كما عملت على إبراز الصورة الحقيقية للحضارة العربية وتصحيح التصورات السائدة بشأنها وأضاف الدكتور المنجي بوسنينة أن المنطلق فى هذه الندوات الحوارية يبرز في خلق صداقات و''لوبيات'' ضمن الفضاءات الثقافية المتحاور معها وذلك من خلال ربط الصلة بالأكاديميين والجامعيين والإعلاميين ومختلف الفئات القريبة من أصحاب القرار بهدف الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية. وخصص المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جانبا من مداخلته للحديث عن التعاون بين الألكسو ومجلس أوروبا، مشيرا إلى ما تحقق من إنجازات مشتركة بين الطرفين، ومن بينها إعداد دراسات حول مراجعة كتب التاريخ المدرسية فى الفضاءين، والعناية بالتربية على المواطنة الديمقراطية، وتدريس اللغات وذكر في هذا الصدد بأن المنظمة ومجلس أوروبا يعدان لعقد أيام عربية أوروبية فى أكتوبر القادم تتناول موضوعات تدريس التاريخ واللغات، وكذلك صورة الآخر فى وسائل الإعلام. مشيرا الى ضرورة تركيز الحوار على الرصيد المشترك بين الثقافات ولا سيما بناء مجتمع المعرفة وإقامة الفضاءات التربوية المشتركة التى تكرس الانفتاح على الآخر من خلال التربية والتعليم، والعمل على تبنى الإرث الثقافى المشترك ذاكرا في هذا الصدد مثال الحوار بين الثقافة العربية والثقافة الأوروبية كما بين المدير العام للألكسو كذلك أن إقامة تحالف بين الحضارات وتفاعل بين الثقافات يمر عبر بناء منطقة ثراء وتنمية مشتركة، وذلك لتجاوز النظرة الأمنية الضيقة إلى نظرة أمنية أوسع تهدف إلى الازدهار المشترك للفضاءات المتحاورة.