واصل مؤججو نار الفتنة في مصر دق أسافين العداوة في مسار العلاقات الجزائرية المصرية، بعد هزيمة الخرطوم الأربعاء الماضي، فقد جاء الدور هذه المرة على علاء مبارك الابن الثاني للرئيس المصري حسني مبارك، ليتكلم نيابة عن من وراء الستار من صناع القرار في محاولة لامتصاص عملية '' خدش أنف '' أبو الهول . ففي خرجة غير محسوبة العواقب عبر الفضائية '' المصرية '' الرسمية، اتهم علاء مبارك، كمواطن مصري غلبان بوقاحة غير مسبوقة، الشعب الجزائري بالهمجية والوحشية، وعبر عن رفضه لأي نشاط رياضي أو فني مشترك بين المصريين والجزائريين مستقبلا . وقال نجل الرئيس المصري، الذي يبدو أنه لم يهضم خسارة الخرطوم وإقصاء الفراعنة من كأس العام على يد الخضر '' لا نريد أن يدخل أي جزائري إلى مصر، ولا أن يذهب أي مصري إلى الجزائر '' ، وأعلن تأييده لدعوات التفريق بين الشعبين الشقيقين، عندما أيد ما قامت به نقابة الممثلين من مقاطعتها لأي مهرجان في الجزائر وعدم قبول فنانين جزائريين في مصر، واعتبر القرار سليما . ولم تكن التصريحات العنصرية من نجل الرئيس المصري، سوى حلقة في سلسلة تطورت من مباراة الخرطوم لتتحول إلى تصريحات عدائية طالت الجزائر وشعبها ورموزها من طرف الإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص، في تطور نوعي، يوحي بأن المسألة تجاوزت غرف التحرير، إلى مصادر صنع القرار في قاهرة المعز رحمة الله على زمانه . وشهد برنامج '' البيت بيتك '' ، الذي شارك فيه علاء مبارك تصريحات عدائية غير مسبوقة ضد الجزائر، تصدر من فضائية تابعة مباشرة للحكومة المصرية، بحيث اعتبر مقدما الحصة ما وقع بالخرطوم حربا غير معلنة من طرف الحكومة الجزائرية على المشجعين المصريين، معتبرين نقل مناصري الفريق الوطني إلى السودان على نفقة الدولة الجزائرية نية مبيتة، وكأن الإخوة في مصر أرادوا أن يحضر جمال مبارك وشقيقه الأصغر إلى السودان رفقة الفنانين و '' المسامعية '' ويفرش لهم " المريخ '' دون غيرهم بساطه '' الاخضر ''. وتزامنت هذه الهجمة والتصريحات العدائية من الابن الأصغر علاء مع كلمة الأب الرئيس محمد حسني مبارك، أمس في افتتاح دورة مجلس الشعب حذر من خلالها من أن بلاده '' لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها '' ، وأن '' رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم ''. وكم تمنى عشاق الكرة المستديرة أن يكون الرئيس المصري حريصا أيضا على صون كرامة الغير خاصة إذا كان هذا الأخير ضيفا عربيا بحجم الجزائر، فلا يعقل أن تحفظ كرامة مواطن مصري على حساب كرامة الجزائري '' يا ريس ''. لقد هُزم الفريق المصري لكرة القدم في الخرطوم وفاز الفريق الجزائري، ولا يتمنى أحد أن تنهزم مصر الدولة في إدارتها لخسارة التأهل إلى المونديال، وإن حدث العكس لا قدر الله فنقول رحمة الله على قاهرة المعز ما دام من يقود هو المواطن علاء والصحفي شلبي والمنشط الشاب الغندور . التحرير